بحثًا عن تعزيز العلاقات وكتابة فصل جديد من العلاقات الصينية العربية، عقدت وزارة الخارجية الصينية الاجتماع الأول للرابطة الصينية العربية للمؤسسات الفكرية في مدينة شنجهاي.
ناقش الاجتماع سُبل تعزيز العلاقات الثنائية بين الجانبين وكيفية ترقية العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وتلاحظ الاهتمام الكبير من قِبل ممثلي المؤسسات الفكرية العربية والصينية عن أهمية دفع التعاون إلى مستويات جديدة لبناء مجتمع صيني عربي ذي مستقبل مشترك يعود بالنفع علي شعبي الجانبين.
وفي هذا الصدد، قال تيان وينلينج، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة الشعب الصينية، في تصريحات خاصة لموقع "القاهرة الإخبارية"، إنه "يتعين على الصين والدول العربية تعزيز التعاون في مختلف المجالات والعمل معًا لتوفير عالم جديد أفضل؛ لأننا نعلم جميعًا أن العالم الحالي يواجه فترة غير مسبوقة من التغيير".
وتابع أستاذ العلاقات الدولية: "يمكننا أن نرى في الواقع أن العالم الحالي له مستقبلان، أحدهما هو الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة التي تواصل الحفاظ على نظام الهيمنة الهرمي، إذ تقوم الولايات المتحدة بقمع بعض البلدان وفي ظل هذا القمع تصبح كل من الصين والعالم العربي في الواقع ضحايا لهذا النظام، وهذا النوع من المستقبل ليس هو ما نريد رؤيته بالتأكيد".
وأضاف: "المستقبل الثاني هو أننا قادرون على إضفاء الطابع الديمقراطي على العلاقات الدولية ويتعين على البلدان كافة أن تتعامل مع الشؤون الدولية على قدم المساواة وأن تستجيب للمشكلات الدولية معًا".
من جانبه، يرى ليو شين لو، عميد الأكاديمية العربية في جامعة بكين للدراسات الدولية، أنه في ظل التوترات الكبيرة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط أصبحت الآن في خضم عجز تنموي وأمني خطير، مضيفًا "أعتقد أن هناك بعض الإجراءات الأساسية التي من شأنها إنهاء التوترات مثل التوقف عن اتباع عقلية الحرب الباردة".
وقي تصريحات خاصة لـ"القاهرة الإخبارية"، أكد "ليو" أن هذه الحرب في الواقع لن تؤدي إلا إلى تفاقم الاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط، لذا ينبغي أن تكون آلية حل الأزمات هذه آلية ناضجة وفعّالة تقودها دول المنطقة، مضيفًا أن "الصين باعتبارها دولة كبرى ومسؤولة، لا تصنع المشكلات بل تتعامل معها بشكل عادل وبالتوافق مع دول المنطقة، وهذه إحدى ميزات الصين الفريدة وهو ما بات واضحًا خلال السنوات الماضية".
وبدوره، أشار "لي تشين وين"، السفير السابق لمنتدى التعاون الصيني العربي في تصريحات خاصة لـ"القاهرة الإخبارية"، إلى أن الشرق الأوسط يواجه حاليًا الكثير من الاضطرابات والصراعات والتهديدات الجيوسياسية، علمًا بأن الوضع في الشرق الأوسط له تأثير كبير على الوضع في العالم، خاصة أن مستقبل المنطقة يؤثر أيضًا على العالم، موضحًا أن الصين والدول العربية يجب أن تعمل معًا لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وإنهاء الصراعات في أسرع وقت ممكن".
كما أعرب "لي" عن استعداد بلاده للعمل مع أشقائهم العرب من أجل تعزيز السلام والتنمية والحوار ومعارضة المواجهة، ومعارضة انتهاكات السيادة الوطنية وحقوق الإنسان في الدول الأخرى، قائلًا "أعتقد أن كلًا منا لديه الكثير من الإمكانات للمضي قدمًا".
ومن الناحية الاقتصادية، تحدث هو يو شيانج، أمين عام مركز الدراسات للتعاون الثقافي والسياحي في جامعة بكين للدراسات الدولية، أن مبادرة الحزام والطريق وسّعت التعاون في العديد من مجالات بين الصين والدول العربية.
وفي حديثه مع "القاهرة الإخبارية"، قال "شيانج": "مجالاتنا كانت تتركز بشكل أساسي علي المجالات التقليدية، ومع تقدم مبادرة الحزام والطريق تمت ترقية المجالات التقليدية مثل النقل والطاقة إلى مجالات التكنولوجيا الفائقة وغيرها، ما سمح للشركات الصينية في السنوات العشرين الماضية باكتساب القدرة على التنافس مع السوق العالمية إلى حد كبير".
وأضاف أن مبادرة الحزام والطريق ساهمت كثيرًا في توازن التنمية المحلية والاستقرار الاقتصادي في الصين والدول العربية، وعزّزت التوظيف وتنمية الشباب وغيرها من التغييرات.