"سينما من أجل الإنسانية".. شعار اختارته إدارة مهرجان الجونة السينمائي المصري منذ دورته الأولى، لتسليط الضوء على القضايا المُلَحَّة التي تشهدها المنطقة، وتعزيز الحوار الثقافي والفني بين الشعوب، وأمام التحديات التي يواجهها العالم عامة والعربي خاصة خلال السنوات الأخيرة بات هذا الشعار مصدر إلهام للعديد من السينمائيين لتقديم أفلامهم التي تتطرق إلى قضايا تشغل الوطن العربي وتسانده، ومن مساندة المهرجان في نسخته السادسة لغزة ضد الاحتلال الإسرائيلي، تستمر المساندة هذا العام لغزة ولبنان التي تواجه هي الأخرى ضربات الاحتلال، وهو ما كشفته إدارة المهرجان خلال المؤتمر الصحفي الذي أقيم، اليوم الأحد، للإعلان عن تفاصيل النسخة السابعة المزمع إقامتها في الفترة من 24 أكتوبر حتى الأول من نوفمبر المقبلين، بحضور نجيب ساويرس مؤسس المهرجان، وسميح ساويرس رئيس مجلس إدارة المهرجان، والفنانة المصرية يسرا، والمهندس عمر الحمامصي، وعمرو منسي، المدير التنفيذي والمؤسس المشارك للمهرجان، والمخرجة والمنتجة المصرية ماريان خوري، المديرة الفنية للمهرجان.
تشهد الدورة الجديدة عرض مجموعة من الأفلام المتميزة من مختلف أنحاء العالم، تتناول موضوعات متنوعة تعكس الواقع المعاش وتستشرف المستقبل، كما تشهد تكريم الفائز بجائزة "الإنجاز الإبداعي"، الفنان المصري القدير محمود حميدة، إضافة إلى تكريم الفنانين وصانعي الأفلام والكتّاب اللبنانيين جوانا حاجي توما وخليل جورجي، المعروفان بانخراطهما العميق في مجال الخيال والإبداع وكتابة التاريخ ورواية القصص.
دعم لبنان
استهل المدير التنفيذي لمهرجان الجونة عمرو منسي، كلمته بإعلان الدعم للشعب اللبناني، في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة، متمنيًا أن يعود لبنان "أقوى من ذي قبل"، إذ قال: "منذ انطلاق دورته الأولى، كانت رغبتنا في المهرجان تقديم الدعم والتوجيه لصنّاع السينما في جميع أنحاء الوطن العربي، بالتعاون مع شركائنا ورعاتنا، ولإبراز الدور الحقيقي لمهرجان الجونة كوجهة سياحية سينمائية عالمية، قررنا منذ العام الماضي تسهيل عمل الإعلاميين والصحفيين في تغطية جميع الفعاليات، مثل برامج دعم الصناعة، وتجمعات صنّاع الأفلام، والسجادة الحمراء، من خلال توحيدها في مكان واحد وهو مركز الجونة في البلازا، هذا المركز صُمّم بطريقة مرنة تجمع بين صنّاع الأفلام، والجمهور، والإعلاميين طوال اليوم، ما يشجّعهم على التفاعل بدون حواجز".
وأضاف "منسي": "بالرغم من التحديات التي واجهتنا العام الماضي، أشعر بالفخر لتحقيق الوعود التي قطعناها على أنفسنا تجاه الصناعة، وخاصة تجاه الشباب السينمائيين".
وفيما يتعلق بدعم المواهب الناشئة، عبّر "منسي" عن فخره بنمو "سيني جونة للمواهب الناشئة"، الذي تطور من برنامج واحد ليصبح مظلة تشمل جميع برامج المواهب الشابة والناشئة في المهرجان.
وتابع: "برنامج سيني جونة للمواهب الناشئة، الذي قدمته المديرة الفنية ماريان خوري خلال النسخة السادسة، ويدعمه هذا العام مؤسستا دروسوس و"ساويرس للتنمية الاجتماعية"، يدعو مئات من صانعي الأفلام الشباب لحضور المهرجان"، وفي ختام كلمته، وجّه "منسي" التحية لمؤسس المهرجان المهندس نجيب ساويرس، والمهندس سميح ساويرس رئيس مجلس إدارته، لدعمهما المستمر لنجاح المهرجان منذ تأسيسه ولأهميته الكبرى في دعم الصناعة السينمائية في مصر.
جوائز بقيمة 350 ألف دولار
من جهتها، أعلنت المديرة الفنية للمهرجان المنتجة والمخرجة المصرية ماريان خوري عن قائمة الأفلام المشاركة وفعاليات المهرجان وخبراء ونجوم صناعة السينما المشاركين، وأكدت في كلمتها "التزام مهرجان الجونة بدوره كجسر بين الثقافات، وكمنصة لعرض أعمال صنّاع الأفلام الشباب والطموحين"، مشيرةً إلى أن "ذلك الالتزام تجلى في جميع أنشطة المهرجان، بما في ذلك برنامج عروض الأفلام".
وقالت خوري: "هدفنا الأساسي هو توفير أفضل الموارد الممكنة لصنّاع الأفلام العرب، وهو ما تحقق من خلال استقطاب رعاة وممولين بلغ مجموع جوائزهم أكثر من 350 ألف دولار، يتنافس عليها 21 مشروعًا من 13 دولة عربية، بشراكة مع تسع دول غربية".
وأضافت: "تم اختيار هذه المشاريع من بين 230 مشروعًا من جميع أنحاء العالم العربي، تقدمت لمنصة الجونة لدعم الأفلام بعد تحديث علامتها التجارية. وتتضمن هذه المشروعات 13 مشروعًا في مرحلة التطوير (7 مشروعات روائية طويلة، و6 وثائقية طويلة)، و8 أفلام في مراحل ما بعد الإنتاج (4 أفلام روائية طويلة، و4 أفلام وثائقية طويلة)".
أوضحت "خوري" أن مجموعة الأفلام وفعاليات المهرجان ومشاركة صنّاع الأفلام من أنحاء العالم تعكس التزام المهرجان بتعزيز التبادل الثقافي ودعم صانعي الأفلام الناشئين، إذ يعرض 71 فيلمًا من 40 دولة، بما في ذلك 55 فيلمًا روائيًا طويلًا ووثائقيًا، و16 فيلمًا قصيرًا، 44% منها من إخراج نساء، و13 فيلمًا منها هي أعمال أولى لمخرجيها.
تابعت: "نحن فخورون بتقديم العروض الأولى عالميًا لثلاثة أفلام طويلة و3 أفلام قصيرة وعرضين دوليين أوليين، لتسليط الضوء على وجهات النظر الجديدة والمواهب الناشئة من المنطقة العربية".
كما ذكرت ماريان خوري أن كاتبة السيناريو والمؤلفة المصرية مريم نعوم سترأس "ملتقى سيني جونة لصناعة الأفلام" لتستكمل مسيرة الملتقى في إدارة نقاشات معمقة حول صناعة السينما، إضافة إلى العديد من ورش العمل والمحاضرات المخصصة لصنّاع الأفلام.
وأكدت على استمرار المهرجان في التوسع، قائلة: "لقد شهد المهرجان زيادة ملحوظة في الفعاليات والأنشطة المقدمة هذا العام مثل "سوق سيني جونة" الذي تم إطلاقه العام الماضي، ويرأسه هذا العام محمد تيمور، وبرنامج "سيني جونة للمواهب الناشئة" الذي ترأسه حياة الجويلي، واللذين سيكرسان جهدهما لدعم المواهب الشابة هذا العام".
كما يفتخر المهرجان باستضافة مجموعة من النجوم وصنّاع الأفلام العالميين، الذين يتشاركون رؤاهم وتجاربهم في عالم السينما، وسيكون هناك تركيز خاص على دعم المواهب الشابة، من خلال تقديم جوائز متنوعة تشجع الابتكار والإبداع، وسيظل ملتزمًا بمسيرته في تقديم سينما عالية الجودة، على أمل أن يسهم في نشر قيم السلام والتسامح في هذه الأوقات العصيبة.
لغة موحدة للشعوب
أعربت الفنانة المصرية يسرا، عضو اللجنة الاستشارية العليا في مهرجان الجونة السينمائي، عن سعادتها بالوجود في المؤتمر الصحفي الخاص بالكشف عن تفاصيل الدورة الـ7 من المهرجان، وكونها موجودة منذ الدورة الأولى، التي تراها الأقرب إلى قلبها.
وتوجهت "يسرا" بالشكر إلى الإعلام والحضور، قائلة: "أشكر الإعلام الذي استطاع أن يقدم تغطية مميزة في الدورة الماضية، وتسليط الضوء على أن المهرجان ليس مجرد سجادة حمراء فقط، وأتمنى أن تكون الدورة المقبلة ناجحة".
كما أعربت عن دعمها للشعبين اللبناني والفلسطيني، وأضافت: "أرى أن الفن هو اللغه الوحيدة بيننا والعالم وقادر على أن يوحّدنا إذا ما تم استخدامه بشكل صحيح".