تتوقع الولايات المتحدة أن ينفذ جيش الاحتلال توغلًا بريًا محدودًا في لبنان، مع تحريكه قواته إلى الحدود، وفق ما نقلت شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، عن مسؤوليْن أمريكييْن اثنيْن.
وأكد المسؤولان أن دولة الاحتلال لا يبدو أنها اتخذت قرارًا بشأن ما إذا كانت ستقوم بالتوغل البري.
وقال أحد المسؤوليْن إن التقييم الأمريكي قائمٌ على تعبئة قوات الاحتلال وتطهير المناطق، في ما قد يكون استعدادًا للقيام بتوغل كبير. ونشر جيش الاحتلال لقطات لقواته تتدرب بالقرب من الحدود لهذا الغرض تحديدًا.
وقال مسؤول أمريكي كبير لشبكة "إيه بي سي"، إن إسرائيل تستعد لشنّ عملية برية محدودة في لبنان.
وأضاف المصدر أن إسرائيل تستعد للعملية البرية، رغم أنها اغتالت بالفعل أكثر من 30 مسؤولًا كبيرًا في حزب الله، أبرزهم الأمين العام حسن نصر الله.
وبحسب المصدر -الذي لم يكشف عن هُويته- رفضت إسرائيل أي مقترح لوقف إطلاق النار، حتى لو كان محدودًا، وتواصل قصف أهداف يعتقد أنها تحتوي على صواريخ وأسلحة بعيدة المدى.
وفي الوقت نفسه، لا تستمع إسرائيل إلى إدارة بايدن، على الرغم من دعواتها المتكررة للتوصل إلى حل دبلوماسي، بحسب التقرير.
وفي وقت سابق من أمس السبت، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال بيتر ليرنر، إن الجيش يستعد للقيام بتوغل بري، لكن هذا خيار واحد فقط قيد النظر.
والهدف المعلن لإسرائيل هو إعادة أكثر من 60 ألف مواطن إلى منازلهم في شمال إسرائيل بالقرب من الحدود مع لبنان.
والأربعاء الماضي، قال رئيس الأركان الإسرائيلي هيرتسي هاليفي، إن قوات الاحتلال تستعد للتوغل البري في لبنان.
وقبل وقت قصير من الإعلان عن اغتيال نصرالله، أمس السبت، ذكر مسؤول إسرائيلي كبير أن بلاده تأمل ألا تقوم بتوغل بري في لبنان، وقال: "نفضل ألا نقوم بذلك".
وأعلن جيش الاحتلال، أمس السبت، اغتيال نصرالله في غارة عنيفة بمقاتلات إف-35 ألقت قنابل خارقة للتحصينات تزن طنًا على القيادة المركزية لحزب الله في الضاحية الجنوبية ببيروت.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية"بي بي سي" أنه من الواضح أن إسرائيل ليس لديها نية لوقف حملتها العسكرية من أجل هدنة من 21 يومًا اقترحتها 12 دولة، بما في ذلك حليفتها الأقرب، الولايات المتحدة.
ويعتقد جيش الاحتلال أنهم وضعوا حزب الله في موقف دفاعي الآن، لذا سيرغبون في مواصلة هجومهم حتى تتم إزالة تهديده.
وتوعد رئيس أركان الاحتلال بـ"الوصول إلى كل من يهدد إسرائيل"، قائلًا: "لم نستنفد كل الوسائل التي في متناولنا.. الرسالة بسيطة: كل من يهدّد مواطني إسرائيل، سنعرف كيف نصل إليه".
وباستثناء استسلام حزب الله، وهو أمر غير محتمل، وفقًا لـ"بي بي سي"، من الصعب رؤية كيف يمكن لإسرائيل تحقيق هدفها الحربي المتمثل في إزالة تهديد هجمات حزب الله دون إرسال قوات على الأرض.
لكن الهيئة البريطانية حذرت الاحتلال، إن "الدخول إلى لبنان سيكون سهلا نسبياً.. لكن الخروج قد يستغرق - مثل غزة - أشهرًا".
وذكرت الهيئة إن حزب الله يترنح من ضربة تلو الأخرى، بعد أن تم قطع رأس هيكله القيادي، مع اغتيال عدد من كبار قادته، وتخريب اتصالاته إثر التفجيرات الصادمة لأجهزة النداء واللاسلكي، فضلًا عن تدمير العديد من أسلحته في غارات جوية، لكن من المستبعد أن يستسلم الحزب ويطلب السلام، وفق شروط إسرائيل.
ولفتت" بي بي سي" إلى أن حزب الله تعهد بالفعل بمواصلة القتال، ولا يزال لديه آلاف المقاتلين، العديد منهم يطالبون بالانتقام للضربات الإسرائيلية الأخيرة.
ولا يزال لدى حزب الله أيضًا، ترسانة كبيرة من الصواريخ، العديد منها أسلحة طويلة المدى وموجهة بدقة يمكنها الوصول إلى تل أبيب ومدن أخرى. وسيكون هناك ضغط داخل صفوفه لاستخدامها قريبًا، قبل أن يتم تدميرها هي أيضًا، وفق هيئة الإذاعة البريطانية.