الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تاريخ من التوترات.. ترامب ليس أول المطالبين بترحيل المهاجرين

  • مشاركة :
post-title
قال ترامب إنه سيطلق "أكبر عملية ترحيل في تاريخ أمريكا" وينهي حق المواطنة بالولادة

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

من غارات بالمر على المهاجرين اليهود والإيطاليين في عام 1919، إلى الترحيل الجماعي للمهاجرين المكسيكيين في الخمسينيات من القرن العشرين، تجاهلت عمليات الترحيل السابقة للمهاجرين من الولايات المتحدة الحريات المدنية، وزادت من التوترات العنصرية، ومزقت الأسر الأمريكية لأجيال.

الآن، وفي خطابات حملته الانتخابية، قال ترامب إنه سيطلق "أكبر عملية ترحيل في تاريخ أمريكا" وينهي حق المواطنة بالولادة المذكور في التعديل الرابع عشر لدستور الولايات المتحدة. حيث يريد الرئيس السابق حشد عملاء الهجرة والجمارك، إلى جانب مكتب التحقيقات الفيدرالي، والمدعين الفيدراليين، والحرس الوطني، وحتى ضباط إنفاذ القانون المحليين، لتنفيذ عمليات الترحيل.

وسيبدأ ترامب، وفق خطته، بترحيل جماعي للمهاجرين الفنزويليين في أورورا بولاية كولورادو، والمهاجرين الهايتيين في سبرينجفيلد بولاية أوهايو.

لكن، لإنهاء حق المواطنة بالولادة، يتعين تعديل دستور الولايات المتحدة من قبل ثلاثة أرباع الهيئات التشريعية للولايات أو ثلاثة أرباع المؤتمرات التي يتم استدعاؤها في كل ولاية للتصديق عليها، وهو أمر غير محتمل؛ كما يشير تقرير لموقع "أكسيوس".

وعلى الرغم من الهتافات في مسيرات ترامب لـ"إعادتهم"، فإن أي جهد ترحيل جماعي في العصر الحديث من المرجح أن يواجه مقاومة من جماعات الحقوق المدنية اللاتينية والمسؤولين المنتخبين، كما يقول ديفيد بير، المدير المساعد لدراسات الهجرة في معهد كاتو، لـ"أكسيوس".

وفي عالم اليوم، هناك أشخاص من أصل لاتيني منتخبون في المناصب الفيدرالية والمحلية، ولهم مجموعات منظمة بشكل جيد في مجال الحقوق المدنية، والتي لم تكن موجودة قبل عقود من الزمن.

ويُشير التقرير إلى أنه "من المرجح أن تعمل شبكات الكنائس والمتطوعين على توفير المأوى للمهاجرين، كما حدث في ثمانينيات القرن العشرين، خلال الغارات التي شنتها إدارة ريجان على مجتمعات المهاجرين في أمريكا الوسطى. وسوف تقوم جيوش من الصحفيين والناشطين والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي بتوثيق المداهمات".

غارات بالمر

في مطلع القرن العشرين، أدى تدفق المهاجرين اليهود الإيطاليين والروس إلى العديد من المدن الصناعية بالولايات الأمريكية إلى إشعال موجة من التعصب المناهض للمهاجرين، وساهم في عودة ظهور جماعة "كو كلوكس كلان" العنصرية المناهضة لغير البيض.

يقول "أكسيوس": أعطى وجود قنبلة خارج منزل المدعي العام ميتشل بالمر في واشنطن العاصمة، إلى جانب وباء الإنفلونزا، و"الخوف الأحمر" المبالغ فيه من الثورة البلشفية في روسيا، المحامي الطموح القدرة لملاحقة هؤلاء المهاجرين.

وقتها، أرسل بالمر المحامي الشاب من وزارة العدل جيه إدجار هوفر لمراقبة المهاجرين المشتبه في اعتناقهم آراء سياسية متطرفة؛ ما أدى إلى اعتقال المهاجرين خلال مداهمات متزامنة في المدن الكبرى. وقد تم اعتقال آلاف الأشخاص دون أوامر قضائية ودون مراعاة للحماية الدستورية ضد عمليات التفتيش والمصادرة غير القانونية.

وقد أدت عمليات الترحيل إلى تشتيت العائلات، وأدت إلى إنشاء الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية.

الإعادة إلى الوطن

شهد الكساد الأعظم، في ثلاثينيات القرن العشرين، ضغوطًا من حكومات الولايات والحكومات المحلية على الأمريكيين المكسيكيين للعودة إلى المكسيك، وسط ارتفاع معدلات البطالة في الولايات المتحدة، والمشاعر العنيفة المناهضة للمكسيكيين.

وتحت غطاء ما يسمى بالإعادة إلى الوطن، تم استهداف الأمريكيين المكسيكيين في غارات الهجرة، أو تم إجبارهم تحت التهديد بالعنف على مغادرة الولايات المتحدة. حيث تم إجبار حوالي مليون شخص من أصل مكسيكي على مغادرة الولايات المتحدة.

ووفقًا لكتاب "عقد من الخيانة: العودة المكسيكية في ثلاثينيات القرن العشرين"، فإنه تم إرسال أطفال مكسيكيين أمريكيين إلى المكسيك، بينما بعض الأسر خبأت أطفالها مع أقارب في الولايات المتحدة لمنع إرسالهم إلى بلد أجنبي لم يزوروه قط.

عملية "ويت باك"

هي العملية التي قادها الرئيس أيزنهاور، واستخدمت تكتيكات عسكرية لجمع 1.3 مليون مكسيكي وأمريكي من أصل مكسيكي في جميع أنحاء البلاد في الخمسينيات من القرن العشرين، فيما كان -آنذاك- أكبر عملية ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة.

ويصف "أكسيوس" عملية "ويت باك" بأنها إهانة عنصرية للمكسيكيين، جاءت بعد أن حث بعض زعماء الحقوق المدنية للأمريكيين المكسيكيين الحكومة الفيدرالية على ترحيل المهاجرين غير المسجلين الذين يتم استغلالهم للحفاظ على انخفاض الأجور للأمريكيين المكسيكيين الفقراء.

وقتها، قام عملاء الحدود بمداهمة أحياء يقطنها أمريكيون من أصل مكسيكي، وطلبوا إثباتات الهوية من مواطنين "يبدون بمظهر مكسيكي" في الأماكن العامة، واقتحموا منازل خاصة في منتصف الليل، وهاجموا الشركات المملوكة للمكسيكيين.

في ذلك الوقت تم ترحيل أكثر من مليون شخص. ولكن بعد جيل من العملية، تغيرت مواقف العديد من جماعات الحقوق المدنية اللاتينية السائدة من دعم الترحيل إلى معارضته بشكل نشط.