الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

رغم الارتياح لاغتيال نصر الله.. التصعيد صداع في رأس إدارة بايدن

  • مشاركة :
post-title
كان رد فعل البيت الأبيض على اغتيال الأمين العام لحزب الله إيجابيا

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

في الوقت الذي ارتبكت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن تأكيد إسرائيل اغتيال حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، كان رد الفعل الأولي من داخل البيت الأبيض إيجابيًا، على الرغم من أن المسؤولين الأمريكيين كانوا يحاولون إقناع إسرائيل بوقف عملياتها ضد حزب الله، وفقًا لما نقلته صحيفة "بوليتيكو" عن مسؤولين كبار في الإدارة.

وتشير الصحيفة إلى أن "فريق بايدن لا يزال يعتقد أن حزب الله، ووكلاء إيران الآخرين المحتملين، سوف يردون في مرحلة ما على المذبحة الأخيرة، ما يؤدي إلى تصعيد الأزمة بشكل أكبر، لكن اغتيال نصر الله قد يشل الجماعة مؤقتًا، إلى الحد الذي لا يمكنها معه شن أي هجمات انتقامية كبرى".

وتلفت إلى أن النجاح الذي حققته إسرائيل خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية يضع الولايات المتحدة في مأزق، لكن إسرائيل أقدمت على هذه الخطوة رغم مطالبة الولايات المتحدة لها، مرارًا وتكرارًا، بضبط النفس في مواجهة حزب الله، والموافقة على وقف إطلاق النار، مؤكدة أنه سيتعين على إدارة بايدن أن تقرر ما إذا كانت ستغير مسارها.

ومن المرجح أن تستمر الولايات المتحدة في الدعوة إلى المزيد من المساعي الدبلوماسية في محاولتها تجنب حرب إقليمية أوسع نطاقًا قد تجتذب واشنطن.

وفي الوقت نفسه، قد تكون تصرفات إسرائيل -التي وصفتها بأنها تصعيد من أجل خفض التصعيد- كافية لجعل حزب الله وإيران يتراجعان، على الأقل لفترة من الوقت، كما يلفت المسؤولون بإدارة بايدن إلى أن اغتيال نصر الله وغيره من كبار القادة، يجعل من غير المرجح أن يتمكن حزب الله من العمل بالقدر نفسه من الثقل والتعقيد في المستقبل القريب.

عدو رئيسي

تنقل "بوليتيكو"، عن مسؤول أمريكي مطلع على النقاشات، إن اجتماعًا بين الوكالات وفريق بايدن من المقرر أن يُعقد مساء اليوم السبت لمناقشة الوضع.

ويتوقع الأمريكيون أن تقوم الجماعات التابعة لإيران بإطلاق مئات الصواريخ على إسرائيل في الأيام والأسابيع المقبلة، حيث أجبر إطلاق حزب الله للصواريخ عشرات الآلاف من الإسرائيليين على الفرار من منازلهم، وهو أحد الأسباب التي جعلت إسرائيل عازمة على دفع حزب الله إلى التراجع.

أيضًا، أضاف المسؤول الكبير أن إدارة بايدن تتابع رد فعل طهران من خلال وسطاء، وتبحث عن أي مؤشرات على استعداد إيران لإقحام نفسها بشكل مباشر في الصراع.

أما في الكابيتول، فكان تركيز المشرّعين الأمريكيين أقل على التداعيات المحتملة للهجوم، وأكثر على حقيقة مقتل ما يرونه "عدو رئيسي للولايات المتحدة".

وأيد رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي مايك تيرنر -جمهوري من ولاية أوهايو- في بيان، عملية الاغتيال الإسرائيلية، بينما كتبت النائبة الديمقراطية عن ولاية فلوريدا، لويس فرانكل، على وسائل التواصل الاجتماعي: "الولايات المتحدة وإسرائيل والعالم أكثر أمانًا بدونه".

مواصلة الضربات

رغم تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه يخطط لمواصلة الضربات على لبنان، ويبدو عازمًا على إضعاف حزب الله قدر الإمكان، لكن مع ذلك، لم تعلن إسرائيل تدمير حزب الله كهدف عسكري بالطريقة نفسها التي وعدت بها ضد حركة حماس في قطاع غزة.

ونقلت "بوليتيكو" أن كبار المسؤولين الأمريكيين حذروا إسرائيل ذات مرة في أكتوبر من العام الماضي من مهاجمة نصر الله، إذ من شأنه أن يزيد فرص اندلاع حرب إقليمية، وقال أحدهم إن "التضاريس في الشرق الأوسط أصبحت مختلفة الآن".

وتلفت الصحيفة إلى أن اغتيال نصر الله قد يؤدي إلى جعل اتفاق وقف إطلاق النار الذي اقترحته واشنطن في وقت سابق أكثر قابلية للنقاش، إلا أن المسؤولين الكبيرين أكدا أن "البيت الأبيض محبط من رد إسرائيل على خطة وقف إطلاق النار".

وأضافا أن "الحكومة الإسرائيلية طلبت من الولايات المتحدة طرح الاقتراح علنًا من أجل الضغط على حزب الله للدخول في محادثات دبلوماسية، لكنها تراجعت بعد ذلك عن الاتفاق، فيما اعتبر توبيخًا لبايدن"؛ حسب الصحيفة.