احتشد المئات من أعضاء المنظمات الإسرائيلية التقدمية والمنظمات اليهودية في نيويورك، بالقرب من مقر الأمم المتحدة، صباح أمس الخميس، تزامنًا مع وصول رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى نيويورك، قبل خطابه أمام المنظمة الدولية، برسالة واحدة: "توقفوا عن وضع القوة السياسية فوق حياة المحتجزين وكل الناس في المنطقة".
وحسبما ذكرت صحيفة "ذا جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، شارك في الحشد قرب مقر الأمم المتحدة، منظمات (أجندة اليهود في نيويورك، وأمينو، وجيه ستريت، وترواه، وأونكسبتابل، وإسرائيليون من أجل السلام في نيويورك، وغيرها).
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "العالم كله يحتاج إلى أن يعرف أن نتنياهو يجب أن يرحل"، و" من النهر إلى البحر، نستحق جميعًا المساواة"، و"الرئيس بايدن، أنقذ إسرائيل من نتنياهو".
وعرض المتظاهرون دمية ملطخة بالدماء ترتدي قناعا يحمل وجه نتنياهو، وكتبوا عليها عبارة "الإمبراطور عار" و"أنهوا الحرب الآن". وردد المتظاهرون وهم يدقون الطبول هتافات مثل "الحرب لا يوجد فيها منتصرون" و "لا يوجد حل عسكري".
وأشار متحدث تلو الآخر إلى أن نفس التحالف تجمع خارج الأمم المتحدة العام الماضي أثناء الجمعية العامة، قبل السابع من أكتوبر، للاحتجاج على نتنياهو.
ونقلت "ذا جيروزاليم بوست" عن عميشاي لاو لافي، مؤسس مختبر/كنيس نيويورك: "لقد كنا هنا قبل عام واحد، ووقفنا معًا بينما كان نتنياهو يتحدث في هذه القاعة ذاتها في الأمم المتحدة، وطرح رؤية معادية للديمقراطية للتطرف وإزالة الإنسانية. وبعد مرور عام واحد، نحن هنا معًا مرة أخرى".
وأعرب لافي عن حزنه على أكثر من 40 ألف فلسطيني قتلهم جيش الاحتلال في غزة، وعلى المحتجزين بالقطاع الذين تحلم عائلاتهم بعودتهم "فقط لكي تذهب آمالهم سدى على حساب نسف الحكومة الإسرائيلية للصفقة".
وكان من بين المتحدثين بشكل ملحوظ مراقب مدينة نيويورك والمرشح لمنصب عمدة المدينة براد لاندر، الذي وصفه لافي لصحيفة "واشنطن بوست" بأنه كان مشاركًا نشطًا في الحركة المناهضة لنتنياهو والمؤيدة للديمقراطية لسنوات، قبل أن يصبح مرشحًا لمنصب عمدة المدينة.
وقال لاندر، إن نتنياهو يعمل على تآكل الديمقراطية الإسرائيلية في كل يوم يقضيه في منصبه، ويمدد الحرب ويرفض إعادة المحتجزين إلى ديارهم.
وأضاف لاندر: "إن نتنياهو يقصف العائلات في غزة دون تمييز كل يوم، والآن في لبنان؛ وكل يوم يعمل على تمكين سيموتريتش وبن جفير في جهودهما الإقصائية لتهجير الفلسطينيين من منازلهم".
واتفق معه عيران عتصيون، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، وتحدث مباشرة إلى الأمريكيين الموجودين في الحشد، قائلًا: "أيها المواطنون الأمريكيون، إليكم ما فشلتم في فهمه. وكما قال السيناتور شومر بدقة شديدة، فإن نتنياهو لم يعد يمثل الشعب الإسرائيلي"، وأضاف: "نحن هنا لتوضيح هذه النقطة: أنتم بحاجة إلى مساعدتنا في إنقاذ إسرائيل من أخطر أعدائها، نتنياهو وأعوانه".
وحث عتصيون الرئيس بايدن ونائبته كامالا هاريس والرئيس السابق ترامب على "القيام بما يجب القيام به" واستخدام كل النفوذ الذي تمتلكه الولايات المتحدة لإجبار نتنياهو على وقف الحرب لاستعادة المحتجزين وإجراء انتخابات حرة ونزيهة في إسرائيل.
وقال عتصيون إن "شعب إسرائيل سينتخب حكومة جديدة قادرة على العمل جنبًا إلى جنب مع أي إدارة أمريكية لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وإعادة بناء الديمقراطية الإسرائيلية، وتجديد التحالف الدفاعي والديمقراطي بين الولايات المتحدة وإسرائيل".