تسعى شركة OpenAI، عملاق الذكاء الاصطناعي الأمريكي، للتحول إلى شركة ربحية، بعد تقارير أشارت إلى رحيل عدد من كبار الشخصيات من مطوري برنامج الدردشة الآلي ChatGPT، وعلى رأسها الرحيل المفاجئ لمسؤولة التكنولوجيا الرئيسية، ميرا موراتي.
وأشارت التقارير الأخيرة الصادرة عن "رويترز" و"بلومبرج" وصحيفة "وول ستريت جورنال" إلى أن التغييرات في OpenAI وشيكة، مع وجود سيناريو محتمل يتضمن تحول الشركة إلى هيكل شركة ربحية ذات منفعة عامة.
وتستعد الشركة التي يقع مقرها في سان فرانسيسكو لتغيير هيكلها المؤسسي، حيث تسعى للحصول على تمويل جديد بقيمة 6.5 مليار دولار، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وبموجب هذه التغييرات، ستصبح OpenAI شركة ربحية ذات منفعة عامة - كيان يحقق الأرباح ولكنه ملتزم بالصالح الاجتماعي والعام - ولن تكون خاضعة لسيطرة مجلس إدارتها غير الربحي، حسبما ذكرت "رويترز".
وقال المتحدث باسم الشركة إن مجلس الإدارة غير الربحي سوف يظل في منصبه "نحن نواصل التركيز على بناء الذكاء الاصطناعي الذي يعود بالنفع على الجميع، ونحن نعمل مع مجلس إدارتنا لضمان أننا في أفضل وضع للنجاح في مهمتنا".
وأضاف: "إن المنظمة غير الربحية تشكل جوهر مهمتنا وستستمر في الوجود"، حسب الصحيفة.
ذراع ربحية
تأسست شركة OpenAI كمنظمة غير ربحية في عام 2015، وبعد أربع سنوات أضافت شركة فرعية هادفة للربح، والتي تعد شركة "مايكروسوفت" أكبر مستثمر فيها.
وتعد شركة "آبل" وشركة صناعة الرقائق "إنفيديا" من بين الشركات المذكورة في التقارير كمستثمرين محتملين في جولة التمويل الجديدة.
وتصف شركة الذكاء الاصطناعي هيكلها على موقعها الإلكتروني بأنه "شراكة بين مؤسستنا غير الربحية الأصلية وذراع ربحية جديدة محدودة".
وبحسب "الجارديان"، فإن مطور ChatGPT، الذي أصبح رئيسه التنفيذي سام ألتمان، رمزًا لطفرة الذكاء الاصطناعي، يتجه إلى تقييم جديد بقيمة 150 مليار دولار بموجب التمويل الجديد.
وجاءت تقارير عملية إعادة هيكلة الشركة، والتي قد تستمر حتى العام المقبل، في الوقت الذي أعلن فيه المزيد من الموظفين الفنيين الكبار عن رحيلهم.
وأعلنت ميرا موراتي، التي كانت الشخصية الرئيسية لإطلاق نموذج GPT-4o الخاص بشركة OpenAI في مايو الماضي، كما قضت فترة قصيرة كرئيسة تنفيذية مؤقتة للشركة في نوفمبر الماضي، عندما تم فصل ألتمان ثم إعادة تعيينه من قبل مجلس إدارة الشركة غير الربحية، عن مغادرتها الشركة أمس الأربعاء.
وبعد ساعات، استقال أيضًا مسؤولان آخران، هما باريت زوف وبوب ماكجرو، وفقًا لمنشور من ألتمان على منصة التواصل الاجتماعي "إكس"، وكان زوف يحمل نائب الرئيس للأبحاث، بينما كان ماكجرو كبير مسؤولي الأبحاث.
وكتب ألتمان: "لقد اتخذ ميرا وبوب وباريت هذه القرارات بشكل مستقل عن بعضهم البعض وبشكل ودي، كان من المنطقي أن نفعل كل هذا مرة واحدة، حتى نتمكن من العمل معًا من أجل تسليم سلس للجيل القادم من القيادة".
وأضاف أن التغييرات القيادية مثل رحيل موراتي كانت "جزءًا طبيعيًا من الشركات"، مضيفًا: "من الواضح أنني لن أتظاهر بأنه من الطبيعي أن يكون هذا التغيير مفاجئًا للغاية، لكننا لسنا شركة عادية".