وصف مسؤول أمريكي كبير الجهود الغربية التي تقودها واشنطن من أجل تنفيذ الاقتراح بوقف إطلاق النار لمدة 21 يومًا على طول الحدود بين إسرائيل ولبنان، في محاولة لمنع اندلاع حرب إقليمية بأنه "إنجاز مهم"، وفقًا لشبكة "CNN" الأمريكية..
وكان الدبلوماسيون والقادة المجتمعون في نيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة، قد أمضوا الساعات الثماني والأربعين الماضية في العمل على عجل لتأمين خطة من شأنها وقف القتال وإفساح المجال للدبلوماسية لترسيخ أقدامها.
وجاء في بيان مشترك للولايات المتحدة وعدد من حلفائها، صدر في وقت متأخر أمس الأربعاء: "إن الوضع بين لبنان وإسرائيل منذ 8 أكتوبر 2023 لا يطاق ويشكل خطرًا غير مقبول لتصعيد إقليمي أوسع نطاقًا. وهذا ليس في مصلحة أحد، لا شعب إسرائيل ولا شعب لبنان".
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الخطة حظيت بتأييد الولايات المتحدة وأستراليا وكندا والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر.
وقال بايدن للصحفيين، مساء الأربعاء: "لقد تمكنا من توليد دعم كبير من أوروبا، وكذلك من الدول العربية. من المهم ألا تتسع هذه الحرب".
جهد شامل
تم الإعلان عن الخطة بعد ما وصفه أحد مسؤولي إدارة بايدن بـ "جهد شامل من جانب الإدارة" لضمان وقف الأعمال العدائية حيث يهدد الصراع بالتوسع إلى حرب إقليمية أكبر.
وأمضى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأيام القليلة الماضية في التنقل ذهابًا وإيابًا بين شركاء الولايات المتحدة العرب والأوروبيين للعمل على تفاصيل الاقتراح لوقف القتال بين إسرائيل وحزب الله اللبناني. كما ذكرت CNN.
ونقلت الشبكة الإخبارية عن مسؤول أمريكي إن بلينكن قاد دبلوماسية مكثفة خلف الكواليس على هامش اجتماع الأمم المتحدة للمساعدة في التوسط في اقتراح وقف إطلاق النار.
ويوم الاثنين، طرح الوزير الأمريكي الفكرة على نظرائه في مجموعة السبع -رغم أنه لم يشارك تفاصيل محددة وبحسب مسؤول كبير في إدارة بايدن، تم التفاوض على اقتراح وقف إطلاق النار مع الجانبين قبل طرحه علنًا.
ويوم الأربعاء، التقى بلينكن ومستشار البيت الأبيض عاموس هوكشتاين برئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، والذي وصفه التقرير بأنه "أحد الوسطاء الذين ينقلون التفاصيل إلى حزب الله"، حيث كانت الولايات المتحدة تنقل رسائل إلى الفصيل اللبناني من خلال وسطاء لعدة أيام.
كما أرسل بلينكين نائب كبير موظفي الخارجية الأمريكية، توم سوليفان، صباح الأربعاء للقاء المديرين السياسيين في فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة للحصول على دعمهم للإطار.
وكان المسؤولون الأمريكيون متفائلين مساء الأربعاء بأن كلا الجانبين سيقبلان الاتفاق، لكن بعض الدبلوماسيين قالوا لشبكة CNN إنهم قلقون بشأن احترام كلا الجانبين لالتزامهما بوقف إطلاق النار.
حل دبلوماسي
في وقت سابق من مساء الأربعاء، قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إن فرنسا تعمل مع الولايات المتحدة لتأمين وقف إطلاق النار لمدة 21 يومًا للسماح بالمفاوضات، وإن التفاصيل سوف يتم الإعلان عنها قريبًا.
وأضاف: "إن الحل الدبلوماسي ممكن بالفعل"، مشيرًا إلى أنه سيسافر إلى بيروت في نهاية الأسبوع للعمل مع الأطراف المحلية.
أيضًا، في حديثه لبرنامج "The View" الحواري النهاري على قناة "ABC"، ألمح الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المحادثات الجارية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان من شأنه أن يفتح الباب لمزيد من مناقشات السلام في أماكن أخرى في المنطقة.
وقال: "هناك طريقة للقيام بذلك، ولديهم إمكانية -لا أريد المبالغة فيها ولكن هناك إمكانية- إذا تمكنا من التعامل مع وقف إطلاق النار في لبنان، فيمكن أن ينتقل الأمر إلى التعامل مع الضفة الغربية، ولكن لدينا أيضًا غزة التي يجب التعامل معها".
وأكد: "أنا أستخدم كل ذرة من طاقتي مع فريقي لتحقيق ذلك. هناك رغبة في رؤية التغيير في المنطقة".