الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

استعدادا للمواجهة البرية المحتملة.. قوة حزب الله تكمن في "ألماس"

  • مشاركة :
post-title
حسن نصر الله

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في ظل تصاعد التوترات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، تبرز احتمالية توسع النزاع ليشمل عمليات برية واسعة النطاق، ويتزايد الحديث عن استعدادات حزب الله لمواجهة أي هجوم إسرائيلي محتمل، مستندًا إلى ترسانة أسلحة متطورة وشبكة أنفاق موسعة في جنوب لبنان.

في الوقت نفسه، تتواصل الهجمات الإسرائيلية في جنوب لبنان بهدف استنزاف قدرات حزب الله، وهذه التطورات تشكل ملامح نزاع قد يمتد ويشمل استراتيجيات جديدة مستوحاة من تجارب الصراعات الإقليمية.

إسرائيل تلوح بمناورة برية

واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي هجماته على لبنان ضمن عملية أطلق على "سهام الشمال"، مع إشارة واضحة إلى احتمالية القيام بمناورة برية لصد حزب الله من الحدود.

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال دانييل هاجاري، "إن إسرائيل ستبذل كل جهدها لإعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان بعد ما يقرب من عام من القتال المستمر"، ومع ذلك، يخشى العالم من تصاعد هذا النزاع إلى حرب شاملة تشمل اجتياحًا بريًا للبنان.

سلاح "ألماس" الجديد

بحسب تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن حزب الله يملك صاروخًا متطورًا مضادًا للدبابات يُعرف باسم "ألماس"، يُعد أحد أسلحته الأكثر خطورة في مواجهة أي مناورة برية إسرائيلية.

وتم تطوير هذا الصاروخ بناءً على الهندسة العكسية للصاروخ الإسرائيلي "سبايك"، ويُعتقد أن حزب الله حصل عليه في حرب لبنان الثانية عام 2006 قبل نقله إلى إيران، ويشبه هذا الصاروخ الصاروخ الأمريكي "جافلين"، الذي استخدمته أوكرانيا بنجاح ضد المدرعات الروسية.

تعزيز الأنفاق والتهريب

ذكرت "وول ستريت جورنال" أن حزب الله عزّز استعداداته لاحتمال نشوب حرب شاملة، بما في ذلك توسيع شبكة أنفاقه وتغيير مواقع مقاتليه، كما زادت إيران من إمداداتها لحزب الله، بما في ذلك الأسلحة الصغيرة والصواريخ بعيدة المدى، ما يعكس تصاعد التنسيق بين الطرفين استعدادًا لأي مواجهة قادمة.

يشير الخبراء إلى أن مقاتلي حزب الله قد استفادوا من تجاربهم في سوريا، ويعتقد البعض أن حزب الله قد يستخدم تكتيكات مشابهة لتلك التي استخدمتها روسيا في أوكرانيا، مثل إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار، ما قد يضعف أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية.

حرب الاستنزاف

ورغم التفوق الجوي والاستخباراتي الذي تتمتع به دولة الاحتلال، إلا أن التوقعات تشير إلى أن حزب الله قد يحاول جر إسرائيل إلى حرب استنزاف طويلة الأمد.

وفقًا لما ذكره المحلل العسكري عساف أوريون، فإن الصراع لن يكون سهلًا على إسرائيل، ومن المتوقع أن يخلّف مئات الضحايا. كما أشار المعلقون إلى أن المناورة البرية قد تتحول إلى "مستنقع" يشبه الحملة الإسرائيلية في غزة، وفق "يديعوت أحرونوت" العبرية.

قلق دولي من توسع النزاع

إلى جانب القلق من حرب شاملة، يخشى المحللون من تدخل إيراني مباشر لدعم حزب الله في حال تصاعد النزاع، ورغم أن إيران، بحسب تصريحات بعض مسؤوليها، لا تسعى إلى حرب إقليمية، إلا أن تهديداتها ضد إسرائيل تواصلت بشكل علني، حيث تم عرض صواريخ في شوارع طهران كجزء من رسائل تهديد لإسرائيل، ما يشير إلى أن التوترات قد تتفاقم إذا لم يتم احتواء الموقف.

في ظل التحضيرات العسكرية المكثفة من الجانبين، يبقى مستقبل الصراع مفتوحًا على عدة سيناريوهات، وبينما تواصل إسرائيل استهداف مواقع حزب الله، يستعد الحزب لمواجهة قد تكون برية، مستفيدًا من تجاربه السابقة وترسانته الجديدة. تبقى الأسئلة مطروحة حول مدى قدرة الطرفين على تجنب تصعيد أوسع يجر المنطقة إلى حرب شاملة.