الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

سباق بايدن مع الزمن.. هل ينقذ السلام في الشرق الأوسط قبل نهاية ولايته؟

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي جو بايدن

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

يجد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، نفسه في سباق محموم مع الزمن مع اقتراب نهاية فترة رئاسته، حيث يتصاعد العنف في الشرق الأوسط بشكل غير مسبوق، وبحسب ما تشير صحيفة نيويورك تايمز، فإن الرئيس الأمريكي يواجه تحديات متزايدة في محاولاته لتحقيق وقف لإطلاق النار وإبرام صفقة لتبادل المحتجزين والأسرى بين حماس وإسرائيل، في وقت تتزايد فيه مخاطر اندلاع حرب إقليمية شاملة.

تصاعد التوتر بين إسرائيل وحزب الله

تشير الصحيفة الأمريكية إلى أن الهجوم الإسرائيلي العنيف على حزب الله يمثل نقطة تحول خطيرة في الصراع، إذ إن هذا الهجوم، الذي يعد الأعنف منذ حرب 2006، لا يمثل فقط توسعًا كبيرًا للحرب، بل يعمق أيضًا الخلاف بين الرئيس بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وفقًا لمصادر في البيت الأبيض، فإن بايدن حذر مرارًا، سواء في تصريحات علنية أو في اجتماعات خاصة، من ضرورة تجنب حرب إقليمية، في حين أن هناك مخاوف حقيقية من أن يتصاعد الصراع بسهولة إلى مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران، وهو سيناريو يسعى بايدن جاهدًا لتجنبه.

تحذيرات بايدن

على مدار العام الماضي، تشبث بايدن بأمل تحقيق اتفاقية سلام تاريخية للشرق الأوسط، في محاولة يائسة لإنقاذ إرثه السياسي، إذ كان الرئيس الأمريكي يعتقد، وفقًا لمستشاريه المقربين، أن هذه الاتفاقية يمكن أن تصمد حتى في خضم الدمار الذي خلفته الحرب بين حماس وإسرائيل، وفقًا لما تشير نيويورك تايمز.

لكن الآن، وبحسب ما نقلته الصحيفة عن مساعدي بايدن، فإن الرئيس بدأ يدرك بمرارة أن الوقت ينفد بسرعة مخيفة، إذ إنه مع بقاء أربعة أشهر فقط في منصبه، تبدو فرص التوصل إلى وقف لإطلاق النار وصفقة لتبدل المحتجزين والأسرى مع حماس أكثر ضعفًا وهشاشة من أي وقت مضى.

توتر متصاعد بين واشنطن وتل أبيب

تكشف الصحيفة عن تفاصيل مثيرة حول الإحباط المتزايد الذي يواجهه فريق بايدن للأمن القومي في تعاملهم مع نتنياهو، إذ وفقًا لمصادر مطلعة، فإن المسؤولين الأمريكيين يتحدثون الآن بصراحة غير معهودة عن المشادات الكلامية العنيفة التي تدور في المكالمات الهاتفية بين بايدن ونتنياهو.

كما تسلط الصحيفة الضوء على الزيارات المحبطة لوزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى تل أبيب، حيث يحصل على تأكيدات خاصة من رئيس الوزراء الإسرائيلي، فقط ليشاهد نتنياهو يناقضها علنًا بعد ساعات قليلة.

هذه التناقضات المتكررة تثير تساؤلات جدية حول مصداقية الحكومة الإسرائيلية وقدرتها على الالتزام بتعهداتها الدولية.

بايدن ونتنياهو على طرفي نقيض

يقدم دينيس روس، المفاوض المخضرم في شؤون الشرق الأوسط، تحليلًا عميقًا للخلاف الجوهري بين بايدن ونتنياهو، ووفقًا لما أشار، فإن جزءًا كبيرًا من المشكلة يكمن في أن بايدن ونتنياهو لم يتفقا أبدًا على أهدافهما النهائية في المنطقة.

فمن ناحية، يبدو نتنياهو متيقنًا من قدرته على القضاء على كل تهديد وجودي لإسرائيل بالقوة العسكرية وحدها.

وعلى الجانب الآخر، يصر بايدن بعناد على تحقيق اتفاقية سلام شاملة، وهو هدف استعصى على كل رئيس أمريكي منذ عهد ريتشارد نيكسون.

هذا التباين الحاد في الرؤى يضع العلاقات الأمريكية الإسرائيلية على المحك في وقت حرج للغاية.

استراتيجية إسرائيل في لبنان

تكشف نيويورك تايمز عن تفاصيل مثيرة حول الاستراتيجية الإسرائيلية الجديدة في لبنان، إذ بدأت إسرائيل حملة صاروخية واسعة النطاق تهدف إلى تدمير عمليات القيادة والسيطرة لحزب الله ومخازن أسلحته الاستراتيجية.

بدأت هذه العملية المعقدة بسلسلة من الهجمات الإلكترونية، بما في ذلك تفجير أجهزة النداء وأجهزة الاتصال اللاسلكي الخاصة بحزب الله.

الهدف من هذه العمليات، وفقًا لمصادر استخباراتية، هو إعاقة قدرة حزب الله على التواصل وتنسيق عملياته، مع إثارة حالة من الذعر والارتباك في صفوفه.

تأثير الانتخابات الأمريكية

تشير نيويورك إلى عامل حاسم آخر في هذه المعادلة المعقدة، ألا وهو الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة، فوفقًا لمحللين سياسيين، قد لا يهتم نتنياهو كثيرًا بتجاوز حدود بايدن في الأشهر القليلة المتبقية من ولايته.

السبب في ذلك، كما توضح الصحيفة، هو إدراك نتنياهو أنه في حال فوز الرئيس السابق دونالد ترامب في الانتخابات القادمة، فسيحظى بحرية أكبر بكثير في إدارة الحرب ضد حماس وحزب الله، وفقًا لرؤيته الخاصة، ما يضيف طبقة إضافية من التعقيد إلى الجهود الدبلوماسية الأمريكية في المنطقة.