الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

حروب ونزاعات أفسدت سلة الغذاء العالمي.. 2022 عام العجاف

  • مشاركة :
post-title
محصول الذرة - صورة أرشيفية

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

لم يكن عام 2022 رحيمًا على مئات الملايين من سكان العالم، الذين شهدوا جائحة وحرب، أفضتا إلى مزيد من الفقر وندرة الغذاء في مناطق شتى.

أرقام صادمة حول وضع كارثي في الغذاء، نتيجة الأزمة الروسية الأوكرانية، التي دارت رحاها منذ 24 فبراير الماضي، أي قرابة العام، وتوقف إمداد الحبوب لأكثر الدول تعطشًا.

حرب أوكرانيا ليست الوحيدة

وقلص الجفاف والأمطار الغزيرة مع الحرب في أوكرانيا وتكاليف الطاقة المرتفعة، الإنتاج الزراعي العالمي في 2022.

ومن غير المرجح أن يجدد إنتاج المواد الغذائية الأساسية، مثل "الأرز والقمح" المخزونات المستنفدة، على الأقل في النصف الأول من 2023، بحسب رويترز".

ووصلت تكاليف واردات الغذاء في طريقها بالفعل إلى مستوى قياسي يقارب تريليوني دولار في 2022، مما يجبر البلدان الفقيرة على خفض الاستهلاك.

قلة القمح

لم تكن العملية العسكرية في أوكرانيا هي الجاني الوحيد على سلة الغذاء العالمية، إذ تسببت الفيضانات في أستراليا، ـ ثاني أكبر مصدر للقمح في العالم ـ، خلال 2022، في أضرار جسيمة للمحصول الذي كان جاهزًا للحصاد، من المتوقع أن يؤدي الجفاف الشديد إلى تقليص محصول القمح في الأرجنتين لـ40% تقريبًا، وسيؤدي ذلك إلى تقليل توافر القمح العالمي في النصف الأول من عام 2023.

ارتفاع الأرز

يؤدي نقص هطول الأمطار في سهول الولايات المتحدة، إذ تنخفض معدلات المحاصيل الشتوية إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2012، إلى إضعاف الإمدادات للنصف الثاني من العام.

وبالنسبة للأرز، يتوقع متعاملون أن تظل الأسعار مرتفعة، ما دامت رسوم التصدير التي فرضتها الهند، أكبر مورد له بالعالم، في وقت سابق من 2022.

الذرة وفول الصويا

أما فيما يخص الذرة وفول الصويا في أمريكا الجنوبية فالتوقعات مشرقة على ما يبدو بالنسبة لحصادها في أوائل عام 2023، على الرغم من أن الجفاف الذي تشهده أجزاء من البرازيل، أكبر مصدر للفول بالعالم، في الآونة الأخيرة أثار مخاوف.

وتتوقع وزارة الزراعة الأمريكية انخفاض إمدادات الذرة الأمريكية إلى أدنى مستوى لها، خلال عقد من الزمن قبل حصاد عام 2023، بينما بلغت مخزونات فول الصويا أدنى مستوى لها في سبع سنوات، ومن المتوقع أن تكون مخزونات القمح عند أدنى مستوى لها منذ 15 عامًا.

ضربة لزيت النخيل

ويتعرض زيت النخيل، زيت الطعام الأكثر استهلاكًا في العالم، لضربة من العواصف الاستوائية عبر جنوب شرق آسيا، إذ أدت التكاليف المرتفعة إلى انخفاض استخدام الأسمدة.

ومع ذلك، شجع ارتفاع أسعار الحبوب المزارعين على زراعة المزيد من المحاصيل في بلدان، منها "الهند، الصين، والبرازيل".

الموت جوعًا في الصومال

وأظهرت دراسة أجراها تحالف وكالات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات إغاثية أن أكثر من 200 ألف صومالي يعانون من نقص كارثي في الغذاء، وأن الكثيرين يموتون جوعًا، بينما من المتوقع أن يرتفع ذلك العدد إلى أكثر من 700 ألف، العام المقبل.

وقال التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، الذي يضع المعيار العالمي لتحديد شدة الأزمات الغذائية: إنه تم مؤقتًا تفادي أسوأ مستويات التصنيف، وهي المرحلة الخامسة من المجاعة، لكن الأمور تزداد سوءًا.

وأدى الجفاف على مدى عامين إلى تدمير المحاصيل ونفوق الماشية في أنحاء دول القرن الإفريقي، في حين ارتفعت أسعار الواردات الغذائية، بسبب الحرب في أوكرانيا، بحسب "رويترز".

هجرة جماعية

وفي الصومال، نزح ثلاثة ملايين من ديارهم بسبب الصراع أو الجفاف، وتفاقمت الأزمة بسبب حركة تمرد أعاقت وصول المساعدات الإنسانية إلى بعض المناطق.

وأدت آخر مجاعة تعرض لها الصومال في عام 2011، إلى وفاة ربع مليون شخص، وقع نصفها قبل الإعلان رسميًا عن المجاعة.

ويدعو مكتب الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية إلى تقديم 2.3 مليار دولار لمواجهة الأزمة في الصومال، التي تم جمع 1.3 مليار دولار منها، أو 55.2% حتى الآن.

أفغانستان تتصدر المشهد القاتم

وتصدرت أفغانستان قائمة البلدان الثمانية الأكثر تضررًا، إذ يوجد بها أكبر عدد من الأشخاص الذين يواجهون مستويات حادة من الجوع في عام 2022، وسط أزمة جوع عالمية غير مسبوقة، تلاها اليمن وجمهورية الكونغو الديمقراطية ثم السودان وجنوب السودان والصومال وإفريقيا الوسطى.

ولم تسلم اليمن من كارثة الجوع، إذ قالت منظمة "إنقاذ الطفولة"، إن اليمن يحتل المرتبة الثانية في قائمة البلدان الثمانية الأكثر تضررًا من انعدام الأمن الغذائي، التي تواجه مستويات كارثية من الجوع.

ارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من سوء تغذية، خلال العامين الماضيين، إلى ستة ملايين شخص من 3.6 مليون، بزيادة قدرها 66%.

وذكر أن الأطفال يتحملون وطأة أزمة الغذاء في اليمن، لأنهم أكثر عرضة لسوء التغذية والموت لأن أجسامهم النامية أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، كما أن سوء التغذية يترك على الناجين من الأطفال آثارًا تدوم مدى الحياة، بما في ذلك ضعف النمو البدني والنمو المعرفي".