الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أوكرانيا وروسيا.. صراع يفاقم أزمة الغذاء في العالم

  • مشاركة :
post-title
أزمة الغذاء

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

مر أكثر من 300 يوم على بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، غرق خلالها العالم بأسره في سلسلة من التحديات الاقتصادية والإنسانية، التي تركت في أعقابها أزمة غذاء عالمية شديدة، ألقت بظلالها على ملايين المستهلكين، فبفعل الحرب بلغت حالة الأمن الغذائي في العالم منحدرًا شديد الخطورة، وصفها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بأنها "مأساوية".

الغذاء والوقود والأسمدة

أثرت العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا على ثلاثة أسواق رئيسية، وهي المواد الغذائية، بما في ذلك الأعلاف الحيوانية وثانيا الوقود المستخدم خصيصًا للآلات الزراعية، وأخيرًا الأسمدة بجميع أنواعها، وفقًا لتقرير منظمة الأغذية والزراعة "الفاو"، حيث يعتمد العالم على روسيا وأوكرانيا بشكل كبير فيما يتعلق بعدد من الموارد الغذائية المختلفة حيث تورد الدولتان 14٪ من إمدادات القمح عالميا، و10٪ من إمدادات الشعير العالمية و 4٪ من إمدادات الذرة، وتحتل روسيا المركز الأول، عالميا، في تصدير الأسمدة الآزوتية، والثاني في أسمدة البوتاس، والثالث لأسمدة الفوسفات بحسب تقرير صادر عن "الفاو"، وبذلك أصبح العالم مشتتًا بين زيادة أسعار الأسمدة وبين ارتفاع تكلفة إنتاج الأغذية بشكل غير مسبوق، وهو المنتج الذى لا غنى عنه، كما أن تقليل إنتاج الأسمدة يعني تراجُع معدلات الإنتاج وبالتالي تفاقُم أزمة الغذاء مجددًا.

الكرملين يتهم والبيت الأبيض ينفي

حمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في اجتماع عقده مع الحكومة الروسية، سبتمبر الماضي، العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا مسؤولية إلحاق الأذى بسوق الغذاء العالمية، كاشفًا أن تصدير الحبوب والأسمدة الروسية لا يزال يواجه تعقيدات يعتبرها تهدد أزمة غذاء عالمية، بحسب ما أفادت وكالة "تاس" الروسية،

كما اتهم بوتين الدول الغربية بتغذية أزمة الغذاء العالمية، من خلال الحصول على الحبوب الأوكرانية واستبعاد البلدان الفقيرة من الحصول عليها، مشيرا إلى أن 203 سفن شحن محملة بالحبوب غادرت الموانئ الأوكرانية منذ بداية سبتمبر، وقال إن أربعة منها فقط كانت متوجهة إلى بلدان أكثر فقرًا واحتياجًا.

وعلى الجانب الآخر، نفى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في مايو الماضي، أن تكون العقوبات الأمريكية والغربية المفروضة على روسيا قد تسببت في زيادة انعدام الأمن الغذائي في أنحاء العالم، وقال إن الولايات المتحدة حريصة على عدم تفاقم وضع الأمن الغذائي، لأن العقوبات تسمح بتصدير وإعادة تصدير الغذاء إلى روسيا ومنها، مؤكدًا أن الولايات المتحدة قد تعهدت بتقديم 2.6 مليار دولار هذا العام في هيئة مساعدات غذائية إنسانية؛ للمساعدة في تخفيف الجوع في العالم، مع إضافة 5 مليارات دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة"، وأكد بلينكين، أن الأزمة الأوكرانية تسببت في زيادة انعدام الأمن الغذائي، مشيرا إلى أن انعدام الأمن الغذائي كان في تصاعد بالفعل قبل الحرب، ولكنه تفاقم.

زيادة التوترات الاجتماعية

أدت أسعار المواد الغذائية، التي وصلت إلى مستوى قياسي في وقت سابق من هذا العام، إلى زيادة انعدام الأمن الغذائي وزيادة التوترات الاجتماعية، كما أدت إلى إجهاد ميزانيات الحكومات التي تكافح مع ارتفاع فواتير استيراد المواد الغذائية، وتقلص القدرة على تمويل نظم الحماية الاجتماعية للفئات الأكثر ضعفًا.