الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"دعم إسرائيل" يهدد هاريس بخسارة أصوات المسلمين والعرب

  • مشاركة :
post-title
هاريس ونتنياهو

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

بدا واضحًا أن المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي، تواجه تحديًا كبيرًا يتمثل في خسارة أصوات الناخبين المسلمين والعرب، بسبب الأسلحة الأمريكية التي يستخدمها جيش الاحتلال في حرب الإبادة على غزة منذ ما يقرب من عام.

واستقبل المتظاهرون الرافضون للعدوان على غزة المرشحة الديمقراطية خلال حملتها الانتخابية في ماديسون بولاية ويسكونسن، أمس الجمعة، واتهموها بالترويج للإبادة الجماعية، وأطلقوا عليها اسم "القاتلة كامالا"، وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها: "لا لقنبلة أخرى".. و"إذا كنتم الأقل شرًا فلماذا تقصفون غزة بأموال ضرائبنا".

ودعا المتظاهرون إلى فرض حظر على توريد الأسلحة إلى إسرائيل من الولايات المتحدة، ما يضع حدًا لدعم بمليارات الدولارات بدأ في 7 أكتوبر من العام الماضي.

وتجدر الإشارة إلى أن ويسكونسن يسكنها نحو 40 ألف ناخب مسلم، ودعمت الولاية الرئيس جو بايدن ضد سلفه الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات عام 2020 بفارق 20 ألف صوت فقط.

ومع ذلك، لا تستطيع هاريس أن تتأكد من حصولها على صوت واحد من المسلمين في ويسكونسن، إذ تواجه نائبة الرئيس الأمريكي معارضة كبيرة من بعض الناخبين الليبراليين والمسلمين بسبب دعم إدارة بايدن لإسرائيل، وفق ما ذكرت مجلة" نيوزويك" الأمريكية.

وأظهر استطلاع للرأي أن الناخبين الأمريكيين العرب والمسلمين الغاضبين من الدعم الأمريكي للحرب على غزة يتحولون من تأييد هاريس، إلى دعم مرشحة حزب الخضر جيل ستاين، بأعداد قد تحرم المرشحة الديمقراطية من الفوز في ولايات حاسمة ستحدد مصير انتخابات الرئاسة في الخامس من نوفمبر، وفق ما ذكرت وكالة "رويترز".

وأظهر الاستطلاع الذي أجراه مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية "كير"، في أواخر أغسطس الماضي ونُشِر في سبتمبر الحالي، أن 40% من الناخبين المسلمين في ولاية ميتشيجان، وهي موطن جالية كبيرة من الأمريكيين العرب، أيّدوا ستاين المنتمية لحزب الخضر.

جيل ستاين

وبيّن استطلاع "كير" الذي شمل 1155 ناخبًا مسلمًا في أنحاء الولايات المتحدة أن هاريس تمثل الاختيار الأول للناخبين المسلمين في جورجيا وبنسلفانيا، بينما تقدم ترامب في نيفادا بحصوله على 27%، متفوقًا بـ1% فقط على هاريس، وجميعها ولايات متأرجحة لم تحسم إلا بهامش ضئيل في الانتخابات الأخيرة.

وحزب الخضر موجود على قوائم التصويت في أغلب الولايات، بما في ذلك جميع الولايات التنافسية التي قد تحسم نتيجة الانتخابات، ما عدا ولايتي جورجيا ونيفادا، حيث يخوض الحزب معركة قضائية من أجل إدراجه على قوائم التصويت.

كما تتقدم ستاين على هاريس بين المسلمين في أريزونا وويسكونسن، وهما ولايتان متأرجحتان تضمان عددًا كبيرًا من السكان المسلمين.

وقالت حركة "غير ملتزم"، أول أمس الخميس، إنها لن تدعم هاريس على الرغم من معارضة الحركة لترامب، ولن توصي بالتصويت لطرف ثالث.

وذكرت الحركة أن ترامب سيسرع أعمال القتل في غزة إذا أُعيد انتخابه، لكن هاريس لم تستجب لطلب الحركة بالاجتماع مع الأمريكيين من أصل فلسطيني ممن فقدوا ذويهم في غزة، بالإضافة إلى عدم موافقتها على مناقشة وقف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل.

جيل ستاين برفقة مجموعة من العرب في ويسكونسن

وحشدت حركة "غير ملتزم" أكثر من 750 ألف ناخب للتصويت لخيار غير ملتزم خلال منافسات الترشح عن الحزب الديمقراطي للرئاسة في وقت سابق هذا العام للاحتجاج على سياسة بايدن الداعمة لحرب إسرائيل على غزة.

وانسحب بايدن من السباق في يوليو، وأيّد ترشيح هاريس التي دشنت حملتها بعد ذلك.

وقطعت هاريس شوطًا أكبر من مسؤولين آخرين في إدارة بايدن، إذ عبرت عن تعاطفها مع الفلسطينيين وتنتقد بشدة سلوك إسرائيل في الوقت نفسه الذي تلتزم فيه بسياسة إدارة بايدن، وهو ما أحبط الناخبين الأمريكيين من العرب والمسلمين.

وأفاد نحو 3.5 مليون أمريكي بأنهم من أصول تعود لمنطقة الشرق الأوسط في تعداد الولايات المتحدة لعام 2020، وهو العام الأول الذي تسجل فيه مثل هذه البيانات.

ورغم أنهم لا يشكلون سوى 1% تقريبًا من إجمالي سكان الولايات المتحدة البالغ عددهم 335 مليون نسمة، فإن ناخبيهم قد يثبتون أنهم حاسمون في سباق تظهر استطلاعات الرأي أنه متقارب بين هاريس وترامب.

ودعت هاريس، الثلاثاء الماضي، إلى إنهاء الحرب على غزة وإعادة المحتجزين في القطاع، وقالت أيضًا إن إسرائيل لا يجب أن تعيد احتلال القطاع الفلسطيني وعبرت عن دعمها لحل الدولتين.

لكن زعماء الجالية العربية والإسلامية يقولون إن مسؤولي حملة هاريس رفضوا خلال اجتماعات مغلقة في ميتشيجان وأماكن أخرى النداءات بوقف إرسال الأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل أو الحد منها.

وفي فيلادلفيا، التي تضم عددًا كبيرًا من السكان المسلمين السود، انضم نشطاء إلى حملة وطنية تحت عنوان "التخلي عن هاريس".