وسط عديد من أزمات دولية بين التغيرات المناخية والحروب الإقليمية، تطل الزيادة السكانية برأسها في بعض دول العالم لتُهدد بـ"أزمة غذاء"، بسبب عدم قدرة الأرض على تلبية احتياجات السكان.
وبحسب خبراء متخصصين، أكدوا لقناة "القاهرة الإخبارية"، اليوم السبت، أن الفقراء في العالم هم الأكثر ميلًا للإنجاب خصوصًا في قارتي إفريقيا وآسيا، مشيرين إلى أن الاستثمار في العنصر البشري هو المخرج الأمثل لحل الأزمة، وأوضحوا أن هناك دولًا تسمح بالهجرة إليها إذ تحتاج للعنصر البشري.
أسباب الزيادة السكانية
وقال الدكتور عاطف الشيتاني، المقرر السابق للمجلس القومي للسكان في مصر، إن فكرة الحد من الزيادة السكانية ليست وليدة الساعة، بل بدأت مع عقد مؤتمر دولي للسكان والتنمية عام 1994، وكانت لأول مرة تضع الأمم المتحدة كلمة "السكان" وبجوارها "التنمية" ومعناها انتهاء حقبة على مستوى العالم تركز على الأهداف "الديموغرافية"، وبعد هذا التاريخ تحول الموضوع إلى وضع التنمية والسكان في جملة مفيدة، ومن هذا المنطلق بدأت الدول تهتم بأن الاستثمار فى العنصر البشري هو الأفضل ويحقق الأهداف المرجوة، دون التركيز فى الأعداد.
وأوضح أن دول شمال إفريقيا وجنوب آسيا تعد الأكثر إنجابًا وزيادة في سكان العالم، وأكد أن الفقراء أكثر ميلًا للإنجاب لأن بعضهم يفكر بأن يكون الأطفال بمثابة العزوة والتباهي بغض النظر عن مستقبلهم.
دول تحتاج إلى سكان
أستاذ الاقتصاد السياسي فى واشنطن محمد ربيع، قال إن أمريكا تحتاج إلى سكان، لأن معدلات الزيادة في العام الأخير بلغت 0.1%، وهذا لا يكفي دولة تحاول أن تنمو من الناحية الاقتصادية والفكرية والعلمية.
وأوضح "ربيع" أن امتناع بعض الأسر الأمريكية عن الإنجاب يرجع إلى عدة أسباب، منها انشغال الرجل والمرأة في العمل، كما أن الدخل الشهري للأسرة أصبح لا يكفي الأمر الذي يدفعها إلى التوقف عن إنجاب الأطفال.
وذكر أن معدل الأعمار في أمريكا انخفض بسبب الفقر والمرض وكورونا والعنف، فهناك مليوني شخص يموتون سنويًا بسبب المخدرات أو العنف، وطالب بضرورة خفض معدلات نمو الزيادة السكانية في العالم ورفع مستوى التعليم ومعالجة القضايا الثقافية بين الفقراء.
ضخ دماء جديدة
وأوضح شريف سباعي، عضو برلمان "أونتاريو" بكندا، أن معدل الهجرة الداخلية والخارجية زاد من عدد السكان سريعًا خلال السنوات السابقة في بعض البلدن خصوصًا كندا.
وأضاف أن الدولة الكندية ترفع عدد المهاجرين سنويًا إليها بشكل رسمى، ومن المتوقع مع نهاية العام المقبل أن تستقبل "أوتاوا" أكثر من 500 ألف مهاجر لأن كندا تنقسم إلى 10 مقاطعات و3 أقاليم، ولديها مساحات شاسعة من الأرض.
وأشار إلى أن جزء كبير من عدد السكان في كندا وصل سن التقاعد حاليًا، وتسعى الحكومة الكندية إلى ضخ دماء جديدة فى المجتمع من أجل زيادة أعداد الطبقة العاملة، مؤكدًا أن الزيادة السكانية مرتبطة بـ"التنمية البشرية"، وذكر أن معدلات نمو السكان غير المحسوبة تأكل وتلتهم معدلات التنمية وخططها للأجيال القادمة.