الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ما حدود تأثير "لورا لومر" و"ليز تشيني" على فرص ترامب الانتخابية؟

  • مشاركة :
post-title
المرشح الرئاسي"دونالد ترامب" و النائبة الجمهورية "ليز تشيني" - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - د. محمد أبو سريع

ما بين مؤيد ومعارض لفوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر المقبل، أعلنت بعض الشخصيات العامة الأمريكية عن مواقفهم إزاء ترامب في سباقه الانتخابي في الانتخابات الأمريكية 2024. ويأتي في مقدمة الداعمين لترامب في هذا السباق، لورا لومر؛ فهي ناشطة سياسية أمريكية وصحفية يمينية متطرفة، معروفة بتبنيها مواقف مثيرة للجدل وتصريحاتها العدائية ضد الأقليات، لاسيما المسلمين.

وعلى الجانب الآخر، تعارض ليز تشيني، ابنة ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي الأسبق، والجمهوري على مدار حياتها السياسية، ترشيح ترامب في الانتخابات الأمريكية القادمة.

في هذا السياق، يأتي هذا التحليل للإجابة على تساؤل رئيسي هو: إلى أي مدى يمكن أن تؤثر بعض الشخصيات الداعمة (مثل لورا لومر) أو المعارضة مثل (ليز نشيني) لترامب على فرص فوزه في الانتخابات الأمريكية المقبلة؟

تداعيات دعم "لورا لومر":

أثارت مشاركة لورا لومر في حملة دونالد ترامب الانتخابية لعام 2024 جدلًا واسعًا حتى داخل الحزب الجمهوري. فلورا لومر معروفة بآرائها اليمينية المتطرفة، بما في ذلك ترويج نظريات المؤامرة والتصريحات العنصرية المثيرة للجدل. على سبيل المثال، أدلت لومر بتصريحات معادية للإسلام وادّعت أن هجمات 11 سبتمبر كانت "عملية من الداخل". فعلى الرغم من هذه الآراء المثيرة للجدل، شوهدت لومر ترافق ترامب في الأحداث الكبرى للحملة الانتخابية وتسافر معه. هذا الارتباط أثار قلق العديد من الجمهوريين، بمن فيهم مارجوري تايلور جرين والسيناتور ليندسي جراهام، اللذان انتقدا وجود لومر واعتبرا أنها شخصية مثيرة للانقسام وسامة، وقد تؤدي إلى إبعاد الناخبين المعتدلين.

وبصفة عامة، يتباين تأثير لومر على المسار الانتخابي لترامب ما بين تأثير إيجابي وتأثير سلبي. وتوضيح وتفسير ذلك على النحو التالي: يمكن تقسيم هذا التأثير إلى عدة جوانب:

(*) التأثير الإيجابي لـ "لورا لومر" على حملة ترامب: قد تعزز لومر الدعم من قاعدة ترامب الأكثر تطرفًا. فآراؤها القومية المتطرفة قد تجد صدى بين بعض الناخبين الذين يشعرون بالإحباط من التيار السائد في الحزب الجمهوري ويبحثون عن شخصيات أكثر تمثيلاً لمواقفهم المتشددة.

وقد يؤثر وجود شخصية مثيرة للجدل مثل لومر على القدرة الانتخابية العامة لترامب، خاصة في الولايات المتأرجحة. هذه الولايات غالبًا ما تعتمد على أصوات الناخبين المعتدلين، وبالتالي وجود لومر يمكن أن يقلل من فرص حملة ترامب في اجتذاب هؤلاء الناخبين.

إجمالًا، يمكن القول إن وجود لورا لومر في حملة ترامب الانتخابية لعام 2024 يشكل سيفًا ذا حدين، حيث يمكن أن يعزز دعم قاعدة معينة من الناخبين المتطرفين، لكنه في الوقت ذاته يهدد بفقدان أصوات المعتدلين ويزيد الانقسام في صفوف الحزب الجمهوري.

(*) التأثير السلبي للورا لومر على حملة ترامب: يرى بعض الجمهوريين أن ارتباط ترامب بلورا لومر قد يكون له تأثير سلبي على حملته. ويُفسر هذا التأثير في ضوء المعروف عن لومر من تصريحات عنصرية ونظريات مؤامرة مثيرة للجدل، مما قد ينفر الناخبين المعتدلين الذين يعتبرون هذه الآراء متطرفة جدًا.

ويتجلى هذا التأثير السلبي لومر في إمكانية زيادة حالة الاستقطاب الداخلي داخل الحزب الجمهوري. فهناك العديد من الشخصيات الجمهورية المعروفة نأت بنفسها عن لومر، مما يشير إلى انقسامات محتملة بين تيارات الحزب المختلفة. وهذا الاستقطاب قد يؤدي إلى إضعاف وحدة الحزب في مواجهة الانتخابات، وهو ما قد يؤثر على القاعدة الانتخابية لترامب.

أما عن موقف ترامب من لورا لومر، يمكن القول إن العلاقة بينهما معقدة ومبنية على دعم غير رسمي من جانب لومر لترامب. فقد وصف ترامب لومر عدة مرات بأنها "داعمة"، ونفس الوقت أكد أنها ليست جزءًا رسميًا من حملته الانتخابية لعام 2024، رغم أنها كانت حاضرة في عدة مناسبات مهمة ضمن حملته، بما في ذلك السفر معه إلى فعاليات انتخابية من جهة أخرى.

ويبدو أن ترامب يحاول التوازن في موقفه؛ فهو لم يدن لومر بشكل مباشر، لكنه أبدى عدم تأييد لبعض تصريحاتها المثيرة للجدل، وأكد أنها ليست جزءًا رسميًا من فريقه الانتخابي.

معارضة ليز تشيني لترامب:

من أهم الشخصيات المعارضة لترامب ليز ديك تشيني، هي جمهورية رفيعة ضحت بحياتها السياسية بانشقاقها عن ترامب. فقد أفادت بأنها لن تكتفي فقط بمعارضة الرئيس السابق، بل تنوي القيام بكل ما في وسعها لمنع عودته إلى البيت الأبيض مجددًا. وقالت للطلاب في جامعة ديوك في نورث كارولينا التي تشهد منافسة ساخنة بين ترامب وهاريس "لا أعتقد أننا نتمتع برفاهية كتابة أسماء المرشحين، وخاصة في الولايات المتأرجحة»، مضيفة: «بصفتي محافظة، كشخص يؤمن بالدستور ويهتم به، فكرت بعمق في هذا الأمر وبسبب الخطر الذي يشكله دونالد ترامب، ليس فقط أنني لن أصوت لدونالد ترامب، بل سأصوت لكامالا هاريس». وانفجرت الغرفة بالهتافات بعد إعلانها غير المتوقع.

ويمثل قرار تشيني بالتحول من إدانة ترامب نحو دعم هاريس انتخابياً انعطافه جديدة من زعيمة أثبتت نفسها كواحدة من أكثر الجمهوريين معارضة لترامب في البلاد، علمًا بأنها ابنة نائب الرئيس السابق ديك تشيني وسليلة عائلة سياسية محافظة للغاية تؤيد اقتناء السلاح وتناهض الإجهاض. وعلى الرغم من ذلك أفاد كبار مساعدي هاريس بأنهم غير متأكدين مما إذا كانت تشيني ستذهب إلى تأييد صريح لترشيح هاريس أم لا. فقد وصفت ليز تشيني وهاريس عام 2020 بأنها "ليبرالية متطرفة".

ومثل ابنته، كان ديك تشيني منتقدًا صريحًا لترامب، ولا سيما خلال حملة إعادة انتخاب ليز تشيني الفاشلة في عام 2022. وفي إعلان حملة ليز تشيني أثناء سعيها لولاية رابعة كعضو الكونجرس الوحيد في وايومنج، وصف ديك تشيني الرئيس السابق بأنه "جبان". فقد قال تشيني عن الرئيس السابق والمرشح الجمهوري لانتخابات أمريكا: "في تاريخ أمتنا الممتد على مدار 248 عامًا، لم يكن هناك فرد يشكل تهديدًا أكبر لجمهوريتنا من دونالد ترامب. لقد حاول سرقة الانتخابات الأخيرة باستخدام الأكاذيب والعنف لإبقاء نفسه في السلطة بعد أن رفضه الناخبون. لا يمكن الوثوق به في السلطة مرة أخرى. كمواطنين، لدينا جميعًا واجب وضع البلاد فوق الحزبية للدفاع عن دستورنا. لهذا السبب سأدلي بصوتي لنائبة الرئيس "كامالا هاريس".

حدود تأثير ليز تشيني فرص على ترامب:

يؤثر موقف عائلة تشيني على فرص ترامب في الفوز بالانتخابات المقبلة تأثيرًا سلبيًا. فهذا الموقف يمكن أن يوجد نموذجًا إضافيًا للناخبين المحافظين بشدة المترددين في دعم ترامب لمصلحة مرشح ديمقراطي للمرة الأولى في حياتهم. ويرجع هذا التأثير إلى تحدث هذه العائلة بقوة ضد ترامب وإثبات أنه يشكل تهديداً للبلاد. فقد أفادت ليز تشيني بأنها تخطط لتوضيح الآثار العملية لولاية ترامب الثانية، والتحدث بشكل محدد عن إساءة معاملته لمجتمع الاستخبارات، ومحاولته إفساد وزارة العدل. وتخطط للحديث عن حملة الضغط التي قادها ترامب ضد نائب الرئيس السابق مايك بنس لإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020.

وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، وصف ترامب عائلة تشيني بأنها "جمهوريون غير مهمين"، مستخدمًا مصطلحًا يطلقه على الجمهوريين غير الموالين له، والذي يرمز إلى "جمهوريون بالاسم فقط".

ومن المتوقع أن تشجع بعض الأصوات المحافظة بعض الناخبين الجمهوريين على عدم اختيار مرشح أو الامتناع عن التصويت، مما يضر بفرص ترامب في الفوز في الانتخابات المقبلة. فهناك بعض الجمهوريين البارزين الآخرين، مثل السيناتور الجمهوري السابق المحافظ للغاية في بنسلفانيا؛ بات تومي ممن يتبون هذا النهج. فقد أعلن تومي أنه لن يدعم ترامب في انتخابات الخريف، لكنه أضاف أنه لا يستطيع التصويت لهاريس أيضًا. وقال تومي لشبكة "سي إن بي سي" إنه "عندما تخسر الانتخابات، وتحاول قلب النتائج حتى تتمكن من البقاء في السلطة، فإنك تخسرني". وأضاف أن "أيًا من هذين المرشحين لا يمكن أن يكون خياري للرئاسة".

وفي النهاية، يمكن القول إن تأثير بعض الشخصيات الداعمة (مثل لورا لومر) أو المعارضة مثل (ليز تشيني) على السباق الانتخابي لترامب في الانتخابات الأمريكية المقبلة، يتوقف على قدرة هذه الشخصيات في التأثير على قرار الناخبين الأمريكيين خاصة أصحاب الأصوات المستقلة والمترددين لاسيما في الولايات المتأرجحة. ويتوقف هذا التأثير كذلك على مدى قدرة المرشح الجمهوري؛ دونالد ترامب في تعظيم التأثير الايجابي للداعمين له وتقليل التأثير السلبي للشخصيات المعارضة له في معركته الانتخابية التي على ما يبدو ستكون صعبة مع المرشحة الديموقراطية؛ كامالا هاريس التي تزايدت فرص فوزها بعد المناظرة الأخيرة بينهما.