تحول جهاز البيجر الذي يعد من أقدم وسائل الاتصال بالعالم من جهاز أمن يعتمد عليه حزب الله اللبناني في التواصل بين أعضائه إلى قنبلة موقوتة في يد عناصره، طلب من الجميع التخلص منه فورًا بسبب الاختراق الكبير.
وشهد لبنان عشرات الانفجارات المتزامنة في بيروت وضواحيها وأماكن أخرى، تسببت في أكثر من 3000 آلاف إصابة بينهم 200 في حالة خطيرة ووفاة 9 منهم طفلة تبلغ من العمر 10 سنوات وآخرين بينهم أبناء قادة.
القصاص العادل
وحمّل حزب الله اللبناني، دولة الاحتلال الإسرائيلي، المسؤولية الكاملة عن العدوان الإجرامي، وأكد في بيان أن الشهداء والجرحى هم عنوان الجهاد والتضحيات على طريق القدس، واصفًا إياه بالانتصار لأهالي غزة والضفة الغربية.
وشدد الحزب على أن هذا العدو الغادر سينال بالتأكيد قصاصه العادل على هذا العدوان الآثم، مشيرًا إلى أن موقفهم سيبقى داعمًا ومؤيدًا ومناصرًا للمقاومة الفلسطينية الباسلة في قطاع غزة والضفة.
صعوبة التعقب
يعد البيجر في الأساس جهاز راديو يستمع إلى محطة واحدة فقط طوال الوقت، ويبث جهاز الإرسال اللاسلكي إشارات عبر تردد معين، وتتكون جميع جميع أجهزة النداء من جهاز استقبال معايير على نفس التردد الذي يبثه جهاز الإرسال.
ومن الأسباب التي جعلت حزب الله اللبناني يعتمد على جهاز البيجر في التواصل بين أعضائه وعناصره، أنه يصعب تعقّبها مثلما يحدث مع الأجهزة الذكية، كما أن تبادل النصوص والرسائل الصوتية فيها لا تحتاج لبطاقة SIM.
وتعمل إشارات الراديو على نقل رسائل عناصر الحزب بين بعضهم البعض، التي تحتاج إلى إشارة قوية، ولذلك كان يتم الاعتماد عليها من خلال الحزب أكثر من الأجهزة الحديثة، خاصة في المناطق الريفية والنائية من أجل تجنب الاستخبارات الإسرائيلية.
قنبلة موقوتة
أكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن أجهزة الاستدعاء "بيجرز"، التي كان يحملها المئات من عناصر حزب الله اللبناني، كانت من شحنة جديدة تلقاها الحزب في الأيام الأخيرة، وعقب الحادث طلب الحزب من عناصره التخلي عنها فورًا بعد أن أصبحت قنبلة موقوتة في يد عناصره.
ورجح مسؤولون في الحزب أن يكون تم استهداف أجهزة البيجر، من خلال البرمجيات الخبيثة، التي تم زرعها فيها، تسببت في ارتفاع درجة حرارتها وانفجارها.
ورأى آخرون أن ما حدث لأجهزة البيجر يمكن أن يكون تم عن طريق هجوم إلكتروني تم تنفيذه باستخدام أدوات تكنولوجية تم تفعيلها عن بعد، إذ شعر بعضهم أن أجهزة الاتصال اللاسلكي تسخن فألقوا بها بعيدًا قبل أن تنفجر.