قدمت دولة فلسطين، ممثلة بسفيرها الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور، مشروع قرار للأمم المتحدة يعكس فتوى محكمة العدل الدولية بشأن عدم مشروعية وجود إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة.
وقال منصور "إنّ فلسطين جزء مهم من التاريخ العالمي، والشعب الفلسطيني جزء لا يتجزأ من الإنسانية، ولن يختفي وطننا ولا شعبنا لكن هذا ليس عذرًا لتجاهل التهديد الوجودي الذي يواجهه شعبنا".
وأضاف: "لقد نحت الفلسطينيون في واقع المعاناة والقمع، مساحات من الفرح والإنجاز، لقد ظلت أرواحهم حرة، حتى وهم مقيدين بالأغلال، لقد حافظوا على الأمل في حين أن كل شيء من حولهم كان ينبغي أن يقودهم إلى اليأس، لقد كانوا صادقين مع هويتهم بغض النظر عن الثمن الذي كان عليهم دفعه، لقد ظلوا صامدين في السعي للحصول على حقوقهم غير القابلة للتصرف، مثلهم مثل جميع الشعوب الأخرى".
وأضاف: "الفلسطينيون يريدون العيش، وليس البقاء يريدون أن يكونوا آمنين في منازلهم يريدون أن يذهب أطفالهم إلى المدرسة دون خوف، إنهم يريدون أن يكونوا أحرارًا في الواقع، كما هم في الروح أحرار في العيش، في الحركة، أحرار في تقرير مصيرهم، خاضعين لله فقط وليس لغيره. يريدون أن يكونوا فلسطينيين ليكونوا أنفسهم أن يكونوا فقط لا أبطال ولا ضحايا مجرد بشر لديهم أبسط الأحلام أو أعظم التطلعات، ويعيشون بكرامة وسلام وأمن في وطنهم".
وتابع: "الشعب الفلسطيني شعب استثنائي، ورغبته الحقيقية هي أن يعيش حياة عادية، يريد الفلسطينيون أن يعيشوا ويزدهروا على أرض أجدادهم، إذ روح الأجداد والجدات تحتضنهم، وتنتظر قصص حياتهم المعلقة أن تستأنف، يريد الفلسطينيون أن يدفن الأطفال والديهم بعد حياة طويلة وجميلة، بدل أن يدفن الآباء أطفالهم قبل أن يتمكنوا من معرفة معنى الحياة لا يحتاج الأطفال الفلسطينيون إلى أن ينموا من خلال دروس الألم المرعب، دروس الحياة تكفي الآن السماء مليئة بالأطفال الذين سلبت حياتهم مبكرًا وبأقسى الطرق، والأرض مليئة بالأطفال الذين عانوا، جرحوا، أصيبوا بإعاقة، أيتاما ومصدومين".
وقال منصور: "بينما نتحدث في هذه القاعات، ونجتمع مرة أخرى لمعالجة هذا الظلم التاريخي الخطير، يتعرض مليونا شخص للحصار والقصف والتجويع. يتم تهجيرهم مرارًا وتكرارًا، مع عدم وجود ملاذ آمن في أي مكان، والموت ينتظرهم في كل مكان. كم عدد الفلسطينيين الذين يجب أن يُقتلوا قبل أن يحدث تغيير في النهاية لوقف هذه اللاإنسانية؟ كم عدد الفلسطينيين الذين يجب أن يتم تهجيرهم قسرا بسبب الهجمات المتكررة للمستوطنين الإسرائيليين وقوات الاحتلال؟ كم عدد الفلسطينيين الآخرين الذين يجب خطفهم في منتصف الليل وإلقائهم داخل سجن إسرائيلي لسنوات وسنوات، طفولة ضائعة، حياة مدمرة؟ كم من حرمان الحقوق والسلب والدمار سيشهده العالم في النهاية، لا ليتفاعل بل ليتصرف؟ حتى يتخذ العالم موقفا، بل يتخذ موقفا ويتصرف بحزم بناء على ذلك، ليتمسك حقا بسيادة القانون وحقوق الإنسان؟".
وأشار منصور إلى أن "الجمعية العامة طلبت من محكمة العدل الدولية رأيها الرسمي بشأن الاحتلال الإسرائيلي، ومارست المحكمة ولايته".
وقال: "اسمحوا لي أن أقتبس من رأي المحكمة: "إن انتهاك إسرائيل المتواصل لوضعها كقوة احتلال، من خلال الضم وتأكيد السيطرة الدائمة على الأرض الفلسطينية المحتلة، والإحباط المستمر لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، ينتهك المبادئ الأساسية للقانون الدولي ويجعل الوجود الإسرائيلي في الأرض الفلسطينية المحتلة غير قانوني".