بعد يوم واحد من إصرار وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن جفير، على عدم الاعتذار للرئيس الأمريكي جو بايدن بعد اتهامه بمساعدة حماس، انكسر ذلك الإصرار في تدوينة نشرها نجله قبل أن يضطر لحذفها لاحقًا، ويعلن والده الاعتذار لـ"بايدن".
أمس بن جفير الوزير الإسرائيلي المتشدد كان مصرًا ويتحدى الجميع بعدم الاعتذار للرئيس الأمريكي، بعد تصريحاته التي وجّه فيها الاتهام إليه بمساعدة حماس بدلًا من إسرائيل، لكنه اليوم صار مضطرًا للاعتذار هو ونجله.
تدوينة شوبال
لكن في تدوينة نشرها "شوبال بن جفير"، نجل الوزير الإسرائيلي، عبر صفحته على موقع "إكس" قبل أن يحذفها بعد قليل، هاجم الرئيس الأمريكي بايدن وشبّهه بمريض الزهايمر، ليخرج والده مستنكرًا ما نشره نجله ويقول: "لقد ارتكب خطأ فادحًا".
"شوبال"، نجل الوزير ايتمار بن جفير، قام بتحميل صورة بايدن على حساب "إكس" ووبخ بايدن قائلًا: "في هذه الأوقات الصعبة من المهم زيادة الوعي بمرض الزهايمر، وهو مرض تنكس الدماغ وهو السبب الأكثر شيوعًا للتدهور المعرفي والخرف في سن الشيخوخة، وهو مرض خطير يصيب أداء الشخص وقدرته".
حذف التدوينة
نجل الوزير ايتمار بن جفير تراجع عن التدوينة وقام بحذفها، ثم نشر تدوينة أخرى قال فيها: "سيدي الرئيس، آسف!"، ثم خرج "بن جفير" على حسابه على "إكس" معارضًا تصريحات نجله: "أعتذر عن كلام ابني.. ارتكب الليلة خطأ فادحًا بتغريدة لا أوافق عليها بشدة، الولايات المتحدة هي صديقنا العظيم والرئيس بايدن صديق لإسرائيل، حتى لو كنت على خلاف مع سلوكه، لا مكان للأسلوب الاستهزائي، لا سمح الله".
وقبل يومين، قال بن جفير في مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية: "بدلاً من تقديم الدعم الكامل لنا، فإن بايدن مشغول بإعطاء غزة المساعدات الإنسانية والوقود الذي يذهب إلى حماس، لو كان ترامب في السلطة، لكان سلوك الولايات المتحدة تغير تمامًا".
لن يعتذر
صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، ذكرت أن بن جفير لم يتراجع عن تصريحاته التي نقلتها صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية التي أثارت ضجة كبيرة في إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، التي قال فيها إن "بايدن" مشغول بتقديم المساعدات الإنسانية إلى حماس.
وهاجم "بن جفير" عبر وسائل الإعلام، أحد المقربين من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، "أعلم أن هناك موظفًا في دائرة رئيس الوزراء توجه إلى أعضاء الكنيست من حزب الليكود وطلب منهم مهاجمتي، وحاول تحفيزهم، أريد أن أقول لهذا ولأعضاء الكنيست "أنا في طريقي"، وفق الصحيفة العبرية.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض ردًا على مقابلة "بن جفير" إن "الموقف الأمريكي واضح، نحن لا نزال ملتزمين بدعم إسرائيل في حربها ضد حماس، بينما نطالبها ببذل كل ما في وسعها لمنع فقدان المدنيين".
يضر بأمن إسرائيل
زعيم المعارضة يائير لابيد انتقد المقابلة بشدة، فكتب على حسابه "إكس": "المقابلة التي أجراها بن جفير مع صحيفة وول ستريت جورنال هجوم مباشر على مكانة إسرائيل الدولية، هجوم مباشر على المجهود الحربي، يضر بإسرائيل وأمن إسرائيل، وقبل كل شيء، يثبت أنه لا يفهم أي شيء في السياسة الخارجية، أود أن أدعو رئيس الوزراء إلى كبح جماحه، لكن نتنياهو ليس لديه سيطرة على المتطرفين في حكومته".
كما قام رئيس حزب شاس وعضو حكومة الحرب أرييه درعي بانتقاد "بن جفير" بشكل ضمني، فكتب على "إكس": "شكرًا للرئيس الأمريكي جو بايدن، سيتذكر شعب إسرائيل إلى الأبد كيف وقفت من أجل حق إسرائيل في واحدة من أصعب ساعاتنا، أنت وأمريكا مملكة للنعمة، كما أن هناك اختلافات في الرأي بين الأصدقاء والمعارف، أنتم تدفعون ثمنًا شخصيًا وسياسيًا لمساعدتنا، ولهذا سنشكركم إلى الأبد، الله يحميك أنت وأمريكا".
أول تعليق من نتنياهو
جاء أول رد من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على العقوبات الأمريكية، قائلاً إن "الأغلبية المطلقة من المستوطنين في يهودا والسامرة هم مواطنون ملتزمون بالقانون، وتتصرف إسرائيل ضد جميع منتهكي القانون في كل مكان، لذا فلا مجال لإجراءات استثنائية في هذا الصدد".