الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

إعادة النازحين من المستوطنات الشمالية.. ذريعة الاحتلال لاجتياح جنوب لبنان

  • مشاركة :
post-title
دخان يتصاعد جراء القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

تحدت حكومة الاحتلال الأمنية المصغرة التحذيرات الأمريكية من اجتياح جنوب لبنان، وقررت توسيع أهداف الحرب الراهنة، لتشمل إعادة سكان شمال إسرائيل إلى بيوتهم، بعدما نزحوا عنها بسبب القصف المُتبادل عبر الحدود منذ ما يقرب من عام مع حزب الله.

وقال مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، في بيان صدر في ختام اجتماع لحكومة الحرب إن "مجلس الوزراء السياسي والأمني حدث هذا المساء أهداف الحرب بحيث باتت تشمل الفصل الآتي: العودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم".

وجاء هذا القرار الذي اتخذته حكومة الاحتلال الأمنية المصغرة، فجر اليوم الثلاثاء، عقب تحذير أمريكي لإسرائيل من شن حرب ضد لبنان، وأكدت واشنطن أنها تدعم الوصول إلى "حل دبلوماسي" لإنهاء التصعيد على الحدود بين المستوطنات الشمالية وجنوب لبنان، وذلك وفق ما نقلته وسائل إعلام أمريكية وإسرائيلية.

وجاء التحذير على لسان المستشار البارز للرئيس جو بايدن، المبعوث الأمريكي إلى لبنان، آموس هوكستين، خلال لقاء مع مسؤولين بارزين في إسرائيل.

ونقل موقع "أكسيوس" الأمريكي، عن 3 مصادر مطلعة، أن هوكستين حذر رئيس نتنياهو، من شن حرب في لبنان قد تزداد اتساعًا، في وقت أعلنت فيه الحكومة الإسرائيلية توسيع أهداف الحرب الجارية حاليًا، لتشمل إعادة مواطنيها النازحين من شمالي البلاد إلى منازلهم.

وقال مصدران لأكسيوس، إن هوكستين أكد لنتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، خلال اجتماعه معهما بشكل منفصل، أن "الولايات المتحدة لا تعتقد أن اندلاع صراع أوسع مع لبنان، سيحقق هدف عودة النازحين إلى الشمال".

وقال المبعوث الأمريكي إن اندلاع حرب شاملة مع حزب الله هو "مخاطرة بإشعال فتيل صراع إقليمي أوسع نطاقًا وأطول أمدًا"، حسب المصادر التي أكدت أيضًا أن واشنطن "لا تزال ملتزمة بالحل الدبلوماسي في لبنان، سواء مع صفقة وقف إطلاق النار وتحرير المحتجزين في غزة، أو بشكل منفرد".

كما أشار مصدر مطلع على المحادثات أيضًا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، إلى التحذيرات نفسها من جانب هوكستين.

من جانبها، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، تحذيرات مسؤولين كبار في جيش الاحتلال وفي دوائر أخرى من المنظومة الأمنية، من "خطوات متهورة في الشمال تخطط لها الحكومة".

وقال أحد المسؤولين للصحيفة، إن هذه الخطوات "تحمل في طياتها خطرًا حقيقيًا للغاية لإشعال حرب شاملة، ليس فقط على الحدود مع لبنان، بل في المنطقة بأكملها. ولا تضمن هذه الخطوات على الإطلاق حلًا يسمح لسكان الشمال بالعودة إلى منازلهم".

وأضاف إن "الحكومة بحاجة إلى إظهار أنها تفعل شيئًا، لكن هذا الشيء هو الأكثر خطأ وخطرًا. إنه بالضبط ما تجنبوه طوال العام الماضي. بدلًا من حل المشكلة، قد يعقدها بشكل أكبر.. كل ذلك للوصول إلى نفس النقطة التي كان من الممكن الوصول إليها دون اللجوء إلى الوسائل العدوانية: اتفاق سياسي مع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله يسمح بعودة سكان الشمال إلى منازلهم".

وتابع المسؤول: "لو تم توقيع صفقة تبادل المحتجزين وإنهاء الحرب على غزة، لكان من المحتمل جدًا أن يتم التوصل إلى اتفاق أيضًا في الشمال".

من جانبه، قال نتنياهو للمبعوث الأمريكي، إنه "لا يمكن أن تتم عودة المواطنين إلى منازلهم شمالي إسرائيل، حال عدم وجود تغيير جذري في الوضع الأمني على الحدود مع لبنان"، وفق بيان لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وأضاف نتنياهو: "إسرائيل تقدر وتحترم دعم إدارة بايدن، لكنها في النهاية ستفعل كل ما هو ضروري للحفاظ على أمنها، وإعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان".

وأوضح بيان لوزارة الدفاع الإسرائيلية، أن جالانت أبلغ هوكستين خلال اجتماعهما، أن إمكانية الحل الدبلوماسي للوضع على الحدود الشمالية "انتهت"، معتبرًا أن السبب هو "مواصلة حزب الله ربط نفسه بحماس، ورفضه إنهاء الصراع".

وأضاف وزير دفاع الاحتلال، الذي ذكرت تقارير إسرائيلية أن نتنياهو يسعى إلى تغييره، إن "الطريقة الوحيدة لإعادة سكان الشمال إلى منازلهم، ستكون عبر عمل عسكري".

ويردد مسؤولو الاحتلال منذ شهور، أن إسرائيل "لا يمكنها قبول" إخلاء البلدات الواقعة عند حدودها الشمالية إلى أجل غير مسمى، غير أن التساؤلات تثور بشأن مدى استعداد جيش الاحتلال لشن عملية عسكرية في جنوب لبنان، بينما يواصل عدوانه على غزة.

ويضغط بعض أعضاء اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية من أجل التحرك. ودعا الوزير المتطرف إيتمار بن جفير، أمس الاثنين، إلى إقالة خصمه القديم جالانت. وقال في بيان عبر منصة إكس: "نحن بحاجة إلى قرار في الشمال، وجالانت ليس الشخص المناسب لاتخاذه".

وكاد حزب الله وإسرائيل أن ينزلقا إلى حرب شاملة، الشهر الماضي، بعد أن قتلت القوات الإسرائيلية قياديًا كبيرًا بحزب الله في بيروت، ردًا على هجوم صاروخي أدى إلى مقتل 12 طفلًا وقاصرًا في هضبة الجولان.

ومنذ بدء العدوان على غزة في السابع من أكتوبر، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل يومي عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية. وأودى القصف المُتبادل بحياة 622 شخصًا على الأقل في لبنان، وأعلنت سُلطات الاحتلال مقتل 24 جنديًا و26 مدنيًا.