كشفت دراسات حديثة أن بعض أنواع الأسماك قد تكون قادرة على التعلم، والشعور بالألم، وحتى تكوين علاقات، ولخص العلماء أن سمكة استوائية صغيرة وهي سمكة الراس المنظفة، يمكنها التعرف على نفسها في المرآة.
اختبار المرآة
ووفقًا لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية، ذكر كولوم براون، عالم البيئة الذي يبحث في سلوك الأسماك وذكائها في جامعة ماكواري في سيدني، إن اختبار التعرف على الذات في المرآة الذي تم تطويره في سبعينيات القرن العشرين، يعتبر المعيار الذهبي لإثبات الوعي الذاتي البصري لدى الحيوانات.
وفي دراسة جامعة مدينة أوساكا، وُضعت علامة تحت حناجر عدد قليل من الأسماك أثناء التخدير. وعندما أعطيت مرآة، وجهت الأسماك أجسادها لرؤية العلامة، وحاولت فركها عن طريق كشط نفسها على الصخور.
في العقود الأخيرة، أثبت الباحثون أنه إلى جانب الوعي الذاتي البصري، تتمتع بعض الأنواع من الأسماك بالقدرة على التعلم والتذكر وتجربة الألم وتكوين العلاقات. وتشير العديد من هذه الصفات إلى الإحساس، والقدرة على الشعور بالتجارب الإيجابية والسلبية.
على سبيل المثال، يقول براون إن المفهوم الخاطئ الشائع بأن الأسماك لديها ذاكرة قصيرة "لا أساس له على الإطلاق". ووجد بحثه عن أسماك القرش أنها مخلوقات ذكية وفضولية ذات ذاكرة طويلة.
وأدى التدقيق في اختبار المرآة إلى المزيد من الدراسات، بما في ذلك دراسة نُشرت هذا الأسبوع، تُظهر أن سمك الراس المنظف يستخدم المرآة للتحقق من حجمه قبل أن يقرر ما إذا كان سيهاجم سمكة أخرى. وذكر "براون" إن الأسماك لديها الآن أفضل دليل مدعوم من أي حيوان للتعرف على الذات من خلال المرآة، ومع ذلك "لا يزال الناس لا يصدقون ذلك".
تشعر بالألم
إن الألم لدى الأسماك، وهو اعتبار مهم لرفاهة الحيوان، محل نزاع أيضًا. وقال الأستاذ المشارك نيك لينج، عالم بيئة الأسماك من جامعة وايكاتو، إن البحث فيما إذا كانت الأسماك تعاني من أحاسيس مثل الألم أو الخوف قد قطع شوطًا طويلاً في العقود منذ أن زعم جيمس روز، عالم الحيوان، أن الأسماك غير قادرة على الشعور بالألم نظرًا لاختلاف بنية دماغها عن البشر.
ومنذ ذلك الحين، قدمت الأبحاث الغزيرة التي أجرتها البروفيسور لين سنيدون في جامعة جوتنبرج أدلة على أن بعض الأسماك العظمية، مثل سمك السلمون المرقط، تعاني من استجابات جسدية وسلوكية تتوافق مع الألم. على سبيل المثال، لوحظ أن سمك السلمون المرقط الذي تم حقنه بسم النحل يتأرجح من جانب إلى آخر ويزيد من معدل تنفسه الخيشومي.
وفي حين يقر لينج بأن بعض الأنواع تشعر بالألم، إلا أنه حذر بشأن التعميم، قائلًا: "إن الأسماك مجموعة متنوعة بشكل لا يصدق، فهناك آلاف الأنواع تتراوح من سمكة الشمس المحيطية الضخمة إلى الأسماك الصغيرة التي لا يزيد طولها على بضعة ملليمترات.
بدأت البلدان والمناطق في الاعتراف بالقدرة الحسية للحيوانات، حيث قامت نيوزيلندا وإقليم العاصمة الأسترالية بتوسيع هذا الاعتراف ليشمل الأسماك.