تعرض صحفيون من أكثر من اثنتي عشرة مؤسسة إعلامية في هونج كونج للمضايقة والاستهداف، فيما وصفه اتحاد الصحفيين في المدينة بأنه "هجوم منهجي ومنظم" خلال الأشهر الأخيرة.
وقالت جمعية الصحفيين في هونج كونج، إن المضايقات شملت تهديدات بالقتل، ورسائل شكوى تهديدية وتشهيرية تم إرسالها إلى عائلات الصحفيين وأصحاب العمل، بالإضافة إلى أصحاب العقارات والجيران. كما ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وقالت سيلينا تشنج، رئيسة نقابة صحفيي هونج كونج، في مؤتمر صحفي يوم الجمعة إن النقابة "لاحظت موجة شديدة من التصيد والمضايقة" في الفترة بين شهري يونيو وأغسطس، بما في ذلك رسائل البريد الإلكتروني والخطابات المرسلة إلى أماكن العمل وحسابات وسائل التواصل الاجتماعي والعناوين المنزلية.
وأضافت "تشنج" إن هذه الرسائل تهدد السلامة الشخصية للمستهدفين ومعارفهم ووظائفهم. لافتة إلى أن البعض "تعرضوا لضغوط للتخلي عن مهنتهم أو مناصبهم النقابية".
وتابعت تشنج: "إن هذا النوع من الترهيب والمضايقة، الذي يشمل مشاركة محتوى كاذب وتشهيري وتهديدات بالقتل، يضر بحرية الصحافة في هونج كونج ولا ينبغي لنا أن نتسامح معه".
وأكدت: "نقابة الصحفيين في هونج كونج ترحب بالنقد والنقاش. هذا ليس هو الحال هنا".
استهداف الصحفيين
تشير "الجارديان" إلى أنه تم استهداف موظفين مما لا يقل عن 15 منفذًا إعلاميًا دوليًا ومحليًا. لذا، أشارت تشنج في بيانها إلى أنه "يبدو أن المضايقات كانت تستهدف الصحفيين كمجتمع وليس أفرادًا محددين".
وأشارت رئيسة نقابة صحفيي هونج كونج إلى أن الشكل الرئيسي للمضايقات كان يتضمن "شكاوى مجهولة المصدر بصيغة مشابهة من أشخاص عرفوا أنفسهم بأنهم وطنيون".
وقيل لبعض متلقي الرسائل إنهم قد ينتهكون قوانين الأمن القومي من خلال الاستمرار في الارتباط بالصحفيين.
وكانت الرسائل المرسلة إلى المؤسسات الأصغر "تشبه رسائل الفدية"، في حين تضمنت رسائل أخرى زخارف وصورًا تهديدية، أو معلومات شخصية منشورة على ويكيميديا.
وقالت نقابة الصحفيين في هونج كونج إنها تشعر بالقلق بشأن كيفية الحصول على المعلومات الشخصية والعناوين.
وتقول الصحيفة البريطانية إنه "منذ إصدار قانون الأمن القومي في هونج كونج، أصبحت وسائل الإعلام الحرة في المدينة مقيدة بشكل متزايد. وتعرض الصحفيون لضغوط متزايدة، حيث أُجبرت منافذ إعلامية رئيسية مثل "أبل دايلي" و"ستاند نيوز" على الإغلاق، وتعرض الصحفيون والمحررون للملاحقة القضائية، كما تم رفض منح التأشيرات للصحفيين الأجانب".
زيادة المضايقات
في بيان، نُشر اليوم الجمعة، أدانت مؤسسة حرية الصحافة في هونج كونج ما أسمته "الزيادة الأخيرة في المضايقات عبر الإنترنت وخارجها لوسائل الإعلام المستقلة في هونج كونج".
وقالت إن رسائل مجهولة المصدر أُرسلت إلى مالك العقار الذي يسكن فيه مدير تحرير "وكالة أنباء هونج كونج"، توم جروندي، ووكالات العقارات الأسبوع الماضي، والتي "تحتوي على ادعاءات تشهيرية وأكاذيب وتهديدات بـ"عواقب لا يمكن تصورها" و"أضرار جانبية" ما لم يتم طرده من العقار والمنطقة".
وتجاهلت الوكالات ومالك العقار التهديدات التي أبلغ عنها جروندي الشرطة. وقالت وكالة أنباء هونج كونج إنها المرة الثالثة التي تقدم فيها الوكالة تقارير للشرطة في السنوات الأخيرة تتعلق بالتحرش والترهيب، وحثت السُلطات على التحقيق بشكل شامل.
وقالت تشنج إن اتحاد الصحفيين في هونج كونج اتصل بمؤسسة "ميتا" ومؤسسة "ويكيميديا"، اللتين استجابتا على الفور وبدأتا تحقيقات. موضحة أن ويكيميديا عثرت على مستخدم نشر معلومات شخصية من حسابات متعددة وتم حظره.
وأضافت أن اتحاد الصحفيين في هونج كونج، أبلغ الشرطة أيضًا عن حوادث، ولم تستبعد اتخاذ إجراء قانوني.