كشفت دراسة أجراها باحثون من معهد الجيولوجيا والجيوفيزياء التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، على مجموعة من الحبات الزجاجية التي أعادتها بعثة "تشانج آه-5" الصينية، أن القمر ربما كان نشطًا جيولوجيًا، منذ 120 مليون سنة.
وأشارت العينات القمرية التي تم الحصول عليها قبل البعثة إلى أن الأنشطة البركانية للقمر توقفت منذ نحو 3 مليارات سنة، ما يشير إلى أنه أصبح "كوكبًا ميتًا"، ومع ذلك، فإن شظايا الصخور البازلتية التي أعادتها بعثة "تشانج آه-5" تشير إلى وجود نشاط بركاني في القمر، قبل ملياري سنة مضت، بحسب وكالات.
وأوضحت الدراسة الجديدة، أن ثلاث حبات زجاجية بركانية من المفترض أن تكون نتاج التبريد السريع للصهارة البركانية، تشكلت منذ نحو 123 مليون سنة فقط.
وفحص الباحثون ما يقرب من 3 آلاف حبة زجاجية من عينات التربة القمرية التي تمت إعادتها إلى الأرض، وحددوا ثلاث منها على أنها ذات أصل بركاني استنادًا إلى قوامها وتركيباتها الكيميائية ونظائر الكبريت بها.
وحدد الفريق أيضًا وفرة عالية من العناصر الأرضية النادرة والثوريوم في هذه الحبات الزجاجية، ما يشير إلى أن مثل هذه الأنشطة البركانية الأخيرة كانت مرتبطة بوفرة العناصر المولدة للحرارة في مصادر عباءة الصهارة على القمر.
يذكر أن مسبار "تشانج آه-5"، الذي عاد إلى الأرض، 17 ديسمبر 2020، جلب 1731 جرامًا من العينات القمرية، تتكون بشكل أساسي من الصخور والتربة من سطح القمر.
ومن خلال تحليل تلك العينات القمرية، تم تحقيق إنجازات كبيرة، إذ نشر الباحثون أكثر من 80 إنجازًا في المجلات العلمية المحلية والدولية، ومن بين هذه النتائج تحديد "أصغر" بازلت على سطح القمر، واكتشاف معدن قمري جديد ونوع من المعادن التي تحتوي على جزيئات الماء.
وخلال العام الجاري، حققت بعثة "تشانج آه-6" الصينية سابقة تاريخية من خلال جمع 1935.3 جرامات من العينات القمرية من الجانب البعيد من القمر، ويتمتع هذا المسعى أيضًا بأهمية علمية فريدة ومن المتوقع أن يعزز بشكل كبير فهم الناس لتاريخ تطور القمر.