الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

لأول مرة منذ 50 عاما.. قلق في بريطانيا لتراجع الرعاية الصحية

  • مشاركة :
post-title
مستشفيات هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

كشف تقرير حكومي بريطاني حديث عن تراجع غير مسبوق في أداء هيئة الخدمات الصحية الوطنية "NHS" لأول مرة منذ خمسة عقود، وذلك في تطور مقلق يسلط الضوء على التحديات الخطيرة التي تواجه النظام الصحي بالمملكة المتحدة.

التقرير المثير للجدل

نقلت صحيفة التليجراف البريطانية، تفاصيل التقرير الذي أعده اللورد آرا دارزي - جراح ووزير صحة سابق - الذي يكشف عن إخفاقات جسيمة في الرعاية الأساسية التي تقدمها الخدمة الصحية الوطنية.

من بين أبرز النقاط المقلقة في التقرير، برزت الزيادة الملحوظة في معدلات الوفيات الناجمة عن أمراض القلب، ما يعد انعكاسًا خطيرًا لتراجع جودة الرعاية الصحية في مجال أمراض القلب والأوعية الدموية، وهو ما يثير القلق بشكل خاص نظرًا لأهمية هذا المجال الطبي.

وسلط التقرير الضوء على مشكلة متفاقمة تتمثل في ارتفاع أوقات الانتظار في أقسام الطوارئ، خاصة بالنسبة للأطفال، الذي يشكل ضغطًا إضافيًا على الأسر، ويمكن أن يؤدي إلى تأخير خطير في تلقي العلاج اللازم بالحالات الطارئة.

إضافة إلى ذلك، كشف التقرير عن توقف الخدمات الطبية الروتينية خلال جائحة كوفيد، إذ إن التوقف أدى إلى تراكم في قوائم الانتظار للعمليات الجراحية غير الطارئة والفحوصات الدورية، ما قد يكون له تأثير طويل المدى على الصحة العامة للسكان.

وفيات أمراض القلب

وفقًا لما ذكرته صحيفة التليجراف، فإن معدلات الوفيات الناجمة عن أمراض القلب بدأت في الارتفاع بعد انخفاض استمر لعقود، ما يثير القلق بشكل خاص، إذ إن أمراض القلب تعد من أكبر أسباب الوفاة في بريطانيا.

وأشارت مؤسسة القلب البريطانية إلى أن عدد الوفيات قبل سن 75 عامًا، بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية في إنجلترا وصل إلى أعلى مستوى له منذ 14 عامًا، وتعد الإحصائيات مؤشرًا خطيرًا على تدهور جودة الرعاية الصحية في البلاد.

ويسلط التقرير الضوء على مشكلة متفاقمة في أوقات الانتظار للحصول على العلاج، خاصة في حالات الطوارئ القلبية، إذ ارتفع متوسط وقت الانتظار للمرضى الذين يعانون نوبات قلبية شديدة الخطورة بنسبة 28%، خلال العقد الماضي.

هذه الأزمة في أوقات الانتظار قد تكون لها عواقب وخيمة على صحة المرضى، وتزداد المشكلة تعقيدًا مع وجود تفاوت كبير في جودة الرعاية الصحية بين المناطق المختلفة بالبلاد.

تداعيات سياسية

وأثار التقرير جدلًا سياسيًا واسعًا في بريطانيا، إذ صرّح السير كير ستارمر، رئيس الوزراء، بأن الخدمة الصحية الوطنية "مكسورة ولكنها لم تُهزم"، مؤكدًا ضرورة إجراء إصلاحات جذرية.

في المقابل، أبدت فيكتوريا أتكينز، وزيرة الصحة في حكومة الظل، مخاوفها من أن الحكومة قد تستغل نتائج التقرير لتبرير زيادة الضرائب.