تواجه الولايات المتحدة الأمريكية أزمة سياسية جديدة مع اقتراب موعد انتهاء التمويل الحكومي، نهاية سبتمبر الجاري، إذ يبدو أن الكونجرس الأمريكي يسير نحو مواجهة حادة بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي حول قضايا التمويل ومتطلبات التصويت، ما يهدد بإغلاق محتمل للحكومة الفيدرالية.
صراع سياسي محتدم
مع عودة أعضاء الكونجرس من العطلة، اليوم الاثنين، يواجهون تحديًا كبيرًا يتمثل في الموعد النهائي 30 سبتمبر، لتجنب إغلاق الحكومة، وعلى الرغم من أن الانتخابات المقبلة قد تقلل من فرص حدوث توقف في التمويل، إلا أن الجمهوريين في مجلس النواب يستعدون بالفعل لمواجهة مجلس الشيوخ الذي يقوده الديمقراطيون فيما قد يكون نقاشًا معقدًا يستمر لأسابيع حول قضايا مثل متطلبات التصويت والإنفاق.
وكشفت القيادة الجمهورية في مجلس النواب عن خطة تتضمن ربط تمويل مؤقت لمدة 6 أشهر، يُعرف أيضًا باسم قرار "استمرار"، مع تشريع يدعى قانون "save" مدعوم من الرئيس السابق دونالد ترامب، والمحافظين المتشددين يدعو إلى متطلبات أكثر صرامة لإثبات الجنسية للتسجيل للتصويت، وفقًا لما ذكرته صحيفة "ذا هيل" الأمريكية.
مخاوف وانقسامات الجمهوريين
على الرغم من أن الجمهوريين في مجلس النواب يتوقعون التحرك بسرعة بشأن هذا الاقتراح، إلا أن رئيس المجلس مايك جونسون، واجه بالفعل بعض الشكوك حول فرص نجاح هذه الاستراتيجية، إذ حذّر البعض في الحزب من عدم وضع افتراضات حول نتائج انتخابات نوفمبر، بينما أعرب آخرون عن قلقهم من ترك عملية اعتمادات معقدة لكونجرس جديد تمامًا.
ونقلت "ذا هيل" عن أحد أعضاء مجلس النواب الجمهوريين: "ستضع أعضاء جدد تم انتخابهم للتو في تصويت صعب للغاية على حزمة اعتمادات عندما لا يفهمون حتى عملية الاعتمادات"، مشيرًا إلى أن الكونجرس سيتعين عليه أيضًا التعامل مع حد الديون في يناير.
التمويل المؤقت
أثار إرفاق قانون حماية أهلية الناخب الأمريكي "SAVE" بقرار التمويل المؤقت تساؤلات من بعض أعضاء الحزب الجمهوري، مشيرين إلى أن مثل هذا الإجراء من المؤكد أن يرفضه مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديمقراطيون.
وعبر اثنان من المحافظين بالفعل عن معارضتهما لقرار التمويل المؤقت، ما يضع جونسون في موقف صعب، إذ لا يمكنه أن يخسر أكثر من أربعة أصوات جمهورية في أي مشروعات قوانين حزبية.
موقف الديمقراطيين
من جانبهم، رفض الديمقراطيون بشدة خطة قرار التمويل المؤقت الحزبية، وقالت شالاندا يونج، مديرة مكتب الإدارة والميزانية بالبيت الأبيض، في بيان ردًا على الاقتراح المدعوم من الجمهوريين: "هناك مسار واضح وثنائي الحزب لتمويل الحكومة بشكل مسؤول، لكن الجمهوريين في الكونجرس يضيعون الوقت بدلًا من ذلك".
وأضافت يونج: "إن نهجهم المتمثل في قرار استمرار لمدة 6 أشهر يتجاهل الاحتياجات المُلحة التي لها عواقب حقيقية على دفاعنا ومحاربينا القدامى ومجتمعاتنا، نحث الكونجرس على إقرار مشروع قانون بسرعة لإبقاء الحكومة مفتوحة وتوفير تمويل طارئ لاحتياجات الكوارث في جميع أنحاء البلاد، كما فعلوا مرات عديدة في الماضي على أساس ثنائي الحزب".
أزمة إضافية
يأتي هذا الصراع حول الإنفاق في وقت أثار فيه المشرعون من كلا الجانبين إنذارات بشأن عجز في الميزانية يبلغ نحو 3 مليارات دولار تواجهه وزارة شؤون المحاربين القدامى، وهو تحدٍ آخر يجب على الكونجرس مواجهته هذا الشهر.
وحذّرت الوكالة المشرعين في وقت سابق من هذا الصيف من أن ملايين المحاربين القدامى والناجين معرضون لخطر رؤية اضطرابات في مدفوعات المزايا، أكتوبر المقبل، إذا لم يتخذ الكونجرس إجراءً بحلول 20 سبتمبر الجاري، أي قبل أقل من أسبوع من الموعد النهائي لإغلاق الحكومة.