الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

لا نستسلم.. الآلاف يحتشدون اعتراضا على تعيين بارنييه رئيسا لوزراء فرنسا

  • مشاركة :
post-title
زعم منظمون أن عدد المتظاهرين في باريس بلغ 160 ألف وفي فرنسا كلها 300 ألف

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

بعد أيام قليلة من تعيين ميشيل بارنييه رئيسًا لوزراء فرنسا، نتيجة لانتخابات مبكرة غير حاسمة، أعقبها أزمة كادت تعصف بالبلاد، تجمع المتظاهرون اليساريون في وسط مدينة باريس وعدة مدن فرنسية أخرى، للاحتجاج على قرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تعيين رئيس وزراء محافظ مخضرم، بدلًا من مرشح من بين صفوفهم مرددين هتافات "ماكرون ارحل.. استقل يا ماكرون".

وخرجت احتجاجات في باريس ومدن أخرى بما في ذلك نانت في الغرب، ونيس ومرسيليا في الجنوب، وستراسبورج في الشرق. وفي باريس تجمع المتظاهرون في ساحة الباستيل وتصاعدت التوترات مع استعداد الشرطة لاشتباكات محتملة، وفقًا لتقارير إعلامية.

ووصف المتظاهرون تعيين ماكرون للسياسي المحافظ ميشيل بارنييه بـ"الاستيلاء على السلطة" بعد "انتخابات مسروقة". حسبما ذكرت "فرانس 24".

ورغم فشله في الحصول على الأغلبية المطلقة، فاز الائتلاف اليساري، الجبهة الشعبية الجديدة، المكون من الخضر والاشتراكيين والشيوعيين وحزب فرنسا المتمردة اليساري المتشدد، بأكبر عدد من الأصوات في الانتخابات المبكرة التي جرت في السابع من يوليو الماضي.

لكن ماكرون رفض تعيين مرشحتهم، الموظفة المدنية والخبيرة الاقتصادية لوسي كاستيتس البالغة من العمر 37 عامًا، زاعمًا أنها لن تنجو من تصويت الثقة، وعيّن الخميس الماضي بارنييه، الذي جاء حزبه "الجمهوريون" في المركز الرابع، رئيسًا جديدًا للوزراء.

من الأصغر للأكبر

يشهد هذا التعيين انتقال فرنسا من أصغر رئيس وزراء على الإطلاق -جابرييل أتال- إلى أكبر رئيس وزراء في تاريخ البلاد على الإطلاق.

وواجه ماكرون صعوبة في العثور على رئيس وزراء لا يلغي إصلاح نظام التقاعد المثير للجدل، الذي شهد رفع سن التقاعد من 62 إلى 64 عامًا، والذي لن يصوّت منافسوه ضده "وسعى إلى الحصول على الاطمئنان من التجمع الوطني اليميني المتطرف -على وجه الخصوص- بشأن من يمكنهم قبوله، الأمر الذي أعطى مارين لوبان دور صانعة الملوك"، بحسب تعبير القناة الفرنسية.

يقول التقرير: "رفضت لوبان مرشحين آخرين لمنصب رئيس الوزراء، رئيس الوزراء الاشتراكي السابق برنار كازنوف، والوزير المحافظ السابق كزافييه بيرتراند، رئيس منطقة شمال فرنسا. لكنها أعطت موافقة ضمنية على بارنييه، قائلة إنها ستنتظر حتى يحدد سياساته في البرلمان لتقرر ما إذا كانت ستدعمه أم لا".

وتعهّد رئيس الوزراء القادم، في مقابلة تلفزيونية في وقت الذروة ليلة الجمعة، بأنه "ليس لديه الكثير من القواسم المشتركة مع نظريات أو أيديولوجية التجمع الوطني لكنه يحترمها"، مضيفًا أنه سيتخذ موقفًا أقوى بشأن الهجرة.

وقال بارنييه، أيضًا، إن حكومته ستكون منفتحة على أعضاء اليسار، وقدّم مبادرات سياسية تجاه الحزب الوطني التقدمي، من خلال اقتراح "مزيد من العدالة الضريبية"؛ في حين دعا إلى نمو أسرع مدعومًا بالأعمال التجارية.

مقامرة عكسية

كان ماكرون أعلن عن التصويت البرلماني المفاجئ في التاسع من يونيو الماضي، في دعوة إلى "التوضيح" من الناخبين الفرنسيين، بعد أن هزم اليمين المتطرف حزبه الوسطي في الانتخابات البرلمانية الأوروبية. وقتها، توقع كثيرون أن تسير الأمور على المنوال نفسه الذي سلكته الانتخابات الأوروبية، مع وصول اليمين المتطرف إلى السلطة لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية، وتعيين رئيس حزب التجمع الوطني، جوردان بارديلا، رئيسًا للوزراء.

وعندما تقدم اليمين المتطرف في الجولة الأولى من التصويت في 30 يونيو، لجأت الجبهة الشعبية الجديدة والوسطيون الفرنسيون إلى "التصويت التكتيكي المكثف" لمنع اليمين المتطرف من الاستيلاء على زمام الأمور. ربما لهذا، أعرب المتظاهرون في باريس عن غضبهم من أن ماكرون "قدّم نفسه، مرارًا وتكرارًا، باعتباره الحاجز الوحيد ضد اليمين المتطرف منذ عام 2017، عندما شعروا أنه سلمهم ببساطة مفاتيح السلطة"، وفق فرانس 24".

وشهدت الجولة الثانية من الانتخابات المهمة في السابع من يوليو الماضي أعلى نسبة مشاركة في البلاد منذ عقود، حيث انقسمت الأصوات بين ثلاث كتل رئيسية، لكن دون أغلبية واضحة، ما أدى إلى حصول البلاد على برلمان معلّق، وإلقاء فرنسا في حالة من الاضطرابات السياسية.

يقول التقرير: لقد أتت مقامرة ماكرون الخطيرة بنتائج عكسية، فقد صوّت الناخبون الفرنسيون لصالح التغيير، وحقّق اليمين المتطرف مكاسب ضخمة، وأعلن اليسار انتصاره".

وقد زعم عدد من المنظمين أن عدد المتظاهرين في باريس بلغ 160 ألف متظاهر، اليوم السبت، بينما بلغ إجمالي عدد المتظاهرين في فرنسا 300 ألف متظاهر. لكن سلطات باريس قدرت أن 26 ألف متظاهر فقط شاركوا في المظاهرة.

وأشارت صحيفة "لوموند" إلى أن الشرطة والمنظمين يتبعون طرقًا مختلفة في إحصاء عدد المشاركين، وقالت إن هامش الخطأ، وفقًا لشركة تستخدم الكاميرات، قد يصل بين 30% إلى 40%.

وأعلنت القوى اليسارية الأربع داخل الجبهة الشعبية الجديدة، التي تسيطر على 193 من أصل 577 مقعدًا في الجمعية الوطنية الفرنسية، عن خططها للتصويت على اقتراح بسحب الثقة من حكومة بارنييه.

تقول "فرانس 24": حملت العائلات أطفالها على الأكتاف، وقاد منظمو المظاهرة الحشود في جولة من الهتاف "نحن لا نستسلم"، بينما كان المتظاهرون يتجهون شرق باريس.ونقلت عن أحد المتظاهرين قوله: "لقد جئنا لأننا صوّتنا بشكل جماعي ضد سياسات ماكرون".

واتهم المتظاهر الرئيس الفرنسي بمخالفة التقاليد، برفضه تعيين رئيس وزراء من الحزب أو الائتلاف الذي جاء أولاً في الانتخابات "رئيس الوزراء عادة ما يأتي من حزب الأغلبية، لكن ماكرون لم يكترث، بل فعل ما يريده فقط".