الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

استعدادا لكافة السيناريوهات.. كيف تخطط أوروبا للنجاة من عودة ترامب للرئاسة؟

  • مشاركة :
post-title
دونالد ترامب وخلفه شعار الناتو -أرشيفية

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

مع اقتراب عام 2025، تواجه أوروبا احتمال تولي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب السلطة مرة أخرى، هذا التحدي يهدد بتحطيم العلاقة الراسخة عبر الأطلسي وإعادة تشكيل النظام الأمني الأوروبي بشكل غير مسبوق.

ووفق تقرير لمجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، فقد يدفع فوز ترامب المرتقب أوروبا إلى مواجهة احتمالية انسحاب الولايات المتحدة من حلف شمال الأطلسي، وهو ما يتطلب استعدادًا مسبقًا واستراتيجيات جديدة لضمان أمن القارة.

تأثير ترامب على أوروبا

في حال عودة ترامب إلى البيت الأبيض، فإن أوروبا قد تضطر لمواجهة واقع جديد يعيد رسم ملامح التحالف الأطلسي، فترامب، الذي طالما شكك في قيمة حلف شمال الأطلسي، هدّد بتقليص الالتزامات الأمريكية تجاه الدفاع عن أوروبا، وربما يمضي قدمًا نحو انسحاب أمريكي جزئي أو كامل من الحلف.

هذا الانسحاب قد يؤدي إلى أزمة أمنية كبيرة، لا سيما مع تزايد التوترات بين الدول الأوروبية بشأن مستقبل أوكرانيا. وبينما قد تسعى دول وسط وشرق أوروبا للحفاظ على أوكرانيا قوية، قد تضغط دول أوروبا الغربية لتقديم تنازلات لروسيا، ما ينذر بانهيار التحالف الأمني الأوروبي.

الحرب الروسية الأكرانية تدخل النصف الأول بعد العام الثاني

تحديات ما بعد أمريكا

إذا انسحبت الولايات المتحدة من حلف شمال الأطلسي، سيتعين على أوروبا إدارة تحالفاتها الأمنية بمفردها. إحدى السيناريوهات المحتملة هي أن تتولى الدول الأوروبية السيطرة على مجلس شمال الأطلسي، وهي الهيئة التي تتخذ القرارات داخل الناتو.

وقد تتمكن هذه الدول من توجيه جهودها بالتعاون مع مؤسسات أوروبية أخرى مثل الاتحاد الأوروبي، لتنسيق التشريعات والتخطيط المالي الذي سيعزّز استعداد القارة لأزمات أمنية محتملة.

أوروبا وتحديات القيادة

أحد أكبر التحديات التي ستواجه أوروبا هو تحديد من سيتولى القيادة بعد انسحاب أمريكا، فألمانيا، رغم كونها أكبر اقتصاد في أوروبا، لم تثبت زعامتها بوضوح خلال الحرب في أوكرانيا. وفرنسا بدورها، مرشحة قوية للعب دور قيادي نظرًا لقدراتها النووية وجيشها القوي. وبولندا أيضًا قد تكون مرشحة للقيادة بفضل بناءها العسكري الكبير والتزامها بالدفاع عن أوروبا الشرقية.

وفي ظل هذه التحديات، يجب على أوروبا أن تستعد لأسوأ السيناريوهات، بما في ذلك احتمال فقدان الدعم الأمريكي. التخطيط الآن هو السبيل الوحيد لضمان استقرار الأمن الأوروبي في مواجهة المتغيرات الجيوسياسية.