الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مفاتيح مهمة للبيت الأبيض.. ترامب يركز الإنفاق الدعائي على الولايات المتأرجحة

  • مشاركة :
post-title
دونالد ترامب

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

تكثف الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، الإنفاق في الولايات المتأرجحة، خاصة في بنسلفانيا وجورجيا، في مسعى للفوز بأصوات الناخبين هناك، والعودة إلى البيت الأبيض، وفق ما ذكرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية.

ويخوض المرشحون السياسيون المرحلة الأخيرة من حملاتهم الانتخابية حتى يوم الانتخابات في الرابع من نوفمبر، وأنفق الحزبان الرئيسيان، الديمقراطي والجمهوري، بالفعل مئات الملايين من الدولارات على حملاتهما الرئاسية.

وركز كلا المرشحيْن بشكل كبير على الولايات المتأرجحة، إذ أنفق ترامب مبالغ أكبر بكثير على الإعلانات في بنسلفانيا (132.1 مليون دولار) أكثر مما أنفقه على المستوى الوطني (31,2 مليون دولار) بدءًا من 5 مارس الماضي، وفقًا لشركة مراقبة الحملات "أد إمباكت بوليتيكس".

ورغم أن المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس (نائبة الرئيس الحالي جو بايدن) أنفقت على المستوى الوطني (165.2 مليون جنيه إسترليني) أكثر مما أنفقته على الولاية المتأرجحة الحاسمة، فإن إنفاقها على بنسلفانيا ليس بعيدًا، إذ بلغ 150.1 مليون دولار.

ولا يزال ترامب يعتزم إنفاق 70.6 مليون دولار على حجوزات الإعلانات في بنسلفانيا، و28.7 مليون دولار في جورجيا، خلال الأسابيع التسعة بين عيد العمال ويوم الانتخابات، حسبما ذكرت شركة "أد إمباكت بوليتيكس" في تحديث لها في 30 أغسطس.

وهذا أكثر بكثير من الأموال المخصصة للإعلان في ولايات أخرى متأرجحة، وهي 6.6 مليون دولار في ميتشيجان، و9.9 مليون دولار في أريزونا، و3.5 مليون دولار في ويسكونسن، و2.8 مليون دولار في كارولينا الشمالية، و1.4 مليون دولار في نيفادا.

وقال بعض الخبراء إن هذه تبدو استراتيجية مقصودة من جانب ترامب، بما في ذلك أستاذ العلوم السياسية كريستوفر أ. كوبر، الذي قال إنها "ستكون منطقية".

وقال "كوبر"، مدير معهد هاير للسياسات العامة في جامعة ويسترن كارولينا لـ"نيوزويك": "هذه الاستراتيجية منطقية.. إن المسار الأكثر مباشرة لتحقيق النصر بالنسبة لترامب هو أن يفوز بكل ولاية فاز بها في الانتخابات الأخيرة، ويقلب بنسلفانيا وجورجيا."

وأضاف كوبر: "إن تغيير هاتين الولايتين، إلى جانب التغييرات الناجمة عن إعادة توزيع المقاعد، من شأنه أن يؤدي إلى فوز ترامب بهامش أضيق (صوتان من المجمع الانتخابي) ولكن لتحقيق هذا النصر الضيق، يتعين عليه أن يتمسك بولاية كارولينا الشمالية".

وفي حين لا يزال ترامب متقدمًا في العديد من استطلاعات الرأي التي أُجريت في كارولينا الشمالية، بعد أن خسر الرئيس جو بايدن الولاية في عام 2020، نجحت كامالا هاريس في تضييق الفجوة في العديد من استطلاعات الرأي تلك، التي تضع ترامب عند 46.4 % وهاريس عند 45.8 %.

وأضاف كوبر: "أتوقع أن أرى نفقات حملة ترامب، وجدول سفره، وتركيز انتباهه بدقة شديدة على ساحات المعارك الثلاث الرئيسية في بنسلفانيا، وجورجيا، وكارولينا الشمالية، المفاتيح الثلاثة التي سيحتاج إلى حملها للفوز بالبيت الأبيض".

وعلى نحو مماثل، قال أستاذ العلوم السياسية ستيفن فارنسورث، إن ترامب "حكيم في التركيز" على هذه الولايات الثلاث، وقال لـ"نيوزويك": "تُظهر استطلاعات الرأي أن هذه الولايات الثلاث من بين الولايات الأقرب، وهي أيضًا أماكن يكافح فيها المرشحون الديمقراطيون غالبًا.. تشير الاستطلاعات إلى أن بعض الولايات المتأرجحة الأخرى، مثل ويسكونسن، قد تبتعد عن ترامب، وبالتالي يبدو أن أفضل طريق للرئيس السابق للحصول على 270 صوتًا انتخابيًا حتى الآن يعتمد على الشرق".

أضاف "فارنسورث": "لقد اضطر ترامب إلى اتخاذ موقف دفاعي في ضوء الخريطة الانتخابية المتغيرة التي أعقبت ترشيح هاريس.. ربما كانت بعض الولايات التي كان ترامب ينوي التركيز عليها، مثل فرجينيا، حيث لم يكن يتمتع بشعبية في الماضي، في متناول اليد إذا تمسك الديمقراطيون بالرئيس بايدن".

وتراجعت آمال فريق ترامب في تحقيق فوز كبير في المجمع الانتخابي في يونيو الماضي، لتحل محلها الآن تقييم واقعي مفاده أنه في هذه الانتخابات، كما في الانتخابات الرئاسية الماضية، يمكن الفوز بالمجمع الانتخابي أو خسارته على أساس عشرات الآلاف من الأصوات في عدد قليل من الولايات المتأرجحة، وفق "فارنسورث".

ووصف جاريد ماكدونالد، الأستاذ المساعد في العلوم السياسية والشؤون الدولية، هذه الخطوة بأنها "استراتيجية مثيرة للاهتمام وواعية"، لكنّه وصفها أيضًا بأنها "مقامرة".

وقال لـ"نيوزويك": "أولاً، هناك قدر كبير من عدم اليقين بشأن الولاية التي ستكون نقطة التحول.. وقد تكون أخطاء الاستطلاعات غير دقيقة في بعض الولايات أكثر من غيرها، مما يدفع المحترفين السياسيين إلى الاستثمار في الولايات الخطأ.. لذا، فإن الاستثمار غير الكافي في هذه الولايات المتأرجحة قد يكون خطأً، خاصة إذا كان هذا الافتقار إلى الإنفاق يعوق جهود حثّ الناخبين على التصويت".

وأضاف: "هناك عوائد متناقصة للإنفاق على الحملات الانتخابية.. فالدولار الأول سوف يكون له تأثير أكبر من الدولار الخمسين مليوناً، لذا فإن الامتناع عن خوض الانتخابات في ولاية ما يبدو قراراً مضللاً".

لكن ماكدونالد حذر أيضًا من أن "الحملات تتطور باستمرار للتكيف مع المعلومات الجديدة"، لذلك لا ينبغي أن نفترض أن "مستويات الإنفاق المنخفضة في ولايات مثل ميتشيجان، وويسكونسن، وأريزونا، وكارولينا الشمالية، ونيفادا سوف تظل بالضرورة على هذا النحو حتى نوفمبر ".

ونقلت "نيوزويك" عن المتحدث باسم فريق ترامب، أن جدول حملته يستهدف ولايات متعددة، بما في ذلك كارولينا الشمالية وويسكونسن هذا الأسبوع.