في تطور أثار موجة من ردود الفعل الدولية، لقيت الناشطة الأمريكية-التركية أيسينور إيجي، حتفها خلال مظاهرة في الضفة الغربية المُحتلة؛ ما سلط الضوء مجددًا على الممارسات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، وأثار تساؤلات حول سلامة النشطاء الدوليين والمدنيين الفلسطينيين.
البيت الأبيض
نقلت صحيفة الجارديان البريطانية تصريحات شون سافيت، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، الذي قال: "نحن منزعجون بشدة من الوفاة المأساوية للمواطنة الأمريكية أيسينور إيجي في الضفة الغربية، وقلوبنا مع عائلتها وأحبائها".
وأضاف أن البيت الأبيض طالب الحكومة الإسرائيلية بإجراء تحقيق في مقتل إيجي.
وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أكد جدية الموقف الأمريكي، مصرحًا للصحفيين: "عندما تتوفر لدينا المزيد من المعلومات، سنشاركها ونتيحها، وسنتصرف بناءً عليها إذا لزم الأمر"، ما يُشير إلى احتمال اتخاذ إجراءات دبلوماسية أو سياسية إضافية بناءً على نتائج التحقيق.
تفاصيل الحادث
وقع الحادث يوم الجمعة، خلال احتجاج ضد التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في بلدة بيتا قرب نابلس، إذ أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" بأن أيسينور إيجي، البالغة من العمر 26 عامًا، أُصيبت برصاصة في الرأس؛ ما أدى إلى وفاتها بعد نقلها إلى مستشفى محلي في نابلس.
حركة التضامن الدولية، التي كانت أيسينور إيجي متطوعة فيها، أصدرت بيانًا قالت فيه إن القوات الإسرائيلية "أطلقت النار عمدًا وقتلت" ناشطة حقوق إنسان دولية.
وأضافت الحركة أن "المظاهرة، التي شملت بشكل أساسي رجالًا وأطفالًا يصلون، قوبلت بعنف من الجيش الإسرائيلي المتمركز على تلة".
سجل من الانتهاكات
وفقًا لحركة التضامن الدولية، تعد أيسينور إيجي الناشطة الثالثة التابعة للمنظمة التي تُقتل منذ عام 2000، كما أنها المتظاهرة الثامنة عشرة التي تُقتل في بيتا منذ عام 2020.
وتذكر هذه الحادثة بمقتل الناشطة الأمريكية راشيل كوري عام 2003، والناشط البريطاني توم هورندال عام 2004، اللذين قُتلا على يد القوات الإسرائيلية أثناء مشاركتهما في احتجاجات سلمية.
اعتراف إسرائيلي
في المقابل، اعترف الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على المتظاهرين، مدعيًا أنه "رد بإطلاق النار تجاه محرض رئيسي على النشاط العنيف الذي ألقى الحجارة على القوات وشكل تهديدًا لها"، ما أثار جدلًا واسعًا، خاصة في ضوء تناقضه مع شهادات شهود العيان والمنظمات الحقوقية التي أكدت سلمية المظاهرة.
ردود فعل دولية
أثار مقتل الفتاة الأمريكية ردود فعل واسعة على المستوى الدولي، إذ أعربت تركيا، التي تحمل أيسينور إيجي جنسيتها أيضًا، عن حزنها العميق لمقتل مواطنتها.
وأدان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ما وصفه بـ"التدخل الهمجي الإسرائيلي ضد احتجاج مدني".
في الولايات المتحدة، وصفت رئيسة جامعة واشنطن، آنا ماري كوس، مقتل إيجي بأنه "فظيع" ودعت إلى "وقف إطلاق النار وحل الأزمة" في الضفة الغربية.
كما أعربت عضو مجلس النواب الأمريكي براميلا جايابال، عن قلقها العميق، واصفة الحادث بأنه "مأساة فظيعة" وانتقدت سياسات الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية.
أيسينور إيجي
تخرجت أيسينور إيجي في جامعة واشنطن هذا العام، حيث كانت طالبة متميزة وشخصية استثنائية، وصفها الأستاذ المساعد في قسم اللغات والثقافات الشرق أوسطية، آريا فاني، بأنها كانت طالبة ومرشدة متميزة، مضيفًا أنه حذرها قبل شهرين من الذهاب إلى الضفة الغربية خوفًا على سلامتها.