الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

سئموا نتنياهو.. واشنطن تفكر في التفاوض مع حماس

  • مشاركة :
post-title
واشنطن بدأت في النظر في صفقة إطلاق سراح محتجزين من جانب واحد

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

يبدو أن الأيام المتبقية لإدارة الرئيس جو بايدن في البيت الأبيض لم تعد تسمح بمزيد من الصبر على التعنت الذي يمارسه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ما جعل الولايات المتحدة تدرس الدخول في مفاوضات مباشرة مع حركة حماس، لإطلاق سراح المحتجزين الأمريكيين الأربعة المتبقين في قطاع غزة.

يأتي هذا بعد تزايد الضغوط من أقارب المحتجزين، والذين دعوا الولايات المتحدة إلى قطع علاقاتها مع إسرائيل، وإجراء محادثات بشأن اتفاق منفصل؛ كما ذكرت صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية.

ولا يزال أربعة أمريكيين محتجزين لدى حماس، تعتقد الولايات المتحدة أنهم على قيد الحياة، وتسعى إدارة بايدن إلى إعادة رفات ثلاثة آخرين يُعتقد أنهم ماتوا.

وأشارت الصحيفة إلى أنه "لم يتضح بعد كيف يمكن أن تعمل الصفقة، وما الذي ستعرضه الولايات المتحدة في المقابل.. ولكن أي مفاوضات من شأنها أن تقوض حكومة بنيامين نتنياهو إلى حد كبير".

وقال مسؤول إسرائيلي للصحيفة البريطانية إن "واشنطن بدأت بالفعل في النظر في صفقة إطلاق سراح محتجزين من جانب واحد".

وفي اجتماع عُقد، الأحد الماضي، مع مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، حثَّ أقارب المواطنين الأمريكيين، الذين لا يزالون قيد الاحتجاز، إدارة بايدن على تقييم الخيارات التي لا تشمل إسرائيل، حسبما ذكرت خمسة مصادر لقناة NBC News الأمريكية.

وعندما سُئل الثلاثاء الماضي عمّا إذا كانت إدارة بايدن درست بجدية فكرة التوصل إلى اتفاق أحادي الجانب مع حماس، لم يجب المتحدث باسم وزارة الخارجي الأمريكية، ماثيو ميلر بشكل مباشر. وعندما سُئل مرة أخرى عن فكرة الاتفاق من جانب واحد، ردّ: "نحن نعمل على التوصل إلى اتفاق لإعادة جميع المحتجزين إلى ديارهم".

المحتجزون الأمريكيون في غزة الذين يُعتقد أنهم ما زالوا على قيد الحياة
تعنت نتنياهو

كان وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، ذكر سابقًا أن نحو 90% من تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار تم الاتفاق عليها، في وقت تصاعدت فيه حدة التوتر بين البيت الأبيض ومكتب نتنياهو بشأن التوصل إلى اتفاق.

وقال بلينكن: "في الأيام المقبلة، سنشارك إسرائيل، وسيشاركون (يقصد مصر وقطر) حماس، أفكارنا -الوسطاء الثلاثة- حول كيفية حل الأسئلة العالقة المتبقية بالضبط. وبعد ذلك، سيكون الوقت مناسبًا للأطراف لاتخاذ قرار بنعم أو لا، وبعد ذلك سنرى".

وفي الأسبوع الماضي، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن رئيس الوزراء الإسرائيلي "لم يبذل جهودًا كافية للتوصل إلى اتفاق".

وفي يونيو، قالت مصادر لوسائل إعلام أمريكية إن بايدن "ناقش مع موظفيه التفاوض مباشرة مع حماس إذا فشلت الجولة الأخيرة من المحادثات"، بينما في الوقت نفسه، عزز نتنياهو موقفه في استخدام حق النقض ضد الاتفاق المطروح حاليًا على الطاولة.

وبينما أصرّ نتنياهو على أن تحتفظ إسرائيل بالسيطرة على ممر فيلادلفيا، تحت مزاعم أن هذا أمر حيوي لأمن إسرائيل، تعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي لانتقادات بسبب موقفه، إذ رفض وزير دفاعه يوآف جالانت ادعاءاته، في حين قال آخرون إنه أصبح مؤخرًا قضية حيوية لرئيس الوزراء.

ونقلت "ذا تليجراف" عن أحد المسؤولين الإسرائيليين أن نتنياهو "يغير رأيه طوال الوقت بشأن المطالب.. ولم يكن ممر فيلادلفيا مطلبًا أساسيًا طوال الوقت".

كما ذكرت القناة 12 الإسرائيلية، أمس الخميس، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستعد لاحتمال فشل محادثات وقف إطلاق النار، وهو ما يعني -على الأرجح- تصعيدًا في الشمال مع حزب الله. ونقلت القناة عن مصدر أمني أن تصريحات نتنياهو بشأن محور فيلادلفيا "قد تؤدي إلى تقويض علاقة إسرائيل مع مصر".

فشل إسرائيلي

اليوم الجمعة، كشف مصدر مصري رفيع المستوى، أن استمرار الفشل العسكري والسياسي الإسرائيلي يدفع حكومة نتنياهو لمزيد من التعنت، وإفشال جهود الوسطاء للتغطية على إخفاقها.

وأكد المصدر لقناة "القاهرة الإخبارية" أن تعنت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "يظل عقبة أمام أي جهود للهدنة وإقرار السلام".

وفي وقت سابق، أعربت مصر، عن رفضها التام للتصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي، يوم 2 سبتمبر الجاري، والتي حاول من خلالها الزج باسم مصر لتشتيت انتباه الرأي العام الإسرائيلي، وعرقلة التوصل لصفقة لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والمحتجزين، وعرقلة جهود الوساطة التي تقوم بها مصر وقطر والولايات المتحدة.

وردًا على ادعاءات نتنياهو، أكدت مصر لكل الأطراف موقفها الثابت والقائم على عدم فتح معبر رفح طالما بقيت السيطرة الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني منه، مُحمِّلة الجانب الإسرائيلي مسؤولية النتائج المترتبة على هذا الإغلاق، وتفاقم الأوضاع الإنسانية بقطاع غزة.