في سعيه للعودة إلى منصب رئيس الوزراء، اعتاد بنيامين نتنياهو كسر القواعد السياسية المعروفة، بما في ذلك إضفاء الشرعية على الحزب الأكثر تطرفًا في إسرائيل وزعيمه إيتامار بن جفير، وبعد عام وستة أشهر و 16 يومًا من لحظة الانتقال إلى مقعد المعارضة، عاد بنيامين نتنياهو إلى منصب رئيس الوزراء.
وبحسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، قضى نتنياهو 563 يومًا خارج مكتب رئيس الوزراء، دون حراسة أو مرافقين، أو اجتماعات تملأ جدول أعماله، كما اضطر إلى دفع نفقات منزله، أنه في اليوم الذي ترك فيه منصبه في يونيو 2021، خرج نتنياهو عن التقاليد المعتادة، ورفض إقامة حفل عام مع نفتالي بينيت، و الآن بعد عودته، اختار مرة أخرى عدم إقامة مثل هذا الحدث، وسيقتصر الأمر على لقاء قصير مع يائير لابيد على انفراد، و بالنسبة لنتنياهو، فإن الأشهر الـ 18 الماضية كانت "انحرافًا" وليس شيئًا يستحق حفل تكريم.
خلق جو من الدعاية السلبية
وكان أكبر نجاح لنتنياهو، وهو خارج السلطة، هو خلق جو من الدعاية السلبية وعدم اليقين أو الثبات بشأن الحكومة، فهو غالبًا ما كان يتلقى تأييدا لوجهة نظره، بسبب السلوك العشوائي للائتلاف الحاكم، وخلق جو تم هندسته أولًا من خلال العديد من وكلائه على وسائل التواصل الاجتماعي وحملاتهم المستمرة ضد أعضاء الحكومة، و كانت هناك أيضًا مجموعات صاخبة من النشطاء تجمعوا للتظاهر خارج منازل الروابط الأضعف في التحالف.
السيطرة على نواب الليكود
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن الأهم من ذلك، على الرغم من عدم وجود أي مناصب أو تمويل، تمكن نتنياهو من الحفاظ على قبضة حديدية على 52 نائبًا في معسكره، و لم ينجذب أي منهم للانضمام إلى الائتلاف الحاكم، وتم تحديد النواب المترددين من الليكود، وإثنائهم عن أي شكل من أشكال الانشقاق، وحتى الصوت الوحيد داخل الليكود الذي تحدى نتنياهو، وهو يولي إدلشتاين، الذي حذر من أن الحزب لن يعود إلى السلطة حتى يستبدل زعيمه، كان معزولًا ويفتقر إلى الدعم.
التحالف مع الأكثر تطرفًا
لم تكن صفقة نتنياهو مع حزب عوتسما يهوديت الجديد الذي ساعده أخيرًا في الحصول على الأغلبية التي كان يتوق إليها، أمرًا جديدًا، فقد توسط في تحالف مماثل في انتخابات مارس 2021 أيضًا، لكن ما تغير هو الطريقة التي أصبح بها زعيمها، إيتامار بن جفير، الذي أصبح جزءًا لا يتجزأ من معسكر نتنياهو، وأصبح بن جفير حليفا مهما، وكان هذا أوضح دليل على أن نتنياهو سيفعل أي شيء، حتى يضفي الشرعية على الأحزاب الإسرائيلية الأكثر تطرفًا، والتي كان الليكود يتجنبها دائمًا للعودة إلى السلطة، وهذا السلوك أوضح أنه لا توجد قاعدة لن يكسرها نتنياهو، ويعيد كتابتها في سعيه للعودة إلى السلطة.
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، عاد نتنياهو إلى السلطة لأنه برهن أنه مستعد للعمل بجدية أكبر، والتضحية بأي شيء للوصول إلى المنصب.. هذه هي الطريقة التي أبقى بها نتنياهو معسكره متماسكا طوال 563 يومًا ماضية.