الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

خبير سياسي فلسطيني: نتنياهو يخطط للبقاء والاستيطان الدائم في غزة

  • مشاركة :
post-title
نتنياهو يرفض الانسحاب من غزة

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

أشار د. أسامة شعث، الخبير السياسي الفلسطيني وأستاذ العلاقات الدولية، إلى أن هناك تعنتًا إسرائيليًا ورفضًا من قبل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، للانسحاب من محور فيلادلفيا حتى لو بشكل مؤقت، وهذا يعني إفشال محادثات وقف النار في غزة.

قال "شعث" في تصريحات خاصة لموقع "القاهرة الإخبارية": إن " نتنياهو يريد البقاء في المحور وبقاء قواته في كافة المحاور الفاصلة بين المدن كمحور نتساريم الذي يقطع غزة وشمالها من جهة عن وسطها وجنوبها من جهة أخرى، والمحور الثاني احتلال خط كيسوفيم الفاصل بين خان يونس جنوبًا ودير البلح شمالًا."

دوافع نتنياهو

وأوضح شعث أن دوافع نتنياهو من وراء ذلك هو الاحتلال العسكري والاستيطان الدائم في غزة، وهو ما يتماهى مع فكرة التوسع الجغرافي.

وحول المفاوضات، أكد الخبير السياسي الفلسطيني، أن نتنياهو يرسل وفوده للمفاوضات من أجل خداع الرأي العام الداخلي، وتماشيًا مع الإدارة الأمريكية محاولًا كسب الوقت انتظارًا لفوز صديقه دونالد ترامب، وأملًا باستعادة شعبيته في الداخل الإسرائيلي بعد فشله في استعادة المحتجزين.

وقال شعث إن نتنياهو يحاول فرض سياسة الأمر الواقع بعدم انسحابه من قطاع غزة، وشق الطرق والمحاور وإنشاء الثكنات العسكرية، وهو يواصل فرض الحقائق على الأرض، لذلك يضع العراقيل أمام المفاوضات لإفشالها.

وأوضح الخبير الفلسطيني أن نتنياهو عارض بشدة الانسحاب من غزة في 2005 واستقال من حكومة أرئيل شارون بسبب ذلك. وهو يسعى إلى إعادة الاستيطان في غزة وهي فرصة ثمينة بالنسبة له.

ويؤكد شعث أنه في حال قدمت واشنطن مقترحًا جديدًا للمفاوضات وتم توقيع اتفاق، فإن نتنياهو سينفذ منه مرحلة واحدة فقط.

وحول مستقبل غزة في عقل نتنياهو، أوضح شعث أن هناك خريطة وضعها نتنياهو وحكومته ويجري تداولها بالإعلام الإسرائيلي، وهي تشي بخطة استيطان واحتلال دائم في القطاع الفلسطيني.

خرائط الاستيطان

قال الخبير الفلسطيني إن الاعلام العبري تحدث عن ذلك بأن نتنياهو جمع نحو 445 مليون دولار من رجال أعمال يهود لدعم الاستيطان.. وهناك خرائط تتحدث عن بناء ثكنات عسكرية ومستوطنات، وتشمل تقسيم القطاع إلى أجزاء بين خان يونس ودير البلح ما يسمى محور كيسوفيم يمتد من الشرق، حيث توجد مستوطنة كيسوفيم الواقعة شرق الحدود بين جنوب المغازي وشمال القرارة وسيمتد المحور بخط فاصل بين دير البلح وخان يونس وصولًا للبحر.

أما المحور الثاني نتساريم ويمتد بطول 7 كم جانبه شمالًا غزة ويمتد من حي الزيتون شرقًا حتى الشيخ عجلين غربًا. ومن جنوبه ستكون منطقة الوسط بخط ممتد من جحر الديك شرقًا حتى مدينة الزهراء غربًا. وبطول 7 كم وصولًا إلى شاطئ البحر في غزة، حيث سيتم بناء أربع ثكنات عسكرية ومستوطنات في هذا المحور.

أما محور فيلادلفيا، فسيتم بناء 5 مستوطنات وأبراج مراقبة عسكرية منها برج على البحر وفى تل زعرب وبرج رفح الغربية امتداد شارع رابعة وبرج مقابل شارع خولة، وبرج منطقة القصاص وحي البرازيل وحي السلام ومعبر رفح.

وحسب شعث، يمتد محور الحدود الشرقية مع الاحتلال بطول 40 كم تبدأ من كرم أبوسالم جنوبًا حتى بيت لاهيا شمالًا تحيط قطاع غزة من الجهة الشرقية.

وأضاف أن المخطط يهدف لإنشاء منطقة زراعية في بيت لاهيا شمال غرب غزة ومنطقة صناعية في بيت حانون شمال شرق غزة ومنطقة استثمارية وحدائق ومتنزهات في مدينة غزة.

مستقبل المفاوضات

وأكد شعث على أهمية دور مصر المركزي والمحوري في هذه المفاوضات لحماية القضية من التصفية والعبث الإقليمي، لذلك فإن إنجاح المفاوضات مهم جدًا لوقف هذا المخطط، مشددًا على ضرورة الضغط للاتفاق على فتح معبر رفح، باعتباره شريان الحياة الإنسانية للشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن هناك اتفاقية نوفمبر 2005، تنص على أن تكون الإدارة للسلطة الفلسطينية مع وجود مراقبين أوروبيين على المعبر

وحول مستقبل المفاوضات الحالية، أوضح الخبير الفلسطيني أن هناك سيناريوهين متوقعين للوضع الراهن، الأول يتمحور حول إفشال نتنياهو وعرقلة المفاوضات وانتظار ما سوف تسفر عنه انتخابات الرئاسة الأمريكية، ونجاح المرشح الجمهوري دونالد ترامب، باعتباره أكبر داعم لنتنياهو.

أما السيناريو الثاني -وفق شعث- فمن المحتمل أن يتم توقيع اتفاق أواخر الشهر الجاري، ما بعد 25 سبتمبر، يتم خلاله تنفيذ المرحلة الأولى بحيث يتم تبادل المحتجزين ومدته 42 يومًا فقط، بعدها سوف تكون أجريت الانتخابات الأمريكية وظهرت نتائجها في 5 نوفمبر، وإذا فاز ترامب كما يتمنى نتنياهو، عندها سيعود للحرب ولن يكمل المرحلة الثانية.

أما إذا لم ينجح ترامب، فيرجح الخبير الفلسطيني أن يعيد نتنياهو حساباته بشأن المرحلة الثانية؛ تفاديًا لأي خلاف مع إدارة الحزب الديمقراطي وهذا السيناريو الثاني سيكون مرضيًا للإدارة الأمريكية الحالية التي قد ترى فيه مخرجًا.