العمل حصد جائزتين من مهرجان لوكارنو وتعاطف معه الجمهور
حققت المخرجة الفلسطينية مها الحاج، اسمًا مميزًا لتكون من أشهر المخرجات الفلسطينيات اللائي ساهمن في نقل القضية الفلسطينية بأفلامهن إلى العالم، إذ حصدت الكثير من الجوائز الدولية، لتضيف نجاحًا من نوع آخر إلى مشوارها الذي بدأته قبل سنوات.
أكدت مها الحاج أن فيلمها القصير "ما بعد" الذي نافس أخيرًا في مهرجان لوكارنو السينمائي، يقدّم قصة إنسانية من الدرجة الأولى، من خلال رصد الحياة ما بعد الحرب والتأثيرات النفسية التي خلّفتها وكيف سيتعاملون معها.
وتقول لموقع "القاهرة الإخبارية": "أطرح في الفيلم تساؤلًا مهمًا للغاية وهو.. كيف يعيش المواطنون الفلسطينيون الذين عانوا ويلات الحرب لسنوات طويلة، والتأثيرات النفسية على المواطن الفلسطيني وتأثره بالماضي العنيف؟".
اختارت مها الحاج إلقاء الضوء على فكرة العمل من خلال بدء الفيلم بمشهد فيه جملة "المستقبل في مكان ما"، لتقول عن ذلك: "الفيلم يتناول المستقبل من خلال قصة زوجين مسنين ينعزلان بعيدًا عن العالم في أحد حقول الزيتون التي يعملان فيها، ثم يلتقيان لتناول الطعام، ويحكيان عن أبنائهما الخمسة، فهو يحمل رسالة عن المستقبل، وكيف يتعاملان مع الماضي، كما نرى أحد الصحفيين يأتي لهما في نهاية الفيلم لإجراء مقابلة معهما ويكشف عن سر خاص بهما يفسر الكثير من الأمور التي حدثت بالماضي".
تؤكد "الحاج" أن الفيلم حصد جائزتين من مهرجان لوكارنو السينمائي، إحداهما رسمية وهى جائزة أحسن فيلم، والثانية منحتها لجنة تحكيم الشباب المستقلة له كأحسن فيلم أيضًا.
رغم أن الفيلم تم تصويره بعد أحداث السابع من أكتوبر ولكن "الحاج" لم تغير في تفاصيله التي كتبتها في شهر يونيه 2023، لتقول: "إن أحداث الفيلم تمثل انعكاسًا لما يجرى في غزة ليس حاليًا فحسب ولكن منذ عام 2008، وهو ينقل واقع فلسطين وما يجرى فيها، فأنا لا أنقل رسائل تعليمية لكن أقدم أفلامًا روائية بموضوعات إنسانية تعكس الواقع وما يجري فيه".
تفاعل عدد كبير من الجمهور، بعد عرض الفيلم في مهرجان لوكارنو لتقول عن ذلك: "الفيلم شهد حضور عدد من الجمهور والأجانب وتأثروا به وتعاطفوا مع القصة والشخصيات والحدث، وهو أمر أسعدني للغاية، فالعمل قادر على الوصول للجمهور والمشاهدين".