تزايدت الضغوط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لأجل الموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وصفقة تبادل المحتجزين في القطاع بأسرى فلسطينيين، وذلك بعد العثور على 6 جثث لمحتجزين في غزة.
وأعلن جيش الاحتلال، مساء أمس السبت، أنه عثر على 6 من جثث المحتجزين في قطاع غزة، وفق ما ذكرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية.
وتظاهر آلاف الإسرائيليين، في مناطق متفرقة، للمطالبة بإبرام صفقة تبادل أسرى مع الفصائل الفلسطينية بغزة، في حين أغلق متظاهرون عددًا من الطرق في مدن تل أبيب وحيفا ورحوبوت، وفق إعلام عبري.
وتظاهرت عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة، مساء أمس السبت، قبالة وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب، وذكرت أن "نتنياهو وقضاته في الكابينيت قرروا نسف صفقة تبادل المحتجزين، بسبب محور فيلادلفيا، وبالتالي الحكم عليهم بالموت مع العلم المسبق".
واتهمت عائلات المحتجزين نتنياهو بالتخلي عن ذويهم، وهذا دليل على ذلك، وهددت العائلات بالتصعيد ضد حكومة الاحتلال بدءًا من اليوم الأحد، ودعت إلى الاستعداد وشلّ الدولة.
وقالت العائلات، في بيان، تم قراءته أمام مقر جيش الاحتلال في تل أبيب: "قرر نتنياهو وشركاؤه في الحكومة نسف اتفاق وقف إطلاق النار بسبب الدعاية حول محور فيلادلفيا، وبالتالي أدانوا المحتجزين عمدًا وقرروا إعدامهم".
نتنياهو رئيس حكومة الموت
وتصف إيناف زانجاوكر، والدة أحد المحتجزين، ماتان زانجاوكر، نتنياهو بـ"رئيس حكومة الموت"، وفقًا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، وأضافت: "هذه جريمة ضد الشعب، وضد دولة إسرائيل وضد الصهيونية، إن نتنياهو ليس (سيد الأمن في البلاد)، وإنما هو رئيس حكومة الموت.. إنه يقوّض الاتفاق بدم بارد".
وهاجم زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد "نتنياهو"، متهما إياه بالتضليل والانشغال بالمناورات السياسية بينما يعاني الإسرائيليون من فقدان أبنائهم وبناتهم الذين لا يزالون في الأسر.
وقال "لابيد"، في تصريحات حادة: "لا محور فيلادلفيا ولا لقاحات شلل الأطفال تهم نتنياهو، بل فقط الحفاظ على ائتلافه السياسي وعلى وزراء مثل سموتريتش وبن جفير"، وأضاف أن نتنياهو "يسحق عائلات المختطفين وشعب إسرائيل بأسره" في سعيه لتحقيق أهدافه السياسية.
وأكد زعيم المعارضة التزامه بدعم العائلات التي فقدت أبناءها، قائلًا: "سنستمر في الوقوف إلى جانب العائلات واحتضانها وحمايتها في هذه الأوقات الصعبة".
بايدن لا يزال متفائلًا
وبدوره، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه "لايزال متفائلًا" بالتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في غزة، مضيفًا أن جميع الأطراف متفقة على "المبادئ" لإبرام صفقة.
ورغم جهود الوساطة التي تقودها مصر وقطر والولايات المتحدة منذ أشهر وتقديم مقترح تلو آخر لإنهاء الحرب على غزة وتبادل أسرى، يواصل نتنياهو إضافة شروط تعرقل التوصل إلى صفقة.
وتتمثل أبرز هذه الشروط في إبقاء سيطرة الاحتلال على محور فيلادلفيا، ومنع عودة مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى شمال غزة عبر تفتيش العائدين من خلال ممر نتساريم.
من جهتها، تصر حماس على انسحاب كامل للاحتلال من القطاع ووقف تام للحرب للقبول بأي اتفاق.
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل حربًا مدمرة على غزة، منذ 7 أكتوبر الماضي، خلفت أكثر من 134 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، يواصل جيش الاحتلال هذه الحرب متجاهلًا قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورًا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.