الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

لم يجدوا إلا الدمار.. شهادات النازحين العائدين إلى دير البلح وخان يونس

  • مشاركة :
post-title
آثار الدمار في دير البلح جراء العدوان الإسرائيلي

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

لم يجد النازحون الفلسطينيون العائدون إلى منازلهم في أحياء بدير البلح وسط قطاع غزة وخان يونس جنوب القطاع، شيئًا سوى الدمار وأنقاض منازلهم التي سويت بالأرض جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي.

وللمرة الأولى منذ بدء العمليات البرية في غزة في أكتوبر الماضي، سمح جيش الاحتلال للنازحين الفلسطينيين من أحياء بدير البلح وخان ويونس بالعودة إلى منازلهم، وفق شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية.

وأجرت الشبكة مقابلات مع عدد من العائلات التي عادت، وقال عبد الفتاح البرديني: "عدنا إلى المنزل ولم نجد شيئًا، لا كهرباء ولا غاز ولا منزل، ولا نستطيع تغيير ملابسنا".

أضاف البرديني: "ليس لدي أي شيء.. جئت لأتفقد منزلي، ولم أجد بيتًا أو أي شيء، لم يتبق شيء لأبكي عليه".

ووقف شقيقه موسى البرديني أمام أنقاض منزله مذهولًا، وتساءل:" لماذا يريدون تدمير هذا المنزل؟ هذا المنزل كان يمكن أن يؤوي 120 شخصًا... ماذا فعلوا بالمنزل؟ لم يجدوا إنسانًا واحدًا فيه، ومع ذلك ضربوه بالصواريخ ودمروا حيًا بأكمله".

وقال "موسى" إنه عاد إلى منزله ومعه مفتاح لمبنى مجاور، لكنه لم يجد له بيتًا، مضيفًا: "الآن سنحضر خيمة، إذا وجدنا، ونضعها بجوار منزلنا".

وقال عبد الرؤوف رضوان إنه وعائلته انتقلوا إلى خيمة أقرب إلى الساحل هربًا من القصف، وعندما عادوا وجدوا منزلهم أنقاضًا، وأضاف: " لم نجد إلا الدمار، تحطمت أحلامنا، تحطمت ذكرياتنا، ضاع البيت الذي بناه أجدادنا".

وقال شقيقه محمد رمزي رضوان الذي استُشهِد أحد أبنائه جراء القصف الإسرائيلي: "رسالتي هي وقف الحرب، لم يعد هناك وقت لإعادة بناء أنفسنا... لقد تحملنا هذا الأمر، وهذا يفوق قدراتنا".

كما دُمِرَ منزل المواطن يامن التابعي، الذي قال إن عائلته غادرت الحي، ثم عادت لتجد منزلها مدمرًا بالكامل، متسائلًا: إلى أين سنذهب الآن.. نحن بلا مأوى؟"

ولجأ رؤوف عايش وأطفاله إلى الخيام، لكنهم عادوا إلى الحطام.

أما حنان العربيد، الأرملة التي عادت إلى منزلها مع أطفالها، فوجدته مدمرًا بالكامل، فقالت: "هل أذهب إلى خيمة؟ أنا الآن في الشارع، ولدي طفلان معاقان. لم آخذ معي أي شيء من منزلي، هناك دمار كامل كما ترون".

وقالت شقيقتها أم كريم إنها كانت تجمع كل ما تستطيع من بين أنقاض شقتها، وأضافت "للأسف إسرائيل اتخذت قرارها بمحو قطاع غزة، بل إنها تريد محو الشعب الفلسطيني حتى لا يرفع رأسه من هنا لمدة 100 عام، ولكننا شعب صامد ومقاوم.. سنبدأ من البداية.. سنبدأ من جديد".

ونزح العديد من سكان غزة عدة مرات منذ أكتوبر، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية المستمرة، ويحذر الخبراء أيضًا من أن أوامر الإخلاء أدت إلى تعقيد جهود الإغاثة.

وبحسب وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، صدرت أوامر إخلاء لنحو 84% من القطاع منذ بداية الحرب.

في الوقت نفسه، كانت "المنطقة الإنسانية" التي حددتها إسرائيل تتقلص بشكل مطرد، في الشهر الماضي (يوليو) وحده، قلص جيش الاحتلال هذه المنطقة بنسبة 38%، وتشكل المساحة المتبقية ما يزيد قليلا على عُشر إجمالي مساحة غزة، وفقًا لتحليل أجرته "سي. إن. إن".