تشهد الساحة السياسية الإسرائيلية حالة من الترقب والتوقعات المتباينة في ظل احتمالية عودة رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت، إلى الحياة السياسية، إذ كشف استطلاع للرأي عن إمكانية حدوث تحول جذري في موازين القوى بين الأحزاب الإسرائيلية، في حال قرر بينيت خوض غمار الانتخابات المقبلة على رأس حزب جديد.
تفوق غير متوقع
أظهرت نتائج الاستطلاع الذي نشرته صحيفة معاريف الإسرائيلية تفوقًا غير متوقع لرئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت على منافسيه السياسيين، ووفقًا للاستطلاع، من المتوقع أن يحصل الحزب الذي قد يقوده بينيت على 23 مقعدًا في الكنيست الإسرائيلي، وهو ما يضعه في صدارة الأحزاب الإسرائيلية، متفوقًا بذلك على حزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الحالي.
هذه النتيجة المفاجئة تشير إلى تحول محتمل في تفضيلات الناخبين الإسرائيليين، وقد تعكس رغبة لدى شريحة واسعة من المجتمع الإسرائيلي في التغيير وإعادة ترتيب الأولويات السياسية، ويبدو أن بينيت، بخلفيته العسكرية والسياسية المتنوعة، نجح في استقطاب شريحة واسعة من الناخبين المترددين، وأولئك الذين يبحثون عن بديل للقيادات التقليدية.
شعبية متزايدة
لم يقتصر تفوق بينيت على عدد المقاعد المتوقعة لحزبه، بل امتد ليشمل تفضيلات الناخبين لمنصب رئيس الوزراء، إذ أظهر الاستطلاع أن بينيت قد يحظى بتأييد 49% من المستطلعين كمرشح لرئاسة الوزراء، متفوقًا بفارق كبير على نتنياهو الذي حصل على 35% فقط.
هذه الأرقام تشير إلى تحول ملحوظ في المزاج العام للناخبين الإسرائيليين، وقد تعكس رغبة في تغيير القيادة وتجديد الدماء في المناصب العليا للدولة، ويبدو أن بينيت، بخبرته السابقة كرئيس للوزراء ووزير في حكومات سابقة، نجح في تقديم نفسه كبديل جاد وقادر على قيادة البلاد في هذه المرحلة الحساسة.
خارطة التحالفات
تشير نتائج الاستطلاع إلى أن دخول بينيت إلى الساحة السياسية قد يؤدي إلى إعادة تشكيل جذرية للتحالفات السياسية في إسرائيل. فوفقًا للنتائج، ستنخفض قوة الأحزاب الصهيونية في المعارضة بشكل كبير من 59 مقعدًا إلى 40 مقعدًا فقط في حال ترشح بينيت.
هذا الانخفاض الحاد في قوة المعارضة يمكن تفسيره بانتقال جزء كبير من أصوات الناخبين المترددين والساخطين على الأحزاب التقليدية إلى الحزب الجديد الذي قد يقوده بينيت، ويبدو أن الأخير نجح في استقطاب شريحة واسعة من الناخبين الذين يبحثون عن بديل وسطي يجمع بين الخبرة السياسية والرؤية الجديدة للمستقبل.
الانضمام للمعارضة
ومع ذلك، فإن الصورة قد تتغير بشكل جذري إذا قرر بينيت الانضمام إلى الأحزاب الصهيونية في المعارضة، في هذه الحالة، وفقًا للاستطلاع، سيتكون هذا التحالف من 63 مقعدًا، مما يعني انتقال 4 مقاعد من الائتلاف الحاكم إلى المعارضة.
هذا السيناريو يفتح الباب أمام احتمالات جديدة في المشهد السياسي الإسرائيلي، إذ قد يؤدي إلى تشكيل كتلة معارضة قوية وموحدة قادرة على تحدي الحكومة الحالية بشكل فعال، كما أنه قد يؤدي إلى إعادة ترتيب الأولويات السياسية وفتح المجال أمام مفاوضات جديدة لتشكيل ائتلاف حكومي بديل.
رئاسة الوزراء
في سياق المنافسة على منصب رئيس الوزراء، كشف الاستطلاع عن منافسة محتدمة بين القيادات السياسية الإسرائيلية، إذ أظهرت النتائج أن بيني جانتس، زعيم حزب "أزرق أبيض" والوزير السابق في حكومة الوحدة، قد يحظى بتأييد 40% من المستطلعين، متقدمًا بفارق ضئيل على بنيامين نتنياهو الذي حصل على 39%.
هذا التقارب في نسب التأييد بين جانتس ونتنياهو يعكس حالة الاستقطاب الشديد في المجتمع الإسرائيلي، ويشير إلى أن المنافسة على منصب رئيس الوزراء ستكون شرسة في الانتخابات المقبلة، كما أنه يبرز صعود جانتس كمنافس جدي لنتنياهو، مستفيدًا من خبرته العسكرية السابقة وأدائه في المناصب الوزارية التي تولاها.