تسبب التخبط الإسرائيلي المتواصل في قطاع غزة والقصف العشوائي الذي طال آلاف المدنيين العزل، وعدم وجود رؤية واضحة لنهاية الحرب، في انخفاض كبير لثقة الجنود الإسرائيليين في قادة جيش الاحتلال وطالبوهم - خاصة رئيس الأركان هرتسي هاليفي- بالاستقالة.
وحتى الآن، بعد 10 أشهر من الحرب الغاشمة على قطاع غزة، فشل جيش الاحتلال الإسرائيلي في تحرير المحتجزين، وخلفت بدلًا من ذلك دمارًا هائلًا للبنية التحتية في القطاع، واستشهاد أكثر من 40 ألف فلسطيني، أغلبهم من الأطفال والنساء، بجانب ما يصل 95 ألف مُصاب.
انخفاض الثقة
فقد نحو 58% من جنود الاحتياط ثقتهم في "هاليفي"، بينما طالب كثيرون بحسب صحيفة "جيروزاليم بوست"، أنه يجب عليه الاستقالة فورًا، وأبدوا انخفاض ثقتهم أيضًا في إدارة القيادة العليا لجيش الاحتلال للحرب بشكل عام.
جاء ذلك وفق استطلاع للرأي نشره معهد مسجاف للأمن القومي والاستراتيجية الصهيونية، تم إجراؤه على مئات الجنود الاحتياط بلغ متوسط أعمارهم 38 عامًا ومتوسط خدمتهم 174 يومًا، خلال الحرب الحالية على قطاع غزة، بهدف الإلمام بالحالة الحقيقية للأمور داخل المؤسسة العسكرية.
استقالة فورية
وفقًا لاستطلاع الرأي كان من بين الـ58% من الجنود 36% لديهم ثقة منخفضة للغاية في هاليفي، و22% لديهم ثقة منخفضة إلى حد ما، بينما قال 22% آخرون إنهم محايدون بشأن دعم استمرار تواجده هاليفي، وكان لدى 12% فقط منهم ثقة عالية فيه، و8% لديهم ثقة عالية جدًا.
وطالب 49% من الجنود الاحتياط المشاركين في الحرب على غزة، رئيس الأركان بالاستقالة في أقرب وقت ممكن، ولفتت الصحيفة إلى أن ذلك المطلب كرره أيضًا كبار ضباط الاحتياط، منذ يونيو الماضي، عندما ظهر أن العملية الإسرائيلية في غزة لن تنجح في تنفيذ أهدافها.
القيادة العليا
وفي السياق ذاته؛ وجد 28% منهم أنه لا ينبغي له أن يستقيل إلا بعد انتهاء الحرب بالكامل، ولكن 12% منهم شددوا على أنه لا ينبغي له أن يقدم استقالته إلا بعد أن تخرج إلى النور كل التحقيقات التي يجريها جيش الاحتلال حول المتسبب في فشل هجوم طوفان الأقصى.
وأشار الاستطلاع أيضًا إلى أن جنود الاحتياط لديهم ثقة منخفضة للغاية في إدارة القيادة العليا لجيش الاحتلال للحرب بشكل عام، إذ قال 80% إنهم غير داعمين لهم على الإطلاق، كان منهم 43% منزعجين للغاية من الأداء العام، بينما كان 37% منزعجين إلى حد ما من تصرفاتهم.
ولم يبد سوى 14% من المشاركين تأييدهم لقادتهم الميدانيين، في حين أبدى 4% تأييدهم الشديد لهم، وكان 23% آخرون محايدين فيما يتصل بقادتهم الميدانيين، بينما كان لدى 5% ثقة منخفضة إلى حد ما، و2% لديهم ثقة منخفضة للغاية.