على الرغم من إعلان الطرفين "هاريس وترامب" موافقتهما على إجراء مناظرة في التاسع من سبتمبر المقبل، إلا أن تساؤلات كثيرة تصاعدت خلال الأيام الماضية بسبب تصريحاتهما حول ما إذا كانا بالفعل سيخوضان المناظرة من عدمه، بسبب محاولات تغيير القواعد العامة.
وتعتبر المناظرات الرئاسية سمة أساسية في الانتخابات الأمريكية المستمرة، ولها تأثير قوى على العملية بأكملها، وظهر ذلك جليًا في آخر مناظرة بين ترامب وبايدن، حيث تعرّض الأخير لزلزال قوي وتراجع دعمه وتعرّض لضغوط جعلته ينسحب في مقابل دعم هاريس.
الميكروفونات الحية
وتصاعدت التكهنات حول ما إذا كانت مثل هذه المواجهة ستحدث بين المرشح الديمقراطي دونالد ترامب والجمهورية كامالا هاريس، وبحسب صحيفة "ذا هيل" البريطانية، جاء ذلك بسبب عدد من الأمور على رأسها ما وصفته بـ"صدام الميكروفونات".
وبدأ ذلك الصراع في الظهور على يد حملة هاريس، التي قامت بمحاولة للضغط من أجل استخدام الميكروفونات الحية طوال البث المباشر، وهو تحوّل عن القواعد التي تم الاتفاق عليها مسبقًا عندما كان الرئيس بايدن على رأس الحملة الانتخابية.
أكاذيب ومقاطعات
وأكد المتحدث باسم حملة هاريس، بريان فالون، أن فريق ترامب، وليس نائبة الرئيس، هم من أرادوا كتم صوت الميكروفونات، مشيرًا إلى أنهم يفضّلون ذلك كونهم لا يعتقدون أن ترامب يمكنه التصرف كرئيس لمدة 90 دقيقة بمفرده.
ويشعر الجمهوريون بالخوف من إبقاء الميكروفونات مفتوحة، بحسب بريان، مؤكدًا أن الميكروفونات الحية تعني أن هاريس يمكنها الرد على "أكاذيب ومقاطعات" الرئيس السابق أثناء المناظرة، بل ويرى أنه خائف من مواجهة هاريس المنتظرة في سبتمبر المقبل.
قواعد المناظرة
وفي تعليقه على ذلك أكد ترامب أنه لا يهمه ما إذا كانت الميكروفونات مكتومة أم لا، وألقى ترامب باللوم على حملة هاريس في تغيير قواعد المناظرة، ولكنه في الوقت نفسه هاجم شبكة "إي بي سي نيوز" التي من المنتظر أن تستضيف المناظرة المقبلة، وهو ما فتح الباب وأثار تساؤلات حول ما إذا كان سيشارك فيها أم لا.
خلال مناظرة ترامب وبايدن كان من أبرز القواعد كتم الميكروفونات، حيث كان يتم تشغيل ميكروفون أحد المرشحين بينما كان الآخر يتحدث، وبعد استبدال بايدن انسحب ترامب في البداية من مناظرة سبتمبر المقبل، لكن في النهاية عاد الطرفان واتفقا على عقدها، إلا أن صدام الميكروفونات عاد ليضيف غموضًا على مدى إمكانية القيام بالمناظرة المنتظرة.
مَن سيفوز؟
ويرى الخبراء أن "هاريس" ستكون المستفيدة من الميكروفونات المفتوحة، واصفين ترامب بأنه من المرجح أن يبالغ في سلوكه، سواء من خلال المقاطعة المستمرة أو العدوانية التي يُنظر إليها على أنها تنمر، مشيرين إلى أن أسلوبه سيساعدها بشكل غير مباشر، وكل ما عليه أن يفعله هو الظهور أمامها.
لكن في المقابل يرى آخرون أن العديد من الناخبين يجدون أسلوب ترامب وحديثه المباشر منعشة وصريحة وتجذب الكثيرين منهم، وهم في الغالبية من فئة الناخبين الذين ينفرون من السياسيين الذين وصفوهم بـ"الروبوتيين" أو الذين يتبعون النصوص المكتوبة.