نظرًا لأهمية الفن في دعم القضايا المجتمعية، حرص المسرح الوطني اللبناني بقيادة الفنان والمخرج قاسم إسطنبولي، على إقامة النسخة الثالثة من مهرجان "لبنان المسرحي الدولي"، بمدينة طرابلس تحت شعار "تحية من طرابلس إلى الجنوب الصامد"، والتي انتهت فعالياتها مساء أمس، بمشاركة عروض مسرحية عربية وأجنبية من البرتغال وتونس والجزائر وسلطنة عُمان والبحرين وإيطاليا وفلسطين ولبنان.
وحول حرص المسرح الوطني على إقامة المهرجان في ظل الأزمات والحروب التي يعاني منها لبنان في وقتنا الحالي، يقول مؤسسه قاسم إسطنبولي لموقع "القاهرة الإخبارية": "تعتبر إقامة المهرجانات أو الورش التدريبية للطلاب في المسرح، جزءًا من المقاومة الثقافية، وهذا الأمر ضروري لكل الشعوب التي تعاني من أزمات وخصوصًا لبنان الذي مر بظروف صعبة، سواءً اقتصاديًا أو سياسيًا وتأثر بشكل كبير بالحرب، وبالتالي هذا التوقيت مهم حتى يأتي الفنانون من جميع أنحاء العالم ويرون ثقافة هذا البلد ومدى حبه للفن والحياة، فهدف الفن من وجهة نظري هو جمع كل الشعوب تحت مظلة الحب".
تكريم سمير شمص
حرص مهرجان "لبنان المسرحي الدولي"، على تكريم الفنان اللبناني الراحل سمير شمص الذي بدأ مسيرته الفنية في ستينيات القرن الماضي، وشارك في عشرات الأعمال التي تنوعت بين المسرح والتلفزيون والسينما والإذاعة، وحول ذلك يقول قاسم إسطنبولي:" كان من الضروري تكريم قامة مثل الفنان سمير شمص الذي ساهم كثيرًا في المسرح اللبناني خلال مسيرته الفنية، وقبل وفاته تقابلنا وأشاد بفكرة المسرح الوطني اللبناني ومدى أهميته في نشر الثقافات المختلفة وتدريب الطلبة المحبين للفنون، لذا تكريمه أقل شيء يقدم له بعد وفاته".
مرآة الجمهور
يؤكد اللبناني قاسم إسطنبولي أهمية المسرح في توصيل الرسائل الإنسانية ومساندة القضايا العربية، إذ يقول: "قدمت المسرح اللبناني الوطني ليكون مساحة ثقافة حرة مستقلة ومجانية للناس، يستطيعون من خلاله تعلم الفنون وتعزيز اللامركزية الثقافية بجانب الاستمتاع بالفنون".
ويضيف: "المسرح هو مرآة لمعاناة الناس، لذا كان من واجبنا تجاه القضايا المجتمعية، فتح المسرح الوطني اللبناني؛ ليكون بمثابة مكان للناس للتعبير عن القضايا بحرية دون عواقب، فهو أصبح في وقتنا الحالي أداة تعبير لنقل الحقيقة وإجبار المجتمع على القيام بفعل شيء".