الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"سوليفان" في الصين.. زيارة أمريكية استثنائية وسط التوترات العالمية

  • مشاركة :
post-title
جيك سوليفان يزور الصين في جولة استثنائية

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام (بكين)

تحت عنوان "الحفاظ على قنوات الاتصال مفتوحة بين الجانبين لمنع مزيد من التوترات"، يستعد مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي، جيك سوليفان، لزيارة الصين غدًا الثلاثاء، في جولة تستغرق 3 أيام بعد دعوة من وزير الخارجية الصيني وانج يي.

زيارة سوليفان للصين استثنائية للغاية، نظرًا لأنها الأولى له، وسيكون أول مستشار للأمن القومي الأمريكي يزور الصين منذ ثماني سنوات.

ومن المقرر أن يعقد وانج وسوليفان مباحثات ثنائية لمناقشة العديد من القضايا الدولية والإقليمية المهمة، وبحث سُبل تعزيز العلاقات الصينية الأمريكية، خاصة بعد القمة الإيجابية التي عُقدت بين رئيسي البلدين في نوفمبر 2022.

تفاؤل حذر

في الصين، لا صوت يعلو فوق زيارة "سوليفان"، إذ ركزت جميع المواقع الصينية على هذه الزيارة، خاصة أنها تأتي في وقت حساس للغاية؛ نظرًا لما يشهده العالم من تطورات غير مسبوقة.

صحيفة "جلوبال تايمز" التابعة للحكومة الصينية، قالت إن "وانج" سيجري تبادلًا معمقًا لوجهات النظر مع سوليفان حول العلاقات الصينية الأمريكية والموضوعات الحساسة والقضايا الدولية والإقليمية الساخنة الرئيسية.

أكدت الصحيفة الصينية أيضًا، أنه على الرغم من وجود عقبات، إلا أن زيارة سوليفان تجسد التزام البلدين بالحفاظ على التبادلات رفيعة المستوى، وتلعب دورًا مهمًا في العلاقات الصينية الأمريكية، خلال الفترة المتبقية من إدارة بايدن.

أما صحيفة "تشاينا ديلي"، فأشارت إلى أن هذه الزيارة تعكس رغبة كل من بكين وواشنطن في إبقاء الاتصالات قائمة، على الرغم من التحديات المختلفة. الصحيفة الصينية قالت أيضًا، إن زيارة سوليفان توفر لبكين فرصة لتحذير واشنطن من السماح للسياسة المحلية بالتأثير على قرارات السياسة الخارجية، ومعالجة الخلافات بشكل فعال في الأشهر القليلة المقبلة، خاصة مع اقتراب سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي جيك سوليفان
أهم القضايا المطروحة

وبحسب البيان الأخير الذي أصدرته وزارة الخارجية الصينية لشرح تفاصيل زيارة مستشار الرئيس الأمريكي، فمن المقرر أن يبحث "وانج وسوليفان" العديد من القضايا الدولية والإقليمية المهمة، منها أزمة تايوان والتطورات الخطيرة في الشرق الأوسط، والحرب الروسية الأوكرانية وغيرها من القضايا ذات الصلة.

وتأتي أزمة تايوان على رأس تلك المناقشات، إذ ترى الصين أن تلك الأزمة هي الخط الأحمر في العلاقات الصينية الأمريكية وأساس استقرار العلاقات بين بكين وواشنطن.

وفي هذا الصدد، قالت الخارجية الصينية من جانبها، إنها ستحاول استغلال هذه الزيارة لإرسال إشارة واضحة إلى الولايات المتحدة مفادها أنه بغض النظر عمن يجلس في البيت الأبيض، فإن أي انتهاك للخط الأحمر للصين سوف يستدعي تدابير مضادة قوية من بكين.

المباحثات بين "وانج وسوليفان" ستتطرق إلى التطورات الأخيرة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وخاصة الحرب في غزة.

وفي سياق متصل، قال وانج جوانجدا، أمين عام مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية، في تصريحات خاصة لموقع "القاهرة الإخبارية"، إن الصين ستصر بالتأكيد على موقفها الثابت بشأن القضية الفلسطينية، وستكرر التأكيد على أهمية الدعوة إلى وقف إطلاق النار، وإنهاء الحرب في غزة في أقرب وقت ممكن.

وأوضح "وانج" أن إنقاذ الأرواح وفتح قنوات لإيصال المساعدات الإنسانية هما من الأولويات القصوى، مضيفًا أن السبيل الوحيد لإنهاء الحرب في غزة هو من خلال المفاوضات السلمية وحل الدولتين.

وفي حديثه لـ"القاهرة الإخبارية"، أكد المسؤول الصيني، أن أي مشكلة لا يمكن حلها من خلال عمليات القتل الوحشية والحروب.

وزارة الخارجية الصينية
الفرصة الأخيرة

وبالحديث عن مستقبل العلاقات الصينية الأمريكية، قالت الصحفية الصينية، "ليناج سوو لي" في تصريحات خاصة لموقع "القاهرة الإخبارية"، إن العلاقات بين بكين وواشنطن لا تؤثر بشكل مباشر على رفاهية شعبي البلدين فحسب، بل تؤثر أيضًا على السلام والرخاء العالميين.

وترى "ليانج" أن الصين دائمًا تعتقد أن المنافسة بين القوى الكبرى لا يمكنها حل التحديات العالمية الحالية، وأن مستقبل العلاقات الصينية الأمريكية يعتمد على الجهود المشتركة بين البلدين، معربة عن أملها في أن تحقق زيارة سوليفان للصين تقدمًا ملموسًا في العلاقات بين الجانبين.

وتحدثت الصحفية الصينية، أن السبيل الوحيد لاستمرار العلاقات الصينية الأمريكية في الطريق الصحيح هو الحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة رفيعة المستوى بين الصين والولايات المتحدة لفهم النوايا الاستراتيجية لكل منهما وتجنب سوء التقدير.

فيما قالت "جلوبال تايمز" إن سياسة الصين تجاه الولايات المتحدة لم تتغير، والآن يقع العبء على عاتق الولايات المتحدة للعمل مع الصين لإقامة علاقة ثنائية مسؤولة عن السلام والتنمية في كلا البلدين والعالم.

الصحيفة الصينية أكدت أيضًا، أن تدابير الاحتواء الأمريكية على الصين إذا لم تتم معالجتها بشكل صحيح، فلا يمكن استقرار العلاقات الصينية الأمريكية أو تحسينها.