في خضم الصراع التجاري المتصاعد بين الولايات المتحدة والصين، أصبحت شركة "آي بي إم" أحدث الأسماء الكبيرة التي تتخذ خطوات جذرية لتقليص وجودها في السوق الصينية.
المنافسة تتزايد
يأتي هذا القرار في وقت تتزايد فيه المنافسة على الصعيد التكنولوجي في الصين، حيث تسعى الحكومة الصينية جاهدة لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على التكنولوجيا الغربية.
وأعلنت شركة "آي بي إم" عن خطتها لإغلاق قسم البحث والتطوير التابع لها في الصين، في خطوة ستؤثر على نحو 1000 وظيفة، وفقًا لما أوردته عدة وسائل إعلامية يوم الاثنين، بينها صحيفة "وول ستريت جورنال".
تزايد التوترات
وتأتي هذه الخطوة في ظل تزايد التوترات بين واشنطن وبكين، والتي دفعت العديد من الشركات الأمريكية العملاقة، بما في ذلك مايكروسوفت، إلى البحث عن وجهات بديلة لإدارة عملياتها.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" في وقت سابق من هذا العام، فإن الحكومة الصينية شجعت الشركات المحلية على تجاوز هيمنة التكنولوجيا الأمريكية ودفعها للخروج من السوق، في إطار جهودها لتحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا القطاع الاستراتيجي.
وأكد جاك هيرجينروثر، المدير التنفيذي لشركة "آي بي إم"، لموظفيه خلال اجتماع افتراضي، أن الشركة تواجه منافسة متزايدة في الصين، وهو ما دفعها إلى اتخاذ قرار بنقل عمليات البحث والتطوير إلى منشآت أخرى خارج الصين.
انخفاض الإيرادات
وتشير التقارير إلى أن إيرادات "آي بي إم" في الصين شهدت انخفاضًا بنسبة 19.6% خلال العام الماضي، وهو ما يعكس التحديات المتزايدة التي تواجهها الشركة في السوق الصينية.
ورغم أن "آي بي إم" ليست الشركة الأمريكية الوحيدة التي تنسحب من الصين هذا العام، فقد شهدت الصين في مايو الماضي خطوة مشابهة من شركة "مايكروسوفت"، التي طلبت من مئات موظفيها في الصين النظر في الانتقال إلى دولة أخرى، في ظل تقليص عمليات الحوسبة السحابية وأبحاث الذكاء الاصطناعي في الصين، وفقًا لما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال".
وفي تطور مشابه، بدأت شركات رأس المال الاستثماري الأمريكية في تقليص استثماراتها في الشركات الصينية الناشئة، كما أشارت صحيفة "نيويورك تايمز"، مما يعكس التحولات الكبيرة التي يشهدها مشهد الأعمال بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم.