تستعد الأجواء في المنطقة لمزيد من التوتر مع توقعات إسرائيلية بأن حزب الله اللبناني قد يرد قريبًا على اغتيال فؤاد شكر، القائد العسكري البارز في الجماعة.
تقييم إسرائيلي
وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن حزب الله، بالتنسيق مع إيران، يتحضّر لتنفيذ رد انتقامي، رغم أنها حتى الآن لم تقرر تنفيذ ذلك بشكل مباشر، خاصة بعد اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
يأتي هذا التقييم الإسرائيلي في الوقت الذي قام فيه رئيس الأركان الأمريكي الجنرال تشارلز براون بزيارة مفاجئة للمنطقة، بدأها بالأردن، ومن المتوقع أن يزور دولًا أخرى بالمنطقة من بينها إسرائيل، وفقًا لمسؤولين إسرائيليين.
الافتراض السائد
وذكرت "يديعوت أحرونوت" أن "الافتراض السائد في إسرائيل هو أن إيران ستظل راغبة في الرد، وكذلك حزب الله، حيث تعرّض الإيرانيون لضربة شديدة للغاية، وهي بالضبط نوع الضربات التي لا ينبغي لهم أن يتلقوها من وجهة نظرهم، والتي تمثل انتهاكًا لقدرتهم على الردع، واستعراضًا إسرائيليًا للقوة".
وقال مسؤولون إسرائيليون: "إن رد الفعل من حزب الله لا يتعلق بالضرورة بالمحادثات حول صفقة وقف إطلاق النار، وفي وقت لاحق، قد يكون بمقدورهم استخدام ذلك كذريعة"، مضيفين "أن إسرائيل ليس لديها مصلحة في هذا التصعيد".
استعداد إسرائيلي
وأوضح المسؤولون أن إسرائيل مستعدة لأي سيناريو، وأنه في حالة وقوع هجوم فإن الرد سيكون كبيرًا، بينما تشير التقديرات في إسرائيل إلى أن حزب الله لن يعمل دون موافقة إيران، ولن يتحرك إلا إذا تلقى الضوء الأخضر من طهران.
وعلّق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاجاري على التوترات، في الوقت نفسه الذي تجري فيه المحادثات حول صفقة وقف إطلاق النار في القاهرة، قائلًا: "أمامنا أسبوع مهم، في أعقاب المفاوضات الجارية في القاهرة، والقتال في غزة والحدود الشمالية.. جاهزيتنا عالية جدًا، هجومًا ودفاعًا، وسنواصل العمل لإزالة التهديدات ومحاربة أعدائنا".
وفيما يتعلق بالقتال في شمال إسرائيل، قال هاجاري مخاطبًا سكان الشمال: "أعلم أنكم تعيشون 10 أشهر صعبة للغاية في ظل واقع إطلاق النار والحرائق، ولن نرتاح حتى تعودوا إلى منازلكم سالمين".
إيران تواصل التهديد
ويأتي التقييم الأخير بشأن الهجوم المحتمل لحزب الله، في وقت تتواصل في الخلفية جهود الولايات المتحدة والوسطاء قطر ومصر للتوصل إلى صفقة وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
وخلال القمة نفسها في قطر، قال مصدر مقرّب من حزب الله إن حسن نصر الله لن يهاجم إسرائيل، وفي حديث مع "واشنطن بوست"، أكد أن "الإجراء الانتقامي يمكن أن ينتظر، فهو ليس عاجلًا أو محدودًا بالوقت".
الانتظار الطويل
وقد سبق لـ"نصر الله" أن صرّح بأن انتظار إسرائيل الطويل للانتقام الذي وعد به لتصفية شكر، الذي وصف بأنه "رئيس أركان حزب الله" ويعتبر قريبًا من عصرنا، هو في الواقع جزء من إرهاب حزب الله النفسي وانتقامه.
وفي إيران، يواصلون التهديد بالانتقام، ونشرت وسائل الإعلام الإيرانية، مساء اليوم، مقطع فيديو سُمع فيه قائد الحرس الثوري حسين سلامي وهو يقول ردًا على سؤال حول رد الفعل على اغتيال إسماعيل هنية قائد حركة حماس الراحل: "سوف تسمعون أخبارًا جيدة".