أسقطت القوات الأوكرانية مجموعة من القنابل الانزلاقية أمريكية الصنع، ما أودى بحياة 40 جنديًا روسيًا في كورسك، وفق ما ذكرت مجلة" نيوزويك" الأمريكية.
ولفتت المجلة، إلى شريط فيديو نشرته القوات المسلحة الأوكرانية، يُظهر إسقاط قنابل أمريكية عالية الدقة من طراز" جي بي يو-39" على قاعدة عسكرية روسية في منطقة كورسك، كما أظهرت لقطات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي انفجارات متعددة وأعمدة كثيفة من الدخان الرمادي تتصاعد فوق سماء معقل فصيلة من القوات الروسية.
وأعلن الجيش الأوكراني أنه استخدم قنابل انزلاقية دقيقة أمريكية الصنع لضرب أهداف في منطقة كورسك الروسية. وقال قائد القوات الجوية الأوكرانية، الفريق ميكولا أوليشوك، في فيديو صدر مساء أمس الأول الخميس، إن القنابل من طراز "جي بي يو-39"التي زوّدت الولايات المتحدة بها أوكرانيا، استُخدمت في الهجوم على قاعدة روسية في كورسك، وذلك ضمن عملية تسلل عبر الحدود نفذتها القوات الأوكرانية في 6 أغسطس.
وقالت القوات المسلحة الأوكرانية في بيان نشرته على تليجرام: "أصيبت نقطة مراقبة الطائرات بدون طيار ووحدة الحرب الإلكترونية والمعدات والأسلحة وما يصل إلى 40 عسكريًا روسيًا".
والقنابل الانزلاقية هي قنابل قياسية تم تعديلها بأجنحة وأنظمة ملاحة، ما يسمح لها بالانزلاق نحو الهدف. وتسمح التعديلات للقنابل الانزلاقية بالسفر لمسافات أبعد وتكون أكثر دقة من القنابل غير الموجهة.
وتوغلت القوات الأوكرانية في 6 أغسطس الجاري، في كورسك الروسية، وتسيطر الآن على 93 مستوطنة في المنطقة، بحسب الجيش الأوكراني، الذي استخدم أنظمة صواريخ هيمارس التي زودتها بها الولايات المتحدة وطائرات مسيّرة متفجرة، لضرب المعابر العائمة ومعدات الجسور.
ونقلت " نيوزويك" عن فيكتوريا فدوفيتشنكو، مديرة برنامج دراسات الأمن في مركز استراتيجيات الدفاع، إن الجيش الأوكراني يستخدم القنابل الانزلاقية باعتبارها استخدامًا "جديدًا ومبتكرًا" للمساعدات العسكرية الغربية.
وقالت إن تلك القنابل "تمثل ذخيرة موجهة متعددة الاستخدامات تزن 250 رطلًا ومصممة لمدى ممتد وعمليات في جميع الأحوال الجوية، ليلًا أو نهارًا".
والهدف من صنع القنابل الإنزلاقية صغيرة القطر "جي بي يو-39" أو ما يعرف اختصارًا بـ "إس دي بي" هو توفير القدرة للطائرات على حمل أكبر عدد من القنابل.
ويوفر نظام "إس دي بي" عربة ذكية تحمل أربع قنابل موجهة جو-أرض يبلغ وزن كل منها 250 رطلًا، قادرة على استهداف أهداف ثابتة. وقالت فدوفيتشنكو إن "هذه القنبلة تمثل تقدمًا كبيرًا للجيش الأوكراني".
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن عمليات التوغل في كورسك تهدف إلى إنشاء منطقة عازلة لمنع المزيد من الهجمات من قبل موسكو عبر الحدود.
وتهدف العملية أيضًا إلى إجبار روسيا على إعادة نشر قواتها من خطوط المواجهة في أوكرانيا إلى منطقة كورسك، وهو ما قد يؤثر على وتيرة وآفاق الجهود الهجومية في أوكرانيا.
وقالت فدوفيتشنكو لنيوزويك: "إن إعادة نشر الاحتياطيات في منطقة كورسك قد يؤثر على وتيرة العمليات الهجومية الروسية في اتجاهات أخرى، لكن الأمر سيستغرق عدة أسابيع لرؤية هذا التأثير".
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، عن مسؤولين أمريكيين، أنه بعد مرور أكثر من أسبوعين على التوغل الأوكراني في مناطق غربي روسيا، وبدء سياسيين أوكرانيين الحديث عن إنشاء منطقة عازلة، يظل مدى التقدم الأوكراني أو مدة بقاء قوات كييف في تلك المناطق الروسية أمرًا "غير واضح".
وقد أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، أمس الجمعة، حزمة مساعدات أمنية جديدة لدعم أوكرانيا.
وهذه الحزمة هي الدفعة الرابعة والستين من المساعدات التي تقدمها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، من مخزون وزارة الدفاع الأمريكية لأوكرانيا منذ أغسطس عام 2021.
وتقدر قيمة الحزمة بنحو 125 مليون دولار، وتشمل ذخائر لأنظمة الصواريخ المدفعية عالية الحركة "هيمارس"، والذخيرة المخصصة للمدفعية عيار 155 ملم و105 ملم، إلى جانب ذخيرة للأسلحة الصغيرة.