الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مودي يزور كييف.. هل تنجح الوساطة الهندية في إنهاء الحرب بأوكرانيا؟

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في كييف

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

أجرى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، زيارة تاريخية إلى كييف، أمس الجمعة، وأخبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أنه مستعد للعمل "كصديق" للتوصل إلى اتفاق سلام من شأنه أن ينهي الحرب في أوكرانيا، وفق ما ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية

وحسب الصحيفة، قال مودي لدى وصوله كييف، إنه "يحترم ويدعم سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها. هذه هي أولويتنا القصوى"، مضيفًا أنه أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائهما في يوليو الماضي، أن "المشاكل لا يمكن حلها في ساحة المعركة"، وأن "الحرب لا يمكن أن تنتهي إلا من خلال الحوار والدبلوماسية".

وتعد زيارة مودي لكييف هي الأولى لزعيم هندي إلى أوكرانيا منذ استقلالها عن الاتحاد السوفييتي عام 1991. وتأتي الزيارة في وقت تحتدم فيه الحرب الروسية الأوكرانية، حيث لا تزال القوات الأوكرانية في منطقة كورسك غرب روسيا منذ توغلها في 6 أغسطس الجاري، بينما تحقق القوات الروسية تقدما بطيئًا شرق أوكرانيا.

كما تأتي بعد زيارة قام بها مودي لموسكو الشهر الماضي، وتزامنت مع هجوم صاروخي روسي عنيف على أوكرانيا أصاب مستشفى للأطفال. وأثارت تلك الزيارة انتقادات حادة من زيلينسكي الذي أعرب عن خيبة أمله بسببها ووصفها بـ"الضربة المدمرة لجهود السلام".

وانتقدت الهند، التي تربطها علاقات اقتصادية ودفاعية وثيقة مع موسكو، علنا مقتل الأبرياء في الحرب. لكنها عززت أيضا علاقاتها الاقتصادية مع موسكو بعد أن فرضت دول غربية عقوبات على روسيا وقطعت العلاقات التجارية معها بسبب الحرب في أوكرانيا.

وأصبحت المصافي الهندية، التي نادرًا ما كانت تشتري النفط من موسكو في الماضي، من أكبر عملاء النفط الروسي المنقول بحرًا. ويمثل النفط الروسي أكثر من خمسي واردات الهند من الخام، وفقًا لرويترز.

ويسعى مودي إلى تقديم حكومته باعتبارها وسيط سلام محايد، وحضرت الهند قمة السلام الأوكرانية في سويسرا في يوليو، لكنها لم توقع على بيان.

وأمس الجمعة، احتضن زيلينسكي مودي بحرارة ووصف دعمه للسلام في أوكرانيا بأنه "حاسم". وكتب زيلينسكي على موقع "إكس: " اليوم، تم صنع التاريخ". وأشار إلى أن زيارة مودي "الودية" و"الرمزية" جاءت عشية احتفالات يوم استقلال أوكرانيا.

ووقف الزعيمان معًا أمام نصب تذكاري لأطفال أوكرانيا لقوا حتفهم في الحرب. وقالت وزارة الخارجية الهندية إنهما ناقشا في المحادثات الرسمية صيغة السلام المكونة من عشر نقاط التي قدمها زيلينسكي للمجتمع الدولي. وتتضمن الخطة انسحاب القوات الروسية من المناطق التي تسيطر عليها في أوكرانيا.

وحاولت عدة قوى أخرى، بدءًا بالصين، منذ بداية الحرب، القيام بدور الوسيط لوضع حد لهذه الحرب التي تخل بالتوازن الجيوسياسي العالمي. لكن بدون تحقيق نجاح حتى الآن طالما أنه لا يمكن التوفيق بين مطالب الطرفين.

وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن وقف إطلاق النار وإجراء محادثات لن يكونا ممكنين إلا إذا تنازلت كييف عن المناطق التي أعلنت روسيا ضمها وتخلت عن رغبتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وهما شرطان غير مقبولين بالنسبة لأوكرانيا وحلفائها الغربيين.

وألقى الهجوم الأوكراني المباغت على الأراضي الروسية في 6 أغسطس في منطقة كورسك الحدودية بشكوك إضافية حول إمكانية التوصل إلى تسوية، فيما تواصل القوات الروسية في موازاة ذلك تحقيق مكاسب ميدانية في شرق أوكرانيا.

وأعلنت كييف ان هذه العملية يفترض أن تشكل وسيلة ضغط من أجل إجراء مفاوضات "عادلة". لكن الكرملين أكد في مطلع الأسبوع أنه من غير الوارد بدء مفاوضات وسط هذا الهجوم على الأراضي الروسية.

ويستعد المسؤولون الأوكرانيون لتنظيم قمة سلام ثانية هذا العام، وهم حريصون على إشراك دول الجنوب العالمي. واستقطبت القمة الأولى، التي عقدت في سويسرا في يونيو الماضي، عشرات الوفود بما في ذلك من الهند، ولكن دون مشاركة من الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وقال ميخايلو بودولياك، المستشار في مكتب الرئيس الأوكراني، إن المناقشات التي جرت، أمس الجمعة، في كييف كانت مهمة لأن دلهي "لديها بالفعل تأثير معين" على موسكو. وقال لرويترز "من المهم للغاية بالنسبة لنا أن نبني علاقات فعالة مع مثل هذه الدول، وأن نشرح لها ما هي النهاية الصحيحة للحرب - وأن هذا يصب في مصلحتها أيضًا".