الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

كينيدي يدعم ترامب.. كواليس تحول ولاء سليل العائلة الديمقراطية للجمهوريين

  • مشاركة :
post-title
دونالد ترامب يصافح روبرت كينيدي

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

أعلن المرشح الرئاسي المستقل روبرت كينيدي جونيور، أمس الجمعة، تعليق حملته لانتخابات الرئاسة ودعم المرشح الجمهوري دونالد ترامب، مشيرًا إلى أنه سيسحب اسمه من بطاقات الاقتراع في الولايات المتأرجحة.

وقال كينيدي في خطاب في فينيكس بأريزونا، أمس الجمعة، إن استطلاعاته الداخلية أظهرت أن وجوده في السباق سيضر بترامب ويصب في مصلحة المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، رغم أن الاستطلاعات العامة الأخيرة لا تشير بوضوح إلى تأثير كبير له على دعم أي من مرشحي الحزبين الرئيسيين، وفق وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.

وبهذه الخطوة، أصبح روبرت كينيدي الشخص الأول من عائلة كينيدي ذات التقاليد الديمقراطية، الذي ينضم إلى الحزب الجمهوري ويساند مرشحها بعدما قرر المشاركة في الانتخابات الرئاسية في 2023 تحت ألوان الحزب الديمقراطي، ثم أعلن ترشحه مستقلًا بعد إعلان الرئيس جو بايدن نيته خوض السباق الرئاسي، قبل أن ينسحب لصالح نائبته كامالا هاريس. 

وقوبل إعلان روبرت كينيدي بالاستياء من عائلته الديمقراطية، وبعض أنصاره، وفق ما ذكرت صحيفة" الجارديان" البريطانية. 

ونشرت حملة هاريس بيانًا حاولت فيه استمالة المصوتين المؤيدين لكينيدي، بينما أكدت حملة ترامب في بيان أن الدعم للمرشح الجمهوري سيشهد "دفعة" في "كل ولاية متأرجحة".

وذكر كينيدي أن خطوة انسحابه من سباق الرئاسة الأمريكية جاءت بعد محادثات مع ترامب خلال الأسابيع القليلة الماضية. وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن كينيدي تحدث مع ترامب عن تأييد حملته وتولي وظيفة في إدارته، للإشراف على مجموعة من القضايا لا سيما "الصحية والطبية"، وفق تعبير الصحيفة.

وجاء في تقرير الصحيفة، أن ترامب كان مهتمًا بكينيدي حتى رغم انتقاده العلني له"، وفق ما نقلته عن أشخاص مطلعين على الأمر. وكشفت أن المناقشات بين الرجلين "تضمنت مناصب محتملة يمكن أن يمنحها كينيدي في إدارة ترامب، سواء على مستوى الوزارة أو المناصب التي لا تتطلب تأكيدا من مجلس الشيوخ".

ولفتت" واشنطن بوست" إلى أن كينيدي كان يبحث عن عملية مقايضة، بمعنى أنه يقبل أن يتخلى عن ترشحه لخوض غمار الانتخابات مقابل حصوله على منصب في الإدارة الأمريكية، وقد اتصل بكامالا هاريس، لكن هذه الأخيرة رفضت الطلب.

وتكهنت وسائل إعلام أمريكية أن يتولى روبرت كينيدي "بعض الإشراف" على واحدة من الوكالات الحكومية، بما في ذلك وكالة المخابرات المركزية "سي أي إيه" ومكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي"، إذا عاد ترامب إلى البيت الأبيض لولاية ثانية في نوفمبر.

وامتدح ترامب كينيدي واصفًا إياه "بالرجل العبقري" قائلًا إنه "مستعد أن يمنحه منصبًا في إدارته حال فوزه بالانتخابات الرئاسية". لكن مراقبين استبعدوا أن يحصل كينيدي على منصب في إدارة ترامب، حال فوز الأخير برئاسة الولايات المتحدة في نوفمبر المقبل، مشيرين إلى أن ترامب يلعب على حبل الوعود تمامًا كما فعل مع حاكم نيوجرسي وعمدة نيويورك، حيث وعدهما بمناصب في إدارته السابقة لكنه لم يفعل.

ويعد "النقص في التمويل من بين الأسباب الرئيسية التي جعلت روبرت كينيدي يميل إلى معسكر دونالد ترامب"، وفق تحليل بيير بورجوا، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الكاثوليكية الواقعة غرب باريس.

وحسب تحليل بورجوا، لم يستطع كينيدي أن يظهر بما فيه الكفاية في الحملة الانتخابية وينظم مهرجانات كبيرة بسبب نقص التمويل والدعم المالي.

كما واجه أيضًا مشكلة أخرى في منتصف شهر أغسطس الجاري مع قاض من نيويورك رفض أن يصادق على ترشحه بحجة أن العنوان الشخصي الذي دونه في ملفه الإداري "وهمي". وعلى الرغم من أن روبرت كيندي قام باستئناف الحكم، لكن يبدو أن هذا "المشكل القانوني" عجل أيضًا من قراره بالانسحاب، وفق بورجوا

وعرف روبرت كينيدي تقهقرًا في استطلاعات الرأي بعدما أعلن بايدن انسحابه من المسابقة الانتخابية. لكن على الرغم من ذلك، ما زال يحتفظ بنحو 3 % من الناخبين المستعدين للتصويت لصالحه وفق استطلاع للرأي أجرته صحيفة " ذا هيل".

وهذه النسبة يمكن أن تكون حاسمة بالنسبة للمرشحين كامالا هاريس ودونالد ترامب اللذين يسعيان إلى الوصول إلى البيت الأبيض. وبالنسبة لترامب، في حال استفاد من أصوات روبرت كينيدي، فهذا سيكون بمثابة "غنيمة حرب".

ووفق استطلاع للرأي نشرته مجلة "نيوزويك" فإن انسحاب روبرت كينيدي من السباق الرئاسي سيفقد بعض الأصوات لترامب ويسمح لكامالا هاريس أن تحتل الصدارة في الولايات "المتأرجحة" خاصة في نيفادا وكارولينا الشمالية.

وحتى الآن من بين الولايات "المفتاحية السبع"، لم يتمكن روبرت كينيدي أن يتواجد إلا في أربعة منها وهي أريزونا ونيفادا وميشيجان وكارولينا الشمالية، وفي هاتين الأخيرتين، يستفيد من دعم 2 % فقط من الناخبين وفق توقعات أجرتها شبكة "سي بي إس"، أي عدد قليل جدا من الأصوات التي لا يمكن في نهاية المطاف أن تؤثر على نتائج الانتخابات.