حوّلت حادثة طعن احتفال مدينة زولينجن الألمانية بمرور 650 عامًا على تأسيسها إلى مأساة مروعة، إذ أسفر الهجوم عن مقتل وإصابة العديد من الأشخاص، ما أثار الذعر والحزن في أنحاء المدينة والبلاد.
ووفقًا لوكالة الأنباء الألمانية، اندلع العنف في قلب المهرجان الذي كان يحتفل بمرور 650 عامًا على تأسيس المدينة، وأفادت مصادر الشرطة أن المهاجم استخدم سكينًا في هجومه العشوائي. على المحتفلين.
وفي تفاصيل أكثر دقة، ذكرت صحيفة "بيلد" الألمانية أن ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص لقوا حتفهم، بينما أصيب العديد من الأشخاص الآخرين بجروح متفاوتة الخطورة، ووقع الهجوم في نحو الساعة 9:45 بالتوقيت المحلي، في الوقت الذي كان المهرجان في ذروة نشاطه.
وأضافت الصحيفة، نقلًا عن شهود عيان، أن المهاجم لا يزال طليقًا بعد تنفيذ جريمته، ما أثار حالة من الذعر والارتباك بين الحاضرين.
وفي وقت لاحق، أفادت الشرطة الألمانية بفرار المشتبه به في تنفيذ عملية الطعن.
وفقًا لصحيفة "زولينجر تاجبلات" المحلية، لم يدرك العديد من الحاضرين في المهرجان وقوع الهجوم حتى اعتلى منظمو الحدث المسرح في الساعة العاشرة لإعلان إلغاء الفعالية، وطُلب من الحاضرين مغادرة المكان بهدوء وعدم الذعر أثناء خروجهم.
وقال لارس برايتزكه، أحد الشهود، للصحيفة المحلية: "عرفت أن شيئًا خاطئًا حدث عندما رأيت تعبيرًا غريبًا على وجه المغني على المسرح."
استنفار أمني
فور وقوع الهجوم، شهدت المدينة الألمانية استنفارًا أمنيًا واسع النطاق لم تشهده من قبل، إذ أفادت التقارير الإعلامية المحلية بأن الشرطة أعلنت حالة الطوارئ القصوى في المدينة، وانتشرت قوات كبيرة من الضباط المسلحين في موقع الهجوم وحوله.
وشوهدت مروحيات الشرطة تحلق في سماء المدينة، في محاولة لتعقب المهاجم الفار ومراقبة الوضع من الجو.
كما تم اتخاذ إجراءات أمنية مشددة في جميع أنحاء المدينة، من بينها إغلاق أجزاء كبيرة من وسط المدينة وإقامة حواجز أمنية على مداخلها الرئيسية.
وأفادت هيئة الإذاعة والتلفزيون الألمانية (إيه آر دي) أن شرطة مدينة دوسلدورف المجاورة تولت زمام التحقيقات في الحادث، مما يشير إلى خطورة الوضع وحجم الموارد التي تم تخصيصها للتعامل مع هذه الأزمة.
من جهته، عبّر تيم كورتسباخ، رئيس بلدية زولينجن، عن صدمته العميقة إزاء الحادث، وكتب على صفحة المدينة على فيسبوك قائلًا: "الليلة، نحن جميعًا في زولينجن في حالة صدمة ورعب وحزن شديد، أردنا الاحتفال بذكرى تأسيس مدينتنا معًا، والآن لدينا قتلى وجرحى نبكيهم، يتمزق قلبي لأن هجومًا وقع على مدينتنا، لديّ دموع في عيني عندما أفكر في أولئك الذين فقدناهم، أصلي من أجل كل من يكافح من أجل حياته".
توقف الحياة
كان من المقرر أن يستمر "مهرجان التنوع" الذي بدأ أمس الجمعة ويستمر حتى غدًا الأحد، احتفالًا بالذكرى الـ650 لتأسيس مدينة زولينجن، وتضمن البرنامج فعاليات موسيقية وترفيهية متنوعة في شوارع المدينة، إلا أن هذا الحادث المأساوي أدى إلى إلغاء الاحتفالات وإغراق المدينة في حالة من الحزن والصدمة.
وتشير التقارير الأولية إلى أن الحياة في زولينجن، التي تقع على بعد نحو 25 كيلومترًا شرقي دوسلدورف وشمال شرقي كولونيا، تأثرت بشكل كبير، إذ تم إغلاق العديد من المحال التجارية والمؤسسات العامة بعد الهجوم، كما تم تعزيز الإجراءات الأمنية في جميع أنحاء المدينة، مما خلق حالة من التوتر والقلق بين السكان.