ثار بركان في جنوب غرب أيسلندا للمرة السادسة منذ ديسمبر، حيث قذف الحمم البركانية عبر شق جديد في شبه جزيرة ريكيانيس، وتُظهر الانفجارات التحدي الذي تواجهه الدولة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 400 ألف نسمة، إذ يحذر العلماء من أن شبه الجزيرة قد تواجه ثوران براكين متكررة لعقود أو حتى قرون.
وفقًا لوكالة "رويترز"، قدرت المنظمة البحرية الدولية في البداية طول الشق بنحو 1.4 كيلومتر، وأضافت في بيان لاحق أنه امتد إلى 3.9 كيلومتر في 40 دقيقة. وقالت إنه لا يزال هناك نشاط زلزالي كبير عند الطرف الشمالي للشق بعد أكثر من ساعة من بدء الثوران.
وأظهرت صور فيديو ثوران الحمم البركانية البرتقالية من شق طويل، مما أدى إلى تصاعد دخان متصاعد في سماء الليل. وقال مكتب الأرصاد الجوية الأيسلندي في بيان له "بدأ ثوران بركاني وانفتح شق شرقي سيلينجارفيل، مضيفًا أن الثوران بدأ في الساعة 9.26 مساءً بالتوقيت المحلي بعد سلسلة من الزلازل.
ووفقًا للمنظمة البحرية الدولية، تم تسجيل زلزال بقوة 4.0 درجة في الساعة 10.37 مساءً. وقالت الشركة الوطنية للمطارات وخدمات الملاحة الجوية في أيسلندا "إيسافيا" إن الرحلات الجوية من وإلى أيسلندا تعمل بشكل طبيعي على الرغم من استمرار الثوران.
انتهى أحدث ثوران بركاني في شبه جزيرة ريكيانيس التي يسكنها 30 ألف شخص أو ما يقرب من 8٪ من إجمالي سكان البلاد، في 22 يونيو بعد قذف نوافير من الصخور المنصهرة لمدة 24 يومًا.
منذ عام 2021، كان هناك تسعة ثورات بركانية في شبه الجزيرة بأيسلندا التي تضم 33 نظامًا بركانيًا نشطًا، وهو أعلى رقم في أوروبا، بعد إعادة تنشيط الأنظمة الجيولوجية التي كانت خاملة لمدة 800 عام.
وردًا على ذلك، قامت السلطات ببناء حواجز لإعادة توجيه تدفقات الحمم البركانية بعيدًا عن البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك محطة الطاقة سفارتسينجي، ومنتجع بلو لاجون الصحي، وقرية "جريندافيك" للصيد.
تم إخلاء معظم سكان بلدة "جريندافيك" البالغ عددهم 4 آلاف نسمة في نوفمبر قبل ثوران البركان في ديسمبر، وبينما سُمح للسكان منذ ذلك الحين بالعودة بين الانفجارات، اختار عدد قليل منهم البقاء هناك طوال الليل.
وحذرت المنظمة البحرية الدولية لأسابيع من احتمال حدوث ثوران آخر وقالت قبل أيام، إن النشاط الزلزالي يشير إلى تراكم الضغط لتراكم الصهارة تحت "سفارتسينجي"، حيث توجد محطة طاقة تزود حوالي 30 ألف شخص بالكهرباء والمياه في شبه الجزيرة. وتم إخلاء المحطة وتشغيلها عن بعد إلى حد كبير منذ أول ثوران في المنطقة في ديسمبر.