الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

علاقة مشبوهة.. كتاب "ماكماستر" يكشف سيطرة بوتين على ترامب

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

كشف كتاب جديد بعنوان "في حالة حرب مع ذاتنا: جولة واجبي في البيت الأبيض لترامب"، للجنرال المتقاعد إتش. آر. ماكماستر، مستشار الأمن القومي السابق للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، عن تفاصيل صادمة حول طبيعة العلاقة بين الرئيس الجمهوري ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.

ووفقًا للكتاب، نجح بوتين في الاستحواذ على ترامب من خلال استغلال "أنانية وضعف شخصيته"، حسب وصف الكاتب، ما منحه نفوذًا شبه مطلق على الرئيس الأمريكي السابق، وفقًا لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية.

استغلال ضعف ترامب

وشرح "ماكماستر" في كتابه كيف لم يتمكن من فهم "سيطرة بوتين" على ترامب بعد أكثر من عام في منصبه مستشارًا للأمن القومي، إذ كانت هذه السيطرة واضحة بشكل خاص في أعقاب الهجوم السام على سيرجي سكريبال، الضابط الروسي السابق المنشق عن الاستخبارات، وابنته في المملكة المتحدة في مارس 2018.

وفي الوقت الذي كان القادة الغربيون الآخرون يخططون لاستجابة قوية لمحاولة الاغتيال، جلس ترامب في البيت الأبيض، مشيرًا إلى تقرير في صحيفة "نيويورك بوست" بعنوان "بوتين يُطلق الثناء على ترامب ويهاجم السياسة الأمريكية"، وطلب من ماكماستر إرسال هذا المقال للرئيس الروسي.

وكشف "ماكماستر" أن هذا التصرف كان جزءًا من محاولة استراتيجية من بوتين لاستغلال الرئيس الأمريكي السابق، وإحداث الفُرقة بين ترامب ومستشاريه الذين كانوا يدعون لموقف أكثر صرامة تجاه الكرملين.

علاقة مشبوهة

وقال الكاتب إن بوتين، وهو "قائد شرطي سابق في الاتحاد السوفييتي"، استغل "أنانية وضعف ترامب" من خلال المديح، إذ وصفه بأنه "شخصية ممتازة وموهوبة بلا شك"، ما أظهر ضعف ترامب تجاه هذا النهج، وإيمانه بأنه وحده القادر على إقامة علاقة جيدة مع بوتين.

وأوضح ماكماستر أن ترامب، مثل سلفيه جورج دبليو بوش وباراك أوباما، كان متفائلًا بشكل مفرط في قدرته على تحسين العلاقات مع بوتين.

لقاء سابق بين ترامب وبوتين
ترامب والتحقيق الروسي

وأوضح الكاتب أن ترامب أصبح مُنهمكًا بتقرير المحقق الخاص روبرت مُولر حول التدخل الروسي في انتخابات عام 2016 إلى درجة أنه كان من الصعب على ماكماستر إجراء أي مناقشات حول بوتين أو روسيا عمومًا مع الرئيس.

وأشار ماكماستر إلى أنه عندما لاحظ في مؤتمر أمني عُقد فبراير 2018 في ميونيخ أن مُولر وجّه لائحة اتهام ضد ما يزيد على 10 من الوكلاء الروسيين بسبب التدخل في الانتخابات، ردّ ترامب بتغريدة سخرية مفادها أن الجنرال "فشل" في الإشارة إلى أن نتيجة الانتخابات لم تتأثر بالجهود الروسية.

وكان هذا واحدًا من عدة هجمات من ترامب أشارت إلى تصاعد التوتر مع ماكماستر، معظمها حول روسيا، والتي أدت في النهاية إلى إقالته بعد شهر واحد تقريبًا.

الموقف المستقل

أكد الكاتب أنه على عكس العديد من المسؤولين السابقين في إدارة ترامب الذين أصبحوا منتقدين حاقدين للرئيس الأمريكي السابق بعد مغادرته المنصب، لم ينضم ماكماستر إلى هذا الصف، وأكد الجنرال المتقاعد، في كتابه، أنه ظل محايدًا سياسيًا طوال فترة خدمته في البيت الأبيض، مركزًا فقط على تحقيق مصالح الولايات المتحدة.

وأوضح ماكماستر أن الهدف من وراء الكتاب كان تجاوز ما وصفه بـ"الحزبية المفرطة" وشرح ما حدث بالفعل خلال فترة عمله مستشارًا للأمن القومي.

وعلى الرغم من انتقادات الكتاب لترامب وعلاقته المشبوهة مع بوتين، فإن ماكماستر لم يلجأ إلى هجوم سياسي ضد الرئيس السابق كما فعل آخرون.

ويؤكد هذا الموقف المستقل لماكماستر رغبته في تقديم رواية حقيقية وموضوعية لما دار في الكواليس خلال فترة عمله في البيت الأبيض، بعيدًا عن الأجندات الحزبية والتعصب السياسي، فبدلًا من الانضمام إلى صفوف المعارضين الغاضبين، فضّل الجنرال المتقاعد إلقاء الضوء على الحقائق دون إصدار أحكام مسبقة.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن هذا الموقف المستقل لماكماستر يعزز من مصداقية ما جاء في كتابه، ويجعل من روايته مصدرًا موثوقًا للتفاصيل الداخلية حول علاقة ترامب بالرئيس الروسي، بعيدًا عن الدوافع السياسية أو الانتقامية التي قد تشوب رواية البعض الآخر.

لقاء ترامب وبوتين خلال قمة مجموعة العشرين 2019
أكبر كذاب

وفقًا لما جاء في الكتاب، سبق أن أبلغ ماكماستر الرئيس الأمريكي بأن بوتين "خدع سابقيه"، وأنه "أكبر كذاب في العالم"، مؤكدًا أن الزعيم الروسي واثق من قدرته على "خداع" ترامب والحصول على ما يريده بسهولة، بما في ذلك تخفيف العقوبات وانسحاب القوات الأمريكية من سوريا وأفغانستان، من خلال وعود غامضة بـ"علاقة أفضل".

وأشار ماكماستر إلى أنه أدرك أن ترامب أصبح متلهفًا لوجهة نظره "السلبية"، لكنه أكد أنه قال ما كان يجب قوله، وقال إنه كان يأمل أن يكون ترامب متعارضًا مع الديكتاتور الروسي، وليس معه.

وكشف ماكماستر أنه كان "يسبح عكس التيار" مع ترامب بشأن بوتين وروسيا منذ البداية، وأضاف أن خلفه في منصب مستشار الأمن القومي جون بولتون، أيضًا انتهى به الأمر إلى الانقسام مع الرئيس، وأصبح واحدًا من بين العديد من المسؤولين السابقين في الإدارة الذين أدانوا جهود ترامب لإعادة انتخابه.