حظيت ميشيل أوباما، زوجة الرئيس الأسبق باراك أوباما، بإشادة واسعة النطاق بعد أن وجهت هجومًا حادًا للرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، في خطاب ألقته ضمن المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي.
وسخرت السيدة الأولى السابقة من "ترامب" واستخفت باستغلاله للعِرق لتحقيق مكاسب سياسية، في خطاب استمر 20 دقيقة، استقبله المندوبون الديمقراطيون ببهجة في شيكاغو، مسقط رأسها.
وقالت "أوباما" للحاضرين: "لسنوات، بذل دونالد ترامب كل ما في وسعه لمحاولة جعل الناس يخافون منّا.. لقد جعلته نظرته المحدودة والضيقة للعالم يشعر بالتهديد من وجود شخص ناجح ومتعلم تعليمًا عاليًا ومجتهد، وهو من السود"، في إشارة إلى عداء ترامب المعروف لزوجها باراك أوباما، بما في ذلك الترويج لنظرية مؤامرة مفادها أنه وُلد خارج الولايات المتحدة.
واستخدم "ترامب" مؤخرًا تعبير "الوظائف السوداء" في مناظرة تلفزيونية مع الرئيس الحالي جو بايدن في يونيو، لوصف التهديد الاقتصادي الذي زعم أنه يشكله المهاجرون غير الشرعيين على الأمريكيين من أصل إفريقي.
وتساءلت "أوباما" في خطابها: "أريد أن أعرف، من سيخبره أن الوظيفة التي يبحث عنها حاليًا قد تكون مجرد واحدة من تلك الوظائف المخصصة للسود؟"، وهو الرد الذي أثار هتافات في المؤتمر، والثناء على وسائل التواصل الاجتماعي.
ولم يكن هذا مجرد سخرية لاذعة من ترامب، بل إنها قلبت الطاولة عليه باستخدام مصطلح "العمل الإيجابي"، وهي عبارة تُطبق عادة على مخططات الحصص العنصرية التي تفرضها الحكومة، والتي انتقدها الجمهوريون اليمينيون بشدة، في إشارة إلى الثروة الموروثة للرئيس السابق باعتباره ابنًا لقطب عقارات ناجح.
وفي سخرية جانبية أخرى، بدت وكأنها تحاكي نزول الرئيس السابق الشهير على سلم متحرك ذهبي في برج ترامب في عام 2015 لإطلاق حملة رئاسية سابقة، من خلال الإشارة إلى العقبات التي يواجهها العديد من السود وغيرهم من الأمريكيين في حياتهم اليومية.
وقالت أوباما: "إذا رأينا جبلًا أمامنا، فلا نتوقع أن يكون هناك سلم متحرك ينتظرنا ليأخذنا إلى القمة"، وأشارت بشكل عابر إلى تصريحها السابق "نحن نذهب عاليًا"، الذي أدلت به في خطاب في المؤتمر الديمقراطي لعام 2016، من خلال تصوير ترامب على أنه غير مهم واقترحت أن نهجه هو "الذهاب إلى الأشياء الصغيرة".
التفاف ديمقراطي
وأشادت راشيل مادو، على قناة "إم إس إن بي سي" بها، قائلة إنها "واحدة من أفضل الخطب التي رأيتها في المؤتمرات الحزبية من قِبَل أي شخص في أي ظرف من الظروف، كانت دقيقة وعميقة ومثيرة للتفكير ومفاجئة.. خطاب مذهل".
ووصفت صحيفة "بوليتيكو" نهج المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس تجاه ترامب، ونهج ميشيل أوباما في خطابها الذي أعقب خطابها مباشرة، إذ بدا وكأنه يلمح إلى هوس ترامب بحجم الحشود بأنه "جعله صغيرًا".
وعلى النقيض من ذلك، حاولت حملة بايدن لفترة طويلة تصوير الرئيس الجمهوري السابق كشخصية قوية لدرجة أنه قد يشكل تهديدًا للديمقراطية نفسها.