قصفت القوات الروسية بلدات ومدنًا في شرق أوكرانيا وجنوبها، اليوم الثلاثاء، بعد يوم من تصريح سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي بأن على كييف أن تقبل مطالب موسكو بإنهاء الأزمة، وإلا عليها أن تتجرع مرارة الهزيمة في ساحة المعركة، وفقًا لوكالة "رويترز".
مطالب روسيا
تشمل مطالب روسيا، أن تعترف أوكرانيا باستيلاء روسيا على خُمس أراضيها، في المقابل تعهدت كييف، التي تتلقى السلاح والدعم من الولايات المتحدة و"الناتو"، باستعادة جميع أراضيها المحتلة وطرد جميع الجنود الروس.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية، إن القتال كان محتدمًا بشكل خاص حول مدينة بخموت الاستراتيجية الشرقية في إقليم دونيتسك، ومدينة سفاتوفو الواقعة شمال منطقة لوجانسك. في آخر تحديث لها حول الوضع في أوكرانيا، إذ تقول روسيا إن منطقتي دونيتسك ولوجانسك اللتين تكونان منطقة دونباس الصناعية، بالإضافة إلى منطقتين في جنوب أوكرانيا، أراضٍ تابعة لها.
وقال وزير الخارجية الروسي، في وقت متأخر، أمس الاثنين: "يعلم العدو جيدًا مقترحاتنا لنزع السلاح والقضاء على النازية في الأراضي التي يسيطر عليها النظام وإزالة التهديدات النابعة من هناك لأمن روسيا، بما في ذلك أراضينا الجديدة"، وتابع موجهًا حديثه للأوكرانيين: "الأمر بسيط: نفذوه من أجل مصلحتكم وإلا فإن الجيش الروسي سيحسم الأمر"، وذلك وفقًا لوكالة الأنباء الروسية "تاس".
رفض أوكراني غربي
وترفض كييف وحلفاؤها الغربيون موقف روسيا، ويقولون إن التحركات الروسية ما هي إلا استيلاء استعماري على الأراضي في أوكرانيا، وقاموا بفرض عقوبات واسعة النطاق على روسيا، بما يشمل فرض مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي وأستراليا سقف أسعار للنفط الروسي عند 60 دولارًا للبرميل بدأ سريانه في الخامس من الشهر الجاري، للحد من قدرة روسيا على تمويل عملياتها.
اعتراف روسي
في المقابل، قال وزير المالية الروسي، أنطون سيلوانوف، اليوم الثلاثاء، إن عجز الميزانية الروسية ربما يزيد على 2 في المئة من الناتج القومي في 2023، إذ يضغط سقف أسعار النفط على الدخل من الصادرات، وقالت "رويترز" إن هذا أوضح اعتراف روسي حتى الآن بأن سقف الأسعار ربما يؤثر على الموارد المالية.
وتسعى روسيا، الآن لتحقيق انتصار في ساحة المعركة، بالاستيلاء على بخموت، وهي مدينة صناعية بلغ تعدادها السكاني قبل بدء الأزمة 70 ألف نسمة، وهو تعداد تقلص الآن إلى نحو عشرة آلاف نسمة أغلبهم من كبار السن، ومن شأن السيطرة عليها، منح روسيا نقطة انطلاق للتقدم نحو مدينتين أكبر، هما كراماتورسك وسلوفيانسك.
وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، اليوم الثلاثاء، إن قواتها صدت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية هجمات روسية استهدفت تجمعين سكنيين بمنطقة لوجانسك وستة تجمعات أخرى بمنطقة دونيتسك، مشيرة إلى أن القصف الروسي استمر في مدينة خيرسون في جنوب أوكرانيا وفي منطقة زابوريجيا وتجمعات سكنية في منطقة خاركيف في شمال شرقي البلاد بالقرب من الحدود الروسية.
هجوم داخل الأراضي الروسية
وفي أحدث هجوم بهدف كشف الثغرات في الدفاعات الجوية الروسي، اخترقت طائرة مسيّرة، يُعتقد أنها أوكرانية، المجال الجوي الروسي، أمس الاثنين، وتوغلت لمئات الكيلومترات، مما تسبب في انفجار أسقط عددًا من القتلى في إحدى القواعد الرئيسية التي تطلق منها روسيا قاذفات قنابل على أوكرانيا، وأشارت روسيا إلى أنها أسقطت الطائرة المسيّرة.
وتقع قاعدة إنجلز الروسية، حيث قُتل ثلاثة عسكريين، وهي الموقع الرئيسي للقاذفات التي تقول أوكرانيا إن روسيا تستخدمها لمهاجمة البنية التحتية المدنية لديها، على بُعد مئات الكيلومترات من الحدود الأوكرانية.
ولم تعقّب أوكرانيا على الحادث إذ اعتادت عدم التعليق على الحوادث التي تقع داخل روسيا، وتعرضت القاعدة نفسها لهجوم ما يشتبه أنها طائرة مسيّرة أخرى في الخامس من الشهر الجاري.