كشفت صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية، أن المنشورات التي تشارك الهوية الزائفة للمشتبه به في حادث طعن "ساوثبورت" تمت مشاهدتها على الأقل 420 ألف مرة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وضربت إنجلترا سلسلة من أعمال الشغب العنصرية في المدن والبلدات بعد مشاركة معلومات خاطئة عبر الإنترنت، في أعقاب مقتل ثلاثة فتيات في حفل في 29 يوليو.
وتناولت "ذي إندبندنت" البيانات حول انتشار انتشرت المعلومات المضللة كالنار في الهشيم في غضون ساعات، إذ التقطها آلاف المستخدمين الأفراد وتداولها بين المجتمعات.
وظهرت آلاف المنشورات على منصات التواصل الاجتماعي المتعددة التي نشرت اسمًا وهوية زائفة للمتهم الشاب "علي الشكاتي"، طالب اللجوء، والذي يعتنق الدين الإسلامين إذ زُعم أنه جاء إلى المملكة المتحدة بالقارب العام الماضي.
انتشار واسع
وتُظهر بيانات وسائل التواصل الاجتماعي التي حللها "هوتسويت"، محرك أداء وسائل التواصل الاجتماعي، أنه تمت مشاركة المعلومات الكاذبة في 4776 منشورًا على الأقل عبر منصات "إكس" و"فيسبوك" و"يوتيوب" وغيرها.
ووفقا لـ"هوتسويت"، تفاعل الناس مع المنشورات التي تذكر الاسم الزائف بما لا يقل عن 91150 مرة (إعجابات ومشاركة)، كما تمت مشاهدة مقاطع فيديو تحمل الاسم أكثر من 330 ألف مرة.
وكان هناك أكثر من 2632 منشورًا يذكر "علي الشكاتي" في يوم الطعن وحده، وتمت مشاركة الهوية الزائفة في منشورات من قبل نحو 3000 حساب عبر منصات التواصل الاجتماعي منذ ذلك الحين.
وشاركت العديد من المنشورات المعلومات الزائفة بصيغة متطابقة تقريبًا، مع التركيز بشكل خاص على ادعاء طالب اللجوء، والذي كان غير صحيح تمامًا وأثار مشاعر معادية للمهاجرين والتي تحولت إلى أعمال شغب.
التحريض على العنف
ووفقًا للصحيفة البريطانية، ارتبطت هوية المشتبه به المزيف ارتباطًا وثيقًا بدعوات العنف على وسائل التواصل الاجتماعي، مع معلومات تحريضية ومضللة تشير إلى "أن هذا كان في الأساس هجومًا إرهابيًا".
ونشر حساب مرتبط بموقع إخباري غامض "Channel3Now" المعلومات المضللة، زعم كذبًا أن المشتبه به كان معروفًا لجهاز المخابرات البريطاني "MI6" في مقال تمت مشاركته على نطاق واسع والذي تم حذفه بعدها.
وانضم عدد من الحسابات البارزة إلى هذه الموجة، بما في ذلك الممثل البريطاني "لورانس فوكس"، الذي لا تزال تغريدته بالاسم الزائف موجودة على صفحته، بما في ذلك التلميحات المضللة لدين المشتبه به.
تفاعل ضد "مسلم"
ارتبطت أعمال الشغب التي عمت بريطانيا إلى حد كبير بالشائعات الكاذبة التي أفادت بأن المشتبه به مسلم، وبلغت ذروتها في حالات متعددة من العنف المرتبط بكراهية الإسلام مثل الهجمات على المساجد.
وتُظهِر بيانات "هوتسويت" أن المنشورات التي تذكر كلمة "مسلم" تضخمت منذ حادث الطعن، وبلغت ذروتها في أسوأ أحداث الشغب يوم الأحد 4 أغسطس. وكان هناك أكثر من 202 ألف منشور يذكر كلمة "مسلم" في الفترة بين تاريخ الطعن و8 أغسطس، وهذا يمثل زيادة بنسبة 242% مقارنة بـ 59430 منشورًا في الأيام العشرة السابقة.
وخلال يومي 4 و5 أغسطس، في ذروة عنف أعمال الشغب، كان هناك أكثر من 60 ألف منشور يذكر كلمة "مسلم"، وبلغ التفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي مع هذه المنشورات 11.6 مليون منذ 29 يوليو.
هجوم ضد "مهاجر"
كان هناك عامل آخر ساهم في أعمال الشغب وهو المعلومات الكاذبة حول كون المشتبه به مهاجرًا، وتحديدًا طالب لجوء، وفي الواقع كان المشتبه به الحقيقي من مواليد مدينة كارديف البريطانية.
واحتشدت الجماعات اليمينية المتطرفة إلى حد كبير حول هذه المشاعر المناهضة للهجرة، مع شن هجمات عنيفة ومستهدفة على فندق "روثرهام"، حيث حوصر طالبو اللجوء في الداخل.
وفقًا لبيانات "هوتسويت"، تم ذكر الكلمات الرئيسية مهاجر، وهجرة، وطالب لجوء في أكثر من 154000 منشور منذ بدء حادث الطعن وأعمال الشغب اللاحقة.
تم تسمية المشتبه به في النهاية باسم "أكسل روداكوبانا"، المولود لأبوين روانديين، بعد أن حكم القاضي بإمكانية الكشف عن هوية الشاب البالغ من العمر 17 عامًا.